عقد أهالي مدينة أبوسمبل السياحية جنوب أسوان آمالا عريضة على منفذ قسطل  – أشكيت بين مصر والسودان لإحداث انتعاش ورواج اقتصادي ظل تدني معدلات السياحية  القادمة للمدينة، ولكن لم تأتي الرياح كما تشتهي السفن ولم يشعر الأهالي بأي تحسن حتى الأن رغم مرور حوالي عامين على افتتاح هذا المنفذ الحدودي.

عقد أهالي مدينة أبوسمبل السياحية جنوب أسوان آمالا عريضة على منفذ قسطل  – أشكيت بين مصر والسودان لإحداث انتعاش ورواج اقتصادي ظل تدني معدلات السياحية  القادمة للمدينة، ولكن لم تأتي الرياح كما تشتهي السفن ولم يشعر الأهالي بأي تحسن حتى الأن رغم مرور حوالي عامين على افتتاح هذا المنفذ الحدودي.

كان انشاء السد العالي في حقبة الستينيات من القرن الماضي، ودعوة منظمة اليونيسكو لانقاذ معابد منطقة النوبة وعلى رأسها معبد أبوسمبل من الغرق، كان ذلك هو السبب الرئيسي وراء انشاء مدينة ابوسمبل السياحية في جنوب محافظة اسوان، والتي اكتسبت شهرة عالمية بسبب احتضانها لأكبر المعابد المنحوتة في الصخر على مستوي مصر والعالم والذي يعود تاريخه إلى أكثر 3 آلاف عاما ومازال يشهد ظاهرة فلكية عجيبة تتكرر مرتين سنويا وهي تعامد أشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني في يومي 22 فبراير وأكتوبر من كل عام.

ويروي الحاج “فتحي الطاهر” 77 سنة من القيادات الشعبية قصة إنشاء هذه المدينة قائلا “إن العمل في إنقاذ معابد أبوسمبل بدأ في عام 1964 وانتهى بعد أربع سنوات من العمل الشاق  في الصحراء بمشاركة العديد من الشركات العالمية والمصرية وعلى رأسها شركة ” أختيف” الألمانية التي كانت بمثابة الشركة الأم للمشروع وتم افتتاح المعبد فعليا أمام الزيارة في 22 سبتمبر من عام 1968 في احتفالية كبيرة شهدها أكثر من 3 الاف شخصية من مختلف دول العالم”.

مشروع توشكى

وبمرور الوقت نمت المنطقة وأصبحت مدينة مستقلة بحاجة إلى موارد اقتصادية. وشهدت المدينة نقلات نوعية كبيرة ومتلاحقة منذ انشاءها في منتصف السبعينيات. ولعل بدء إنشاء مشروع توشكي في عام 1996 هو أكبر هذه التحولات على الإطلاق حيث أدى هذا المشروع إلى حدوث انتعاش اقتصادي كبير لأبوسمبل  نظرا لأن جميع المسئولين والمهندسين والعمال بمشروع توشكي  كانوا يقيمون في مدينة أبوسمبل التي تبتعد  50 كم فقط عن توشكي. وبحسب فتحي الطاهر فإن مدينة أبوسمبل شهدت أزمة كبيرة في الإسكان عند بدء مشروع توشكي وتم تأجير الكثير من الوحدات السكنية والمنازل كما ارتفعت أسعار بيع المنازل والأراضي بشكل صارخ واستفاد من ذلك الكثيرون من أبناء مدينة ابوسمبل سواءً بتأجير منازلهم أو بيع بعضها، فيما نشطت حركة بيع وشراء السلع الغذائية المختلفة للوفاء باحتياجات العاملين بتوشكي.

وقبل عامين، ومن أجل انعاش حركة التجارة في النطقة تم افتتاح منفذ قسطل –  أشكيت على الحدود المصرية السودانية. لكن هذه الخطوة لم تؤدي إلى الاستفادة بالشكل المرجو حتى الأن نظرا لأن جميع الركاب والشاحنات المحملة بالبضائع  يعبرون أبوسمبل سريعا بدون فائدة، لذلك يرى كثير من أهالي المكان ضرورة إنشاء منطقة حرة في أبوسمبل حتي تنتعش فيها حركة التجارة والبيع والشراء والاستيراد والتصدير.

جبايات عالية

البعض يرى أن المعبر لم يؤتِ ثماره لأن الجانب السوداني لا يلتزم باتفاقية الكوميسا واتفاقية السوق العربية المشتركة حتي تدخل البضائع من مصر إلى السودان عبر المعبر من دون جمارك، كما يرى جلال الدين مصطفي رمضان مستثمر “مصري سوداني “. ويقول إن حكومة السودان تعقد الأمور أكثر من اللازم، وتحصل على جبايات عالية وجمارك مرتفعة للغاية على الصادرات المصرية مما يؤثر سلبا على حجم هذه السلع والبضائع القادمة من مصر إلى السودان.

موضحا أن السلطات المصرية تلتزم بالاتفاقيات الدولية وتسمح بدخول السلع السودانية بدون جمارك ومن أبرزها رؤوس الجمال والحبوب الزراعية مثل السمسم. وأضاف “لكن في الوقت نفسه لا يلتزم السودان بالمعاملة بالمثل ويفرض جمارك مرتفعة جدا على الواردات المصرية، لذلك يكتفي المصدرون المصريون بتوريد السلع المكملة صناعيا والمواد الخام فقط التي تحتاجها المصانع السودانية مثل الحديد أو البتروكيماويات والعبوات الفارغة نظرا لأن هذه المصانع تحصل على تخفيض من الجمارك من الحكومة السودانية”. مؤكدا أنه يجب ترويض المناطق الحدودية بين مصر والسودان وتطبيق المعاملة بالمثل حتي تنتعش التجارة بين البلدين الشقيقين خاصة في مدينتي حلفا  السودانية وأبوسمبل المصرية.

