مشاركة سباحة ليبية في دورة الألعاب الأولمبية الدولية ليست سابقة من نوعها، فقد شاركت في أولمبياد روسيا عام 1980 سباحتان ليبيتان هما الشقيقتان نادية وسعاد الفزاني، وتلا ذلك مشاركات عديدة لسباحات ليبيات منهن صاحبة الرقم القياسي الليبي أسمهان فرحات، وآخرهن السباحة الشابة نادية حجول 17 عاماً المشاركة في أولمبياد ريو 2016.

مشاركة سباحة ليبية في دورة الألعاب الأولمبية الدولية ليست سابقة من نوعها، فقد شاركت في أولمبياد روسيا عام 1980 سباحتان ليبيتان هما الشقيقتان نادية وسعاد الفزاني، وتلا ذلك مشاركات عديدة لسباحات ليبيات منهن صاحبة الرقم القياسي الليبي أسمهان فرحات، وآخرهن السباحة الشابة نادية حجول 17 عاماً المشاركة في أولمبياد ريو 2016.

ولكنّ السابقة هي الضجة التي أثارتها هذه المشاركة التي تركزت في معظمها على مقارنة بين وضع الرياضيين الليبيين في الداخل والخارج وحقيقة غياب الدعم عنهم جميعا، وكذلك حول مسألة زي السباحة الذي ارتدته الرياضية في المسابقة وأثار حفيظة كثيرين.

“مراسلون” التقى دانية ووالدها بشير حجول في ريو دي جانيرو عقب انتهاء مشاركة دانية في سباق 100 متر سباحة على الصدر، وقد أجابا عن أسئلتنا ضمن نص الحوار التالي:

س- سفر والدك إلى مالطا مطلع تسعينات القرن الماضي أتاح لك فيما بعد فرصة ممارسة السباحة، حدثينا عن ذلك، وهل الداعم هو الوالد فقط؟

ج- دعم العائلة كان ولا يزال مهماً جداً مادّيا ومعنويا. لقد تحصّلنا على بعض الدعم من النادي الليبي للسباحة ثم من اللجنة الأولمبية ولزيادة مصاريف المعسكرات والسفر قمنا بحملة تمويل جماعي (crowdfunding) على الفيس بوك، كما تحصّلنا على دعم من بعض المهتمين بالرياضة والوكلاء في ليبيا وخارجها.

س- متى بدأتِ ممارسة رياضة السباحة بانتظام، بعض القنوات ذكرت أنك قبل 4 سنوات وبعض الوكالات ذكرت 6 سنوات؟ وكم عمر دانية اليوم؟

ج- بدأت السباحة منذ 4 سنوات وقمت بمنافسات دولية لتمثيل ليبيا في روسيا وقطر في السنة الماضية، وعمري الآن 17 سنة.

س- كيف ساعدك مدربك البريطاني في بلوغ المونديال؟

أنا في تحسّن مستمر تحت رعاية المدرب البريطاني روبين برو الذي مثل بلده في أولمبياد 84 في لوس أنجلوس. والمدرب ممتاز ويرجع له الفضل في تحسّن التكنيك والأوقات التي أنجزتها.

س- السباح أحمد التليسي المقيم في السويد هو كذلك يمثل ليبيا في الأولمبياد في رياضة السباحة، هل الاهتمام باللعبة في الخارج أفضل؟ وماذا ينقص السباحة الليبية في الداخل؟

ج- نعم في الخارج أفضل، وكنت أتمنى أن تتاح فرص تعليم السّباحة لكل الليبيين والليبيات ولكن في وضع ليبيا يتعذر على المؤسسات أن تقوم بالواجب، فيجب على أولياء الأمور أن يدعموا أولادهم وبناتهم لممارسة الرياضة والمنافسة الشريفة.

س- أجريتِ استعدادا على ضفة المحيط في مدرسة الكواكب المراكشي في المغرب، لماذا المغرب، وكيف كانت الاستعدادات؟ 

ج- المغرب بلد عزيز علينا وعندهم إمكانات لممارسة السباحة. وقد رحّب بنا المسؤلون والمدربون في نادي السباحة في مراكش بعد اتصال النادي الليبي للسّباحة وطلب المساعدة، ولأن رحلة الطيران من الدار البيضاء إلى ريو مباشرة تعتبر من أقصر الأوقات 9 ساعات فقط كانت خياراً جيداً بالنسبة لنا.

 س- كيف كانت الطريق إلى ريو، ومن أبرز من قابلتِ في الأولمبياد؟

ج- الطريق إلى ريو كانت شاقّة وممتعة في الوقت نفسه، تمكنت من مقابلة عمالقة السباحة وفي المقدمة مايكل فيلبس، ولم أتمكن من مقابلة يسرى مارديني السباحة السورية من فريق اللاجئين حتى الآن، وقصتها في إنقاذ بعض اللاجئين بدفع قارب النجاة وهي تسبح يجب أن تكون إلهاماً للعالم أجمع، وبخاصة العالم العربي والإسلامي حتى يقودهم هذا إلى تشجيع أبنائهم وبناتهم على تعلّم السباحة ومعرفة أهمّيّتها.

 س- عن الرقم الجديد الذي سجلته، كيف استطعت الفوز على نفسك؟

ج- مشاركتي في أولمبياد ريو كانت معقولة في ظروف قلّة الخبرة وصغر السّنّ، ومع هذا تمكّنت من كسر رقمي القياسي من 1:28 دقيقة في السنة الماضية في روسيا وسجلت رقما جديدا في ريو 1:25 دقيقة.

تحسُّن رقمي القياسي ب 3 ثواني يعتبر مُرضياً ولكن مع زيادة الخبرة والدّعم أتمنى أن أزداد تحسنا في الوقت والمنافسات.

س- الرقم الليبي المسجل سابقاً من السباحة أسمهان فرحات عام 2008 هل تتوقعين تحطيمه قريباً؟ وعلام يعتمد توقعك؟

ج- السباحة أسمهان فرحات لا زالت تحمل الرقم الليبي في الـ100 متر صدر 1.21 دقيقة، وقد سجلته عندما كانت في سن 18 عاماً في أولمبياد الصين 2008، وكانت خبرتها أكثر مني والإمكانات المادية واللوجستية أحسن،  وسأتمكن إن شاء الله من كسر هذا الرّقم في المدى القصير.

 س- ماذا تدرس دانية، وما طموحاتك المستقبلية؟

ج- أنا على وشك إتمام الدراسة الثانوية A levels السنة القادمة بمدرسة مونت كيلي Mount Kelly في بريطانيا، وأتمنى أن أشترك في إحدى الجامعات المهمة هناك.

وبعد ريو أحتاج لفترة راحة وتفكير في المستقبل.

 س- أخيرا، ماذا تقولين لجمهورك؟

ج- وجودي في حفل افتتاح أولمبياد ريو 2016 إلى جانب البعثة والرّياضيين اللّيبيّين ورفع علم ليبيا عاليا بين دول العالم شرف كبير لي، وأود أن أشكر جميع اللّيبيّين، وجزيل الشكر لعائلتي وأصدقائي وكل من قدم الدّعم المعنوي والمادّي في ليبيا وخارجها.

ويمكنهم متابعة أخباري في صفحة الفيسبوك “دانية حجول Daniah Hagul”.