في سنة 1899 قررت بلدية الإسكندرية إنشاء حديقة عامة كبيرة، واستوحي تصميم الحديقة من أعمال مصمم الحدائق الأمريكي الشهير “فريدريك لو اولمستد” الذي تبنى أسلوب تحويل المواقع المستوية إلى مواقع حافلة بالتضاريس الطبيعية من بحيرات وهضاب وقنوات مياه . لذا سميت ب”حديقة الشلالات”، كانت تضم ثلاث بحيرات أهمها البحيرة الرئيسية، وبها كشك للبجع –كان شهيرا- والحدائق زاخرة بمجموعة من الأشجار والنباتات النادرة .
في سنة 1899 قررت بلدية الإسكندرية إنشاء حديقة عامة كبيرة، واستوحي تصميم الحديقة من أعمال مصمم الحدائق الأمريكي الشهير “فريدريك لو اولمستد” الذي تبنى أسلوب تحويل المواقع المستوية إلى مواقع حافلة بالتضاريس الطبيعية من بحيرات وهضاب وقنوات مياه . لذا سميت ب”حديقة الشلالات”، كانت تضم ثلاث بحيرات أهمها البحيرة الرئيسية، وبها كشك للبجع –كان شهيرا- والحدائق زاخرة بمجموعة من الأشجار والنباتات النادرة .
تقع الشلالات فيما كان يعرف ب “الحي اللاتيني” أحد أرقى أحياء الإسكندرية و تتبع حي وسط، وتطل على شارع أبوقير – أحد الشوارع الرئيسية التاريخية في المدينة – وتمتد على مساحة 8 أفدنة
أقوال تسمع في الجوار
“أنا أول مرة آجي من سنين، واتفاجأت بشكل الحديقة، وندمت إن جيت”..”الحديقة بقت كلها زبالة، وحرامية، وشمامين، و بيظهروا أكتر قرب المغارب، وبليل مفيش أنوار غير عند الكافيتريا”
هكذا وصف العدد القليل المتواجد من زائري و متنزهي حديقة الشلالات الحال الذي وصلت إليه الحديقة الآن، والتي كانت في الماضي مكان للتنزة و الترفيه أصبحت مليئة بتحذيرات الرعب.
تعليق باحث
في حال من الحزن والغضب تصف الزهراء عادل عوض – مرشدة سياحية و باحثة في تراث الإسكندرية – حال الحديقة وقيمتها التاريخية و الترثية “للأسف أهملت تماما وخصوصا بعد 2011 ومفيش أى رعاية للأشجار اللى بقى لها مائة عام, وفيها زبالة فى كل مكان والبحيرة الصناعية تم تجفيفها واللوحات الإرشادية الخاصة بالتعريف بالاثار حالتها مزرية والأسوار الأثرية مليانة زبالة، وللأسف يستخدمها البعض كمراحيض ، والسياح حزنوا لمنظرها الحالى”
وتابعت الزهراء: “الحديقة تضم جزء من أسوار الإسكندرية القديمة، وكان فيها تمثال نوبار باشا (1825-1899) أول رئيس وزارء لمصر، والذي نقل الآن أمام أوبرا اسكندرية، ووضع مكانه نسخة من تمثال “كاتمة الأسرار” وللأسف انكسر من سنة. كانت الشلالات من أهم حدائق اسكندرية، وكانت تحت اشراف بلدية اسكندرية وبعد كده المحافظ، الآن أصبح يشرف على الحديقة ثلاثة جهات: القوات البحرية وهي مختصة فقط بالجانب الخاص بالكافيتريا، وقاعة الأفراح المنشأة داخل الحديقة. أما الحدائق فهي تابعة للمحافظة، والأسوارالأثرية لوزارة الأثار”.
تحذيرات مستمرة
“هنا أمان لكن مقدرش أضمنلك باقي الحديقة خاصة، إن زمان قبل الثورة كان فيه 8 أفراد آمن دلوقتي مفيش، ومفيش أسوار للحديقة منها للشارع ” هكذا يحذر أشرف محمد – أحد العاملين في كافتريا الحديقة التابعة للقوات المسلحة – لكل من يسأله عن حال الصعود أعلى التبات التي تتوسطها البرجولات. ويضيف زميله وهو مستمر في تحذيره ” إحنا كل شوية نمسك حرامية، واللي بيشربوا مخدرات “
ومن الواضح أن التحذيرات لم يكتفي بها العاملين بالكافيتريا لكن انتقلت لزبائنها فسيدة مسنة تجلس تحتسي فنجان من الشاي علقت قائلة “أنا طول عمري بيحذروني من التبات العالية وزمان فيه جريمة حصلت فيها”.
مسئول يعلق
عن وضع الشلالات الآن وتأمينها قال علي مرسي رئيس حي وسط: “حالة الشلالات نتيجة الوضع غير المستقر الناتج عن التغيير المستمر للمحافظين بالإسكندرية، منذ فترة هناك أكثر من مناقصة لطرح الحديقة للإستثمار الخاص، وهناك دراسة أخرى للتطوير تضم كلية الزراعة بالاسكندرية بالتعاون مع هيئة الحدائق المركزية، ووهيئة حدائق الحي، وستدخل ضمنها خطة التأمين ولكننا في انتظار اتخاذ القرار -إما بطرحها للإستثمار أو بتطويرها بإمكانيات المحافظة- وما إستطعنا إجرائه هو وضع بعض أعمدة الإنارة داخل الحديقة كمحاولة من التقليل من وجود متعاطي المخدرات والسارقين” و ذلك على حد قوله.
مسئول يعلق 2
رفض المسئول بوزارة الأثار بالإسكندرية أن يذكر اسمه، ولكنه قال: “هناك خطط للترميم وتطوير الموقع الأثري، وهناك تعاون سيتم مع وزارة السياحة لتبديل اللوحات الإرشادية بآخرى” فيما رفض الإفصاح عن أي معلومات أخرى، لأنها يجب أن تصدر في بيان رسمي من خلال المكتب الإعلامي للوزارة.
مشهد قبل المغادرة
داخل المبنى الأثري تجد أطفالا يتسلقونه وأخرون يلعبون الكرة فوقه دون معرفة أهميته الآثرية، وبجوار المبنى تجد بعض الحقن استعملت في تعاطي المخدرات ملقاة على الرمال بجوار المبنى.