سيضع الرئيس عبد الفتاح السيسي حجر الأساس لمدينة مساحتها 700 كيلو مترا مربعا خلال الشهر الحالي، يونيو/ حزيران، لتكون عاصمة مصر الإدارية الجديدة. بينما يحيط مستقبل غامض بالمدينة المؤسسة قبل العام 1376.

طرحت الفكرة لأول مرة في مارس/أذار 2015، بمؤتمر اقتصادي بشرم الشيخ (جنوب سيناء). كان المشروع وقتها مقترحًا من دولة الإمارات العربية المتحدة. كان سيضع الخطط لهذا المشروع بيت خبرة عالمي وتنفذه شركة إماراتية بالتعاون مع وزارة الإسكان المصرية، مع الوقت تم استبعاد هذه الشركة ليحل محلها الجيش المصري.

سيضع الرئيس عبد الفتاح السيسي حجر الأساس لمدينة مساحتها 700 كيلو مترا مربعا خلال الشهر الحالي، يونيو/ حزيران، لتكون عاصمة مصر الإدارية الجديدة. بينما يحيط مستقبل غامض بالمدينة المؤسسة قبل العام 1376.

طرحت الفكرة لأول مرة في مارس/أذار 2015، بمؤتمر اقتصادي بشرم الشيخ (جنوب سيناء). كان المشروع وقتها مقترحًا من دولة الإمارات العربية المتحدة. كان سيضع الخطط لهذا المشروع بيت خبرة عالمي وتنفذه شركة إماراتية بالتعاون مع وزارة الإسكان المصرية، مع الوقت تم استبعاد هذه الشركة ليحل محلها الجيش المصري.

ستؤسس المدينة بالتعاون بين وزارتي الدفاع والإسكان المصريتيَن، وذلك عبر شركة العاصمة الإدارية الجديدة للتمنية العمرانية.  وقد حدد رأسمالها بمبلغ قيمته 6 مليارات من الجنيهات المصرية، مصدره وزارة الإسكان والقوات المسلحة. يضم مجلس إدارة هذه الشركة ثلاثة من هيئة المجتمعات العمرانية (وزارة الإسكان)، وأربعة من القوات المسلحة هم: رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مستشار وزير الدفاع للمشروعات، مدير جهاز الخدمة الوطنية بالجيش، ومستشار الهيئة الهندسية، إلى جانب ستة من أصحاب الخبرة في مجالات البناء والأعمال.

ستعَمَّرَ مساحة جديدة من صحراء السويس، حيث تحيط بالمشروع الجديد ثلاثة طرق أولها الدائري الإقليمي الشرقي، السويس – القاهرة، وآخرها العين السخنة- القاهرة. كما تقع بين “العاصمة الجديدة” والقاهرة مدن أخرى مثل “القاهرة الجديدة”، “مدينتي”، “الشروق”، “بدر”، و”المستقبل”.

يدب الحماس في التفاصيل المرتبطة بهذا المشروع وتبقى مدن أخرى تحت الإنشاء، تقع أغلب هذه المدن المؤجلة جنوب مصر. وقد صدرت قرارات جمهورية بتأسيس بعضها قبل سنوات مثل “الأقصر الجديدة”، كان قرارها في العام 2010. تقع هذه المدينة بالصحراء الشرقية، جنوب مصر، وتبعد حوالي 14 كيلومترا عن مطار الأقصر الدولي.

كما وضعت خطط لمدن بالصحراء الغربية مثل الفرارة الجديدة، توشكى الجديدة، وشرق العوينات. بينما توجد مدينة ناحية الشرق، هي شرق بورسعيد في شمال سيناء، والعلمين الجديدة في أقصى غرب الساحل الشمالي المصري. لم تؤسس المدن الخمس بينما تكثف الدولة جهودها لتحقق حلمها بالإداراية الجديدة!

مدينة من الإمارات

داخل منطقة بناء مشروع سكني للقوات المسلحة وسط صحراء طريق السويس تبث الحكومة المصرية صورا تجمع عمال البناء يحركون المعدات بحماس.

يقف هؤلاء العمال داخل منطقة عمل بمدينة محمد بن زايد. توضع أساسات عمارتها حاليا بتمويل من حاكم الإمارات. ستكون هذه المدينة ضمن المرحلة الأولى من العاصمة الجديدة، ومساحتها 121 ألف كيلو مترًا.

