تحولت مشكلة انقطاع الكهرباء في المنطقة الجنوبية عامة إلى كابوس مزعج يؤرق حياة المواطنين، ويشلُّ جميع الأعمال في مدن الجنوب البعيدة كل البعد عن الحياة العصرية الحديثة. هنا في سبها “عاصمة الجنوب” كما يسميها الليبيون، تتعطل أعمال المصارف لمجرد انقطاع الكهرباء وتتوقف المنظومات الرقمية عن العمل.

تحولت مشكلة انقطاع الكهرباء في المنطقة الجنوبية عامة إلى كابوس مزعج يؤرق حياة المواطنين، ويشلُّ جميع الأعمال في مدن الجنوب البعيدة كل البعد عن الحياة العصرية الحديثة. هنا في سبها “عاصمة الجنوب” كما يسميها الليبيون، تتعطل أعمال المصارف لمجرد انقطاع الكهرباء وتتوقف المنظومات الرقمية عن العمل.

وبما أن الجنوب لا يمتلك محطة غازية خاصة به ويعتمد في حصوله على الكهرباء على محطات تحويل الكهرباء القادمة من المنطقة الغربية فقط، فإن معاناته تبقى مضاعفة، خاصة بعد اعتداء مخربين على محطات التحويل وإتلاف أجزاء كبيرة منها مثل محطة “وادي الأريل” التي دمرت بالكامل.

آدم المبروك مدير مكتب الإعلام بشركة الكهرباء فرع المنطقة الجنوبية يتحدث لــ “لمراسلون” عن وضع الكهرباء وما يمكن اللجوء إليه من حلول عاجلة.

س- خرجتم في أكثر من تصريح رسمي متحدثين عن تخريب يطال محطات تحويل الكهرباء في المنطقة الجنوبية فما الذي يحدث بالضبط؟

ج- تنتشر في المنطقة الجنوبية عدة محطات تحويل أغلبها تعرضت لعمليات تخريب وإتلاف ممنهجة لم يكن الغرض منها السرقة، فالأجهزة التي تم العبث بها لا يمكن الاستفادة منها خارج المحطة، مثل قواطع التوصيل بين الأسلاك، فهذه القواطع من المعروف لجميع أنه بمجرد فكها سوف تتعطل فوراً ولا يمكن بيعها أو الاستفادة منها مادياً، إلا أن المخربين قاموا بتدمير المحطة بالكامل، وذلك بإطلاق أعيرة نارية على قواطع “الإستوفكس” لإخراج الغاز، فهي مشحونة بغاز الإستوفكس لإخماد الشرارة في حالة الفصل و التوصيل أثناء عملية تحويل الكهرباء للمنطقة الجنوبية .

س- من أين جاء هؤلاء المخربون؟

ج- المخربون هم من أبناء المنطقة وهم ينتقلون من محطة لأخرى لغرض التخريب فقط لا غير، بهدف إثبات رؤىً سياسية معينة، ففي الفترة الماضية وبعد التدمير الكامل لمحطة “وادي الاريل” توجهوا لمنطقة “زلاف” لتخريب أعمدة الكهرباء بها، ولكن القوة الأمنية هناك كانت لهم بالمرصاد، وتم القبض عليهم وكانوا يشكلون عصابة من 9 أشخاص ليبيين و25 من جنسيات أفريقية مختلفة.

بعد القبض عليهم نصب ذووهم كميناً لرجال شركة الكهرباء أثناء رجوعهم من محطة وادي الاريل، حيث كانوا في مهمة تفقدية للمحطة بعد تخريبها ولأخذ ما تبقى من أجهزة قد تستخدم مستقبلاً كقطع غيار، في هذا الكمين، تم اختطاف الفنيين والمقايضة بهم لأجل إطلاق سراح المخربين، حدث ذلك بالتحديد في منطقة “أشكدة”، وبعد تواصلنا مع عميد بلدية الشاطئ تم إطلاق سراح الفنيين.

