يتهم سياسيون من المعارضة ومنشقون عن حركة نداء تونس زوجة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي شاذلية فرحات بالتأثير عليه من أجل فرض نجلها “حافظ” كطرف فاعل في الحزب والساحة السياسية معتبرين أن للسيدة الأولى التي يلقبونها بـ “امرأة الظل” دورا فاعلا في التعيينات ودعم مقربين منها لتولى مناصب مهمة.

يتهم سياسيون من المعارضة ومنشقون عن حركة نداء تونس زوجة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي شاذلية فرحات بالتأثير عليه من أجل فرض نجلها “حافظ” كطرف فاعل في الحزب والساحة السياسية معتبرين أن للسيدة الأولى التي يلقبونها بـ “امرأة الظل” دورا فاعلا في التعيينات ودعم مقربين منها لتولى مناصب مهمة.

وينتقد خصوم نجل الرئيس التونسي تلك “السلبية” التي يتعاطى فيها مؤسس الحزب ورئيس الدولة الباجي قايد السبسي مع مشاكل الحركة. فنداء تونس أضعفتها الخصومات الداخلية بشكل كبير مما أدى إلى فقداتها مرتبتها الأولى في البرلمان لتحل مكانها حركة النهضة الإسلامية فيما تطال الأزمات الحكومة الفتية التي يقودها يوسف الشاهد (قيادي شاب بنداء تونس).

نفوذ الزوجة

بالرغم من الظهور النادر لزوجة السبسي التي تكتفي بإطلالة سنوية بمناسبة العيد الوطني للمرأة إلا أن مقربين من قصر قرطاج يؤكدون أنها غير بعيدة عن الشأن العام لا سيما في كل ما يتعلق بدعم مركز ابنها في الحياة السياسية.

وتقول صديقة لزوجة حافظ السبسي (رفضت الكشف عن هويتها) أن عائلة الرئيس لها تأثير في العديد من التعيينات وأن زوجته سعت إلى عقد تحالفات داخل القصر لإقصاء منافسي نجلها من الحزب بداية بالأمين العام المستقيل من حركة نداء تونس محسن مرزوق ثم رضا بلحاج المستشار السابق للرئيس التونسي.

وتضيف المتحدثة في تصريح لـ”مراسلون” أن شاذلية فرحات المرأة الثمانينية تعمل على فرض وجود ابنها على رأس الحركة بعد أن أوعزت للرئيس بإقصاء كل منافسيه، مشيرة إلى أن الباجي قائد السبسى لا يرضخ لكل مطالب عائلته بل يحتفظ لنفسه بمسك خيوط القرار النهائي في كل المسائل المصيرية التي تهم الدولة ويحاول جاهدا لجم مطامح العائلة في التأثير على قراراته.

وتجد الاتهامات التي تلاحق عائلة الرئيس بالتدخل في السلطة مؤيدات لا فقط من خلال السعي إلى تمكين نجل الرئيس من السيطرة على ما تبقى من حركة نداء تونس بعد تعيينه مديرا تنفيذيا للحزب، وإنما من خلال تعيينات رسمية اعتبرها البعض تعكس حجم تدخل عائلة السبسي في الحكم.

وتتضح بعض تلك المؤيدات –وفق بعض المراقبين- في تعيين يوسف الشاهد الذي هو أحد أصهار السبسي على رأس الحكومة و تعيين سليم العزابي قريب زوجة نجله حافظ رئيسا للديوان بقصر قرطاج، ما يبين أن العائلة الموسعة للرئيس السبسي بدأت تمسك بمناصب هامة في البلاد.

ويقول القيادي في حزب حراك تونس الإرادة (حزب الرئيس السابق منصف المرزوقي) طارق الكحلاوي لـ”مراسلون” أن عائلة الباجي تقاسمه السلطة وتتدخل في الشأن العام، مشيرا إلى أن الرئيس التونسي سمح لابنه ‫حافظ بأن يقسّم حزبه إلى شقوق وبالتسبب في تعطيل عمل ‏حكومة الحبيب الصيد بسبب خلافات حول إدارة الحكم.

ولا يستبعد الكحلاوي دور زوجة في التدخل في الشأن السياس، محذرا من أن “تونس مقبلة على انتفاضة جديدة ستكون تداعياتها خطيرة جدا على مستقبل واستقرار البلاد إذا تواصل الحال على ما هو عليه”.

نفي وتكذيب

في المقابل تؤكد القيادية في حركة نداء تونس أنس الحطاب أن ما يروج عن دور زوجة رئيس الجمهورية في دعم ابنها للوصول إلى الحكم أو قيادة الحزب لا أساس له من الصحة، مؤكدة أن خصوم السبسي السياسيين يعمدون إلى الزج بعائلته في هذه الخصومات “دون أي أدلة مادية”.

وأشارت في حديثها لـ”مراسلون أنه من حق نجل الرئيس المشاركة في الحياة السياسية في موقع متقدم كأي مواطن تونسي يضمن له الدستور حقوقه، مشددة على أن ترأس حافظ قايد السبسي لحركة نداء تونس أمر مشروع سواء بالنسبة إليه كأحد قياديي الصفوف الأمامية للحركة وأحد مؤسسيها.

ويخشى التونسيون عموما عودة سطوة أسرة الرئيس ومقربيه على غرار ما حصل في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، معتبرين أن تسلل زوجة الرئيس وعائلته للسلطة سيخلف تداعيات كبيرة على عمل البرلمان والعمل الحكومي لا سيما وأن خصوم النداء يعتبرون أن خلافات قيادات حزب نداء تونس تسبب في إنهاك الدولة وتصدير الأزمات الداخلية للعمل الحكومي.

وفي عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أدى تدخل زوجته ليلى بن علي وأصهاره في السلطة إلى تأليب الرأي العام ضده وأنهاء حكمه الذي دام 23 سنة كما خلق تدخل أسرة الرئيس في السلطة نوعا من الفوبيا لدى التونسيين من سطوة السيدات الأولى للقصر مثلما أيضا جرى في فترة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حينما كانت زوجته وسيلة بورقيبة تتدخل في السلطة.