رسمت الدعاية المصاحبة لمشروع العاصمة صورة خيالية جميلة. تتراص أعمدة إنارة تتغذى بالطاقة الشمسية على جوانب الطرق. كما ستخصص مساحات شاسعة لمدّها بالطاقة المتجددة، تصل إلى حوالي 91 كيلو مترا مربعا. ستضم في مرحلتها الأولى 30 ألف وحدة سكنية. كما تدرس كل من وزارتي النقل والإسكان مسألة ربط المشروع الجديد عبر قطار كهربي يربطه ببلبيس (محافظة الشرقية) ومدينة العاشر من رمضان الصناعية ومدّ خط سكة حديد كذلك يصله بالقاهرة. لكن لم تنفذ، حتى نهاية مايو/ أيار، إلا بعض المرافق، منطقة الحكومة، التجمع السكني لمحمد بن زايد، وثلاثة أنفاق ضمن محور حاكم الإمارات المروري. كما تكشف تصريحات وزير الإسكان أن المدينة ستضم حيين الأول حكومي والآخر سكني.

بينما بقية الطرق المؤدية إليها، مثل طريق القاهرة السويس، تكاد تكون مظلمة، ومهدمة بالكامل لا تنيرها إلا أضواء السيارات المارة.

تبتلع كل شيء

نشهد محاولة هروب للإدارة المصرية من زحام يحاصر أكثر من تسعة ملايين مصري في القاهرة عبر سيناريو العاصمة الجديدة.

غادرت عدة وزارات إلى أطراف العاصمة، مؤخرا، حيث نقلت وزارة الداخلية من محيط ميدان التحرير إلى التجمع الخامس (بمدينة القاهرة الجديدة). كما أسس مقر جديد للنائب العام بالرحاب على طريق السويس.. هكذا يبدو أن التحرك خارج زحام القاهرة كان فكرة مطروحة بشكل يسبق حلم “العاصمة” بفترة.

من ناحية أخرى تبدو القاهرة مثل جسد متعدد الأذرع يمتد نحو الشرق والغرب على حد سواء ليضم مساحات جديدة من الصحراء إلى عمرانها. تتشكل العاصمة في الأصل من لقاء ثلاث محافظات، حيث لا يفصل بين  الجيزة والقاهرة إلا الجسور العابرة فوق نهر النيل، بينما تندمج القليوبية معها عبر الطريق الزراعي المؤدي إلى الدلتا المصرية.

لا يتوقف البناء على امتداد كل من الطريقين الرابطين بين القاهرة ومحافظتي السويس والإسماعيلية شمال شرقه بالقليل. من ناحية الغرب بالقرب من أهرامات الجيزة تتحوّل صحراء دهشور إلى مناطق سكنية تمتد في المساحة بين الطرق الواصلة بين  القاهرة والجيزة وثلاث محافظات هي الإسكندرية، الفيوم، والواحات كذلك. رغم أن هذه المساحة شاسعة إلا أن العمارات تنتصب، وعمليات البناء لا تتوقف لتبتلع شهوة الجيزة الصحراء، ناحية الغرب لما يزيد عن 28 كيلومتر من جانبي طريق القاهرة الإسكندرية، ولتحيط بالأهرامات، وكذلك بالقرب من الفيوم، نحو الجنوب الغربي، لتنحرف أكثر نحو الواحات بصحراء مصر الغربية.  

حي حكومي أم عاصمة؟

نشرت وزارة الإسكان، مؤخرا، خريطة للعاصمة الإدارية الجديدة، لكنها لا تكشف كيف سيكون شكل حياة سكانها.

كانت خريطة الوزارة أقرب لسيناريو لتقسيم مهام تأسيس المدينة، وليس لشكلها. تحدد أي مهام ستكون خاصة بالقوات المسلحة أو شركة المقاولون العرب أو تحالف بين شركتي أوراسكوم وحسن علام أو كونكورد.   

يمكننا رصد حركة للمدينة، حيث لا تتوقف ضوضاء معدات البناء داخلها. تضم القاهرة 43 حيا، لكنها لا تتوقف عن ضم ضواحي جديدة.

يصير الحي الواحد اثنين، حيث قسمت محافظة القاهرة مدينة نصر إلى حيين، أحدهما شرقي والآخر غربي. كما صارت مدينة السلام، المؤسسة في الثمانينيات عند مدخل القاهرة من ناحية طريق الإسماعيلية، مدينتين كذلك. بالبحث من خلال خرائط جوجل، وهي الخرائط الوحيدة المتاحة بشكل دقيق للحدود الإدارية لمحافظات مصر، سنجد أن  موقع مشروع العاصمة، عند لقاء طرق السويس من ناحية، العين السخنة، والطريق الدائري الإقليمي، يقع داخل حدود محافظة القاهرة..هكذا لن يتطلب الأمر أي تعديل دستوري لأن العاصمة الجديدة تستقر داخل الحدود الإدارية للقديمة، ليتحوّل حلم تأسيس “عاصمة إدارية جديدة”، في النهاية، إلى ضاحية حكومية جديدة تضاف إلى مدينة لا تشبع.