س- ما دام المخربون أبناء المنطقة كما أكدت لماذا لم تتوجهوا للأهالي والمجالس البلدية لحل المشكلة بشكل ودي؟

ج- خاطبنا المجالس البلدية والأعيان والأهالي وعقد اجتماع في الفترة الماضية بالمجلس البلدي سبها بخصوص تأمين المحطات ولكن لم يتم التوصل إلى أي نتيجة، وظلت أعمال التخريب مستمرة. 

س- تناقلت وسائل الإعلام أخبار اجتماعات عدة داخل وخارج الوطن لأجل تشغيل محطة أوباري الغازية التي ستغذي المنطقة الجنوبية والغربية، فمتى ستباشر المحطة عملها؟

ج- بالنسبة لمحطة أوباري الغازية لا توجد أي بوادر حقيقية لإمكانية تشغيلها على أرض الواقع،  كل ما هنالك وعود لا أكثر، فمنذ عدة أيام اجتمع  وزير الحكم المحلي مع الشركة التركية المنفذة، ولكن ليس هذا الاجتماع الأول ولن يكون الأخير ولا نتائج واقعية، من المؤسف جداً أن يكون لنا أعضاء في البرلمان والمجلس الرئاسي وكل الحكومات، ومع ذلك هم عاجزون عن تشغيل محطة غازية وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى 90%.

الكهرباء من ضروريات الحياة العصرية وهي تهمنا جميعاً، وفي شهر رمضان الماضي انقطعت الكهرباء لمدة ثلاثة أيام على إقليم الجنوب بالكامل ولم تتحرك أي من الحكومات لمعرفة سبب هذه المشكلة أو لطمأنة المواطنين بالمنطقة الجنوبية، إلى أن تحرك الشارع بجميع أطيافه  وأحرق الإطارات وأقفل الشوارع، ومع ذلك لم نحصل إلا على وعود لم ينفذ منها شيء حتى الآن.

س- إلى متى ستسمر مسألة طرح الأحمال القائمة حالياً، هل تم تحديد عمر معين لها وهل صحيح أنكم تتلقون أوامر من غرفة التحكم بطرابلس لتحديد مدة طرح الأحمال؟

ج- في ظل غياب حكومة حقيقية قوية لن تحل مشكلة طرح الأحمال، بما أن المحطة الوحيدة في المنطقة تشغيلها يحتاج إلى قيام دولة بأجهزتها القوية وإلا فإن معاناة الجنوب والكهرباء لن تنتهي، ولو استمر الوضع على ما هو عليه فإن الجنوب سيواجه مشكلة إطفاء عام.

وفيما يخص مدة طرح الأحمال فإن غرفة التحكم موجودة في طرابلس والكهرباء كما سبق وذكرت تأتينا من هناك وهم من يتحكم في مدة طرح الأحمال .

س- المواطنون هنا يعتقدون أنكم المقصرون في أداء مهامكم، ما اللذي يمكنكم القيام به ولم تفعلوه؟

ج- نحن في شركة الكهرباء خاطبنا كل الحكومات المتعاقبة في عدة مرات بضرورة الإسراع في تشغيل المحطة الغازية أوباري، وذلك لأن شركة الكهرباء لا تملك حلاً جذرياً فهي في النهاية شركة خدمية تتبع للدولة.

حالياً وزارة الحكم المحلي قائمة بدورها وتسعى بجهودها في محاولة تشغيل المحطة الغازية، ولكن لا يمكن لشخص أو جهة واحدة حل هذه الأزمة، نتمنى أن يتحرك الجميع من رؤساء البلديات بالجنوب إلى أعضاء البرلمان وغيرهم الكثير من الشخصيات المسؤولة والمؤثرة فلو تعاونوا جميعاً وسعوا من أجل تشغيل محطة أوباري حتماً سيحققون ذلك، ولكن ما نشهده الآن عكس ذلك تماماً بالرغم من كثرة عدد المسؤولين الحكوميين عن الجنوب في الغرب والشرق إلا أننا لا نرى أياً منهم يأبه لما يحدث لأهله في الجنوب.