في طريق على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى مسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر (غرب الجيزة) كانت محاولة الاغتيال الفاشلة. لم تصب الطلقات النارية الشيخ وتوجه نحو المسجد وقام بإلقاء خطبة حماسية. كان عضو هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف يتحدث للمصلين الجالسين بالمسجد بصوت متهدج، وفي إنفعال واضح تساءل: أتقتلون رجلا يقول ربي الله!

أسفل منبر جمعة كان هناك حارس يتجول ممسكا بمسدسه في ترقب. جاءت خطبة الشيخ جمعة، 5 أغسطس/ آب، في خضم معركة حول خطبة الجمعة وكيفية تقديمها بالمساجد مقرؤة أم مرتجلة؟

في طريق على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى مسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر (غرب الجيزة) كانت محاولة الاغتيال الفاشلة. لم تصب الطلقات النارية الشيخ وتوجه نحو المسجد وقام بإلقاء خطبة حماسية. كان عضو هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف يتحدث للمصلين الجالسين بالمسجد بصوت متهدج، وفي إنفعال واضح تساءل: أتقتلون رجلا يقول ربي الله!

أسفل منبر جمعة كان هناك حارس يتجول ممسكا بمسدسه في ترقب. جاءت خطبة الشيخ جمعة، 5 أغسطس/ آب، في خضم معركة حول خطبة الجمعة وكيفية تقديمها بالمساجد مقرؤة أم مرتجلة؟

خطاب واحد

فرض محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مؤخرًا، نظامًا جديدًا يلزم كافة الدعاة بقراءة خطبة واحدة من فوق جميع المنابر، تتاح على موقع الوزارة الإلكتروني مصوّرة ومكتوبة بشكل نصي بصيغة pdf. رفضت مؤسسة الأزهر قرار جمعة مما صنع أزمة.

صارت محاولات الدولة لفرض خطاب دينيً ينبذ العنف مهددة، لكن هذا الخطاب الرسمي كان أثره محدودًا حيث منعت كلامًا محددًا فحسب.

منذ حزيران/ يونيو 2013 تحاول الدولة السيطرة على الخطاب الديني مع تزايد المخاوف آنذاك من استخدم المساجد للحشد السياسي. لكن مباركة الأزهر لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتأييد التيار السلفي كذلك، جعل المساجد آمنة.

رغم ذلك وضعت وزارة الأوقاف ضوابطها حتى لا يكون المنبر مسيسًا. لم يعد صعود المنابر إلا للدعاة الرسميين سواء كانوا من الأوقاف أو الأزهر. ورغم أن موضوع الخطبة كان موحدًا منذ يناير/ كانون ثاني 2014 في كافة مساجد مصر إلا أن ذلك لم يمنع انتشار خطاب متشدد يدعو للعنف. كما لم يسمح الخطاب الديني الرسمي بتواجد خطاب مخالف، وينبع من خلفية بحثية مثلما طرحه إسلام بحيري في برنامجه التليفزيوني. حرّكت مؤسسة الأزهر دعوى قضائية لمحو حلقات برنامج بحيري من على موقع يوتيوب، ومن المتوقع أن يصدر الحكم في هذه القضية في أكتوبر/ تشرين أول القادم.

كما يقضي بحيري شهره الأخير بالسجن بعد حبسه في ديسمبر/ كانون أول 2015 لعام بتهمة إزدراء الإسلام لأنه انتقد الإمام البخاري، وبعض الآراء المتشددة في كتب التراث الفقهية عبر برنامجه التليفزيوني والتدوين على فيسبوك.

الأزهر يكتب خطبته

رفضت هيئة كبار العلماء التابعة لمؤسسة الأزهر نظام الخطبة المكتوبة، المعلن من جانب الأوقاف في أواخر يوليو/ تموز.مستندة إلى الدستور، الذي ينص على كونهما المرجعية الأساسية في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية بما يعني أن ليس للأوقاف سلطانا عليهما.. هكذا لم يلتزم خطباء الجامع الأزهر بالقراءة من نص الخطبة الواحدة، بل أن دعاة أزهريين أعلنوا رفضهم للأمر على المنابر، وتحدثوا بحرية حول موضوعات أخرى.

بعد لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب، في 3 أغسطس/ آب، نظم الأخير اجتماعًا في اليوم نفسه ليدعو إلى تدريب الأئمة وتثقيفهم، وقد حضره وزير الأوقاف.

فسر هذا اللقاء بأن الرئيس يدعم الطيب ضد الأوقاف، لكن الوزارة تابعت فرضها نص الخطبة على مساجدها، بينما تجاهل مشايخ الأزهر هذا النص.

من ناحية أخرى يحدد موقع وزارة الأوقاف مدة الخطبة بألا تتجاوز 20 دقيقة، وضرورة الإلتزام بنصها الواحد من أجل  ضبط للخطاب الدعوي. أما حينما كان الموضوع واحدًا فكان المتاح على الموقع شرح لهذا الموضوع فقط. كان الشرح يتاح على الموقع قبل الخطبة بأيام مع  عرض الأدلة الدينية سواء كان مصدرها القرآن أو السنة النبوية بينما يكتب الخطيب نصه حسبما يرى.

يشكو المترددون على المساجد من تململ بسبب تحوّل الطقس الديني الأسبوعي إلى جلسة قراءة تنظمها الحكومة داخل المساجد من أجل مدح سياستها بخطاب ديني مبسط.صارهدف كبير مثل تجديد الخطاب الديني إلى فقرة مكررة لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة أسبوعيًا تغلق فيها المحال والأسواق.

كانت خطبة “الأمن الغذائي حمايته وحرمة التلاعب به” تقرأ من فوق أغلب منابر المساجد يوم الجمعة 5 أغسطس/آب الماضي.

تردد صدى خطبة “الأمن الغذائي” من المساجد القريبة من بعضها البعض. يقول خطيب مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر أن الرسول كان مؤسس أول جهاز حماية للمستهلك، بينما يردد خطيب مسجد مجاور له أن الأسعار مرتفعة ويجب ضبطها، قبل أن يعلن للمصلين أن نبي الإسلام كان صاحب أول جهاز لحماية حقوق المشترين في العالم. على بعد مسافة لا تزيد عن كيلومترا واحدا

كان المفتي السابق يخطب حول محاولة اغتياله، بالقرب من المسجدين السابقين. هزت خطبته مشاعر المصلين، وأكدت أن محاولات السيطرة بخطاب رسمي واحد لا تمنع الإرهاب.