انتشرت ظاهرة الشقق المفروشة بكثرة في الأحياء الراقية والفقيرة بتونس وهي عبارة عن أماكن خفية تؤجر لفترات طويلة أو حتى بالساعة لممارسة الجنس.

وكثيرا ما تقوم فرق الأمن بكشف بعضها ومداهمتها والقبض على روادها. والعام الماضي تم إيقاف 118 شخصا ضمن شبكات دعارة بأربع وعشرين شقة.

وقد برزت هذه الظاهرة خاصة في حي النصر المنطقة الراقية القريبة من قلب العاصمة حيث يستأجر تونسيون وليبيون شققا مفروشة من أجل البغاء السري.

انتشرت ظاهرة الشقق المفروشة بكثرة في الأحياء الراقية والفقيرة بتونس وهي عبارة عن أماكن خفية تؤجر لفترات طويلة أو حتى بالساعة لممارسة الجنس.

وكثيرا ما تقوم فرق الأمن بكشف بعضها ومداهمتها والقبض على روادها. والعام الماضي تم إيقاف 118 شخصا ضمن شبكات دعارة بأربع وعشرين شقة.

وقد برزت هذه الظاهرة خاصة في حي النصر المنطقة الراقية القريبة من قلب العاصمة حيث يستأجر تونسيون وليبيون شققا مفروشة من أجل البغاء السري.

وليس من الصعب العثور على عناوين تلك الشقق المفروشة إذ يكفي تصفح الإعلانات المنشورة على مواقع الإنترنت أو الصحف حتى ترى الكم الوافر منها.

ما وراء الشقق

وخلافا لما قد يذهب في اعتقاد البعض فإن هذه الشقق رغم أنها تؤجر بأسعار باهظة بنحو 70 دولار أو أكثر باليوم، فهي في أغلب الأحيان شقق متواضعة الأثاث.

لكن مستأجروها عادة ما لا يبحثون داخلها عن الرفاهية بقدر ما يبحثون عن الأمن والأمان والتخفي عن أعين الناس لممارسة الجنس مع الفتيات بمقابل مادي.

أما المنازل التي تعد للبغاء السري داخل الأحياء الشعبية الفقيرة المتاخمة للعاصمة فهي لا تكاد تحتوي إلا على بعض الحشايا والأسرة والتجهيزات القديمة.

ولا تقتصر المنازل المعدة للبغاء على توفير اللذة الجنسية لقاصديها فقط، فوراء أبوابها المغلقة قد يقترن الجنس بتعاطي المخدرات أو تصوير أفلام إباحية.

بحسب معطيات وزارة الداخلية تم مؤخرا مداهمة أحد الشقق بالعاصمة والقبض على شاب عمره 25 عاما بصدد ممارسة الجنس مع قاصر عمرها 15 سنة.

وقد تم العثور بداخل الشقة على كاميرات تصوير وعلى فيديوهات تتضمن ممارسة الجنس واللواط مع أطراف عديدة قام الشاب بتصويرها وتوثيقها لبيعها.

وتقول روضة بيوض مديرة الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بوزارة الداخلية لمراسلون إن رجال الأمن عادة ما يكتشفون بتلك الشقق كاميرات ومخدرات.

خدمات خاصة

ولا تقتصر ممارسة الدعارة على الشقق التي يستأجرها عادة من لا يملكون بيوتا، فبعض مراكز التدليك أصبحت توفر خدمات مماثلة للباحثين عن المتعة.

وقد تم إغلاق 11 مركزا خلال سنة 2015 اتضح أنها لا تقوم بدورها العادي كمراكز تدليك وإنما تقدم خدمات جنسية إضافية لزبائنها بمقابل مادي باهظ الثمن.

وحتى بعض المقاهي تحولت وفق تصريح النقابي الأمني حبيب الراشدي إلى أماكن للمتعة الجنسية حيث توفر خلوات للباحثين عن الجنس بكلفة بسيطة.

ويقول الراشدي إن تلك المقاهي ظهرت بمدينة صفاقس وإن خدمتها تتمثل في توفير أماكن بعيدة عن أعين الناس بأسعار متدنية (2 دولار للنصف ساعة).

ويؤكد بأن تلك المقاهي بدأت تبرز حتى في بعض الأحياء الراقية بالعاصمة تونس، مشيرا إلى أنها عادة ما تكون منزوية ومظلمة حتى يشعر روادها بالراحة.

وبعيدا عن هذا يجد بعض الباحثين عن النشوة واللّذة ملاذهم المفضل في قاعات السينما حيث تضعهم مضيفات السينما بأماكن خفية بالقاعة المظلمة بمقابل.

الممنوع مرغوب

وتفسر الأخصائية في علم الاجتماع فتحية السعيدي ارتياد بعض الناس بيوت الدعارة وأماكن المتعة ببحثهم عن البهجة والمتعة والخروج من حالة الرتابة.

وتؤكد بأن البهجة تظل نسبية لأن مفهومها يختلف من شخص لآخر، معتبرة أن دافع البحث عن المتعة الجنسية هو “الاكتشاف لأن كل ممنوع مرغوب فيه”.

واكتشاف عالم الجنس لدى البعض قد تجعل أقدامهم تطأ أكثر الأمكنة سخونة وإثارة، وهو ما قد يجعلهم مدمنين كثيرا على السهر أو ممارسة الجنس أو المخدرات.

إدمان

ففي أول سنة التحق فيها بالجامعة قرر محسن أن يزور ماخور العاصمة رفقة بعض زملائه، يومها رغبوا باكتشاف ذلك المكان الذي طالما سمعوا عنه قصصا.

لم يجد محسن متعة كبيرة وهو يتجول بداخل أزقة ماخور العاصمة عبد الله قش، لكن تلك الذكرى ظلت عالقة بذهنه فقد مارس الجنس هناك لأول مرة في حياته.

ظل محسن يبحث في فترة دراسته وبعدها عن المتعة إلى أن أصبح مدمنا على السهر في المطاعم والكباريهات الليلية عندما أصبح يشتغل منذ سنوات قليلة.

يقول “كنت أتردد بشكل مستمر على المطاعم الساهرة ولم يكن العثور هناك على أنيسة لقضاء سهرة ممتعة أمرا شاقا خاصة بعد أن صرت من الحرفاء الأوفياء”.

ويضيف “عندما أجلس لطاولة وأطلب قارورة خمر يبدأن الفتيات بالتهافت، كنت اختار الفتاة التي تعجبني لأبرم معها الصفقة لنقصد شقة استأجرها لليلة”.

لم يتوقف هذا الشاب عن هذه المغامرات إلا حين علم بأن إحدى صديقات ليله تم إلقاء القبض عليها داخل شقة مؤثثة، عندها استشعر الخطر وتوقف عن ذلك.

قد يكون محسن غادر هذا العالم دون ضرر ولكنها ليست حال أماني التي روت جارتها لمراسلون بأن الشرطة قبضت عليها بتهمة البغاء مع رجل متزوج.

لا يختلف مصير أماني عن مآل كثير من القصص التي بحث أبطالها عن المتعة في بيوت خناء فوجدوا أنفسهم وراء القضبان مورّطين في قضايا بغاء.

يشار إلى أن القانون التونسي يجرم تعاطي البغاء حسب الفصل 231 من القانون الجزائي بعقوبة سجنية تتراوح بين 6 أشهر وعامين سجنا مع خطية مالية.