تجار الشنطة

معظم الركاب السودانيين القادمين الي مصر عبر منفذ قسطل – أشكيت جنوب أبوسمبل يعتبروا من تجار الشنطة الذين يقوم بشراء السلع المختلفة من أسواق الموسكي والعتبة بالقاهرة ثم ببيعها في السودان، أو من المرضي السودانيين القادمين للعلاج في القاهرة، حسبما يرى حسين مختار مدير مركز الاعلام بأبوسمبل، والذي قال إنه “يجب إنشاء منطقة حرة في مدينة أبوسمبل السياحية تضم كافة السلع والمنتجات والأجهزة الكهربائية لتلبية احتياجات التجار السودانيين القادمين إلى مصر أو على الأقل يجب إنشاء سوق تجاري كبيرو ضخم ومخازن في أبوسمبل يضم كل السلع والمنتجات المصرية التي يحتاجها الإخوة السودانيون وذلك من أجل إحداث رواج تجاري في ابوسمبل لتصبح بحق بوابة مصر على  السودان وباقي الدول الافريقية الاخري مثل أثيوبيا، أوغندا، كينيا، وإريتيريا وغيرها”.

مضيفا أنه يجب تدعيم مستشفي أبوسمبل الدولي بالكوادر الطبية المتميزة من أجل جذب المرضي السودانيين من سكان المديرية الشمالية السودانية الذين يقطعون مئات الاميال حتي يذهبوا إلى مستشفيات القاهرة خاصة وأن هذا المستشفي  يضم كافة الإمكانيات والأجهزة الطبية الحديثة وافتتحه الرئيس السابق مبارك بنفسه في عام 2000 بتكلفة 10 ملايين ولكنه يفتقد الي الكوادر الطبية المؤهلة لادارة هذا الصرح الطبي الكبير ، هذا بخلاف أن تلقي المرضي السودانيين للعلاج في أبوسمبل سوف يؤدي إلى إنشاء العديد من الفنادق التي يحتاجها مرافقو المرضي السودانيين للاقامة فيها اثناء فترة العلاج.

رواج فنادق حلفا

محلية حلفا بالسودان الشقيق استفادت من افتتاح منفذ قسطل – أشكيت عن طريق اتخاذ العديد من الإجراءات التي توفر العديد من الموارد المالية، هذا ما اعجب به حسين مختار مدير مركز اعلام ابوسمبل ويوضح ان المسئولين في حلفا فرضوا رسوم قدرها 10 جنيهات علي كل راكب يعبر منفذ قسطل أشكيت، كما فرضوا علي كل راكب أن يقيم لمدة ليلة واحدة على الاقل في حلفا سواء كان قادما من الخرطوم أو من مصر وذلك من أجل تحقيق رواج لفنادق حلفا.

وطالب أيضا بسرعة اتخاذ اجراءات قوية ومشابهة لما تم اتخاذه في حلفا حتي تستفيد مدينة أبوسمبل السياحية بشكل حقيقي من افتتاح منفذ قسطل، علاوة على ضرورة نقل موقف الأتوبيسات العاملة بين مصر والسودان من مدينة أسوان الي ابوسمبل من أجل احداث رواج بالمدينة.

في انتظار الفحص

ويعاني الأهالي من ظروف اقتصادية صعبة في ظل انحسار معدلات السياحية القادمة للمدينة في السنوات الأخيرة علاوة على وجود مشاكل عديدة في الصيد ببحيرة ناصر. ويقول محمد الأنور رئيس مدينة أبوسمبل السياحية إن إنشاء منطقة حرة في المدينة في حالة اتخاذ هذا القرار سيكون له مردور ايجابي  وسوف ينقذ أهالي أبوسمبل من الأزمات الاقتصادية التي أدت إلى اغلاق العديد من البازارات السياحية  بسبب ضعف السياحة القادمة للمدينة. وأوضح أن عدد سكان مدينة ابوسمبل يتجاوز 15 الف نسمة  وتعتبر السياحة والصيد هما مصدرا الدخل الأساسيين لهم، بينما لم يشعروا بأي تحسن في ظروفهم المعيشية عقب افتتاح منفذ قسطل – أشكيت منذ حوالي عامين بل على العكس تسببت شاحنات نقل البضائع في حدوث أضرار للبينة الاساسية للمدينة علاوة على تهالك الطرق والاسفلت هذا بخلاف حدوث الاختناقات المرورية بسبب وقوف هذه الشاحنات في صفوف طويلة انتظارا  للمرور في العبارة.

مشيرا إلى أنه جارٍ انشاء موقف انتظار كبير للشاحنات خارج مدينة ابوسمبل لمنع حدوث الاختناقات المرورية، كما أنه جاري فحص العديد من طلبات المواطنين الخاصة بإنشاء مشروعات استثمارية جديدة ومتنوعة  للاستفادة من  افتتاح منفذ قسطل – أشكيت بشكل افضل خلال الفترة المقبلة.