لا توجد مليشيات في شرق ليبيا، ليس فقط بسبب البنية القبلية المتينة، وإنما لوجود قوات الصاعقة وبعض الكتائب العسكرية، كما تمكن مهندسو سلاح الجو من صيانة عدة طائرات في قاعدة بنينا الجوية، قبل أن يواجهوا مليشيات أنصار الشريعة والدروع وكتيبة 17 فبراير بالإضافة إلى كتيبة راف الله السحاتي، ومعظم هذه المليشيات محسوبة على الإسلاميين أو موالية لمصراتة.

بينما تنتشر في الغرب مليشيات كثيرة العدد في غياب كامل لأية مؤسسة عسكرية، وسبب انتشار هذه المليشيات هو ضعف البنية القبلية وخاصة في المدن.

لا توجد مليشيات في شرق ليبيا، ليس فقط بسبب البنية القبلية المتينة، وإنما لوجود قوات الصاعقة وبعض الكتائب العسكرية، كما تمكن مهندسو سلاح الجو من صيانة عدة طائرات في قاعدة بنينا الجوية، قبل أن يواجهوا مليشيات أنصار الشريعة والدروع وكتيبة 17 فبراير بالإضافة إلى كتيبة راف الله السحاتي، ومعظم هذه المليشيات محسوبة على الإسلاميين أو موالية لمصراتة.

بينما تنتشر في الغرب مليشيات كثيرة العدد في غياب كامل لأية مؤسسة عسكرية، وسبب انتشار هذه المليشيات هو ضعف البنية القبلية وخاصة في المدن.

في الحزام البدوي في الغرب تتحول الميليشيات إلى مليشيات قبلية مثل الزنتان والمشاشية، وفي الجنوب تمتزج القبائل مع الأعراق، فهناك مليشيات للتبو والطوارق ومليشيات لأولاد سليمان والقذاذفة والزوية.

في الشرق أعلنت عدة قبائل ولاءها لحفتر باستثناء المغاربة في اجدابيا والهلال النفطي، وقبيلة العواقير التي ستفضل دعم ابنها المرشح لوزارة الدفاع المهدي البرغثي (المحرر: مرشح ضمن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني ويعد وجوده من الأسباب المهمة لعدم تمرير الحكومة حيث يعترض عليه موالو حفتر)، كما أن قبيلة الدرسة تقف مع ابنها محمد حجازي (كان متحدثاً باسم قوات عملية الكرامة) بعد خلافه مع حفتر.

في الشرق أيضاً ضحايا الاغتيالات والاختطاف والتعذيب والاعتقال سيعيدون النظر في ولائهم لحفتر، بينما ترفض درنة الولاء له بعد تعرضها للقصف على يد قواته الجوية عدة مرات، كما أن الحضور (أبناء المدينة) الذين يعيشون في بنغازي يرفضون حفتر ومعظمهم من أصول غرباوية (من مدن وقبائل غرب ليبيا).

بعد تمدد تنظيم داعش وسيطرته على بلدات شرق مصراتة أصبح هناك سباق على مواجهة التنظيم بين مصراتة وحفتر، لأن محاربة داعش تجلب الاعتراف الدولي ورفع الحظر عن التسليح هذا بالنسبة لحفتر، أما ميليشيات مصراتة التي تمددت كثيراً خارج حدودها ها هي تنكمش الآن للدفاع عن المدينة.

بعد أن سيطر تنظيم داعش على بوابة أبو قرين (شرقي مصراتة) قطع خط الإمدادات على كتائب المدينة في الجنوب، وإذا سيطر على بوابة السدادة (جنوبي شرق مصراتة) فعندها يستطيع الوصول إلى بني وليد حيث له أنصار كثر وخاصة في منطقة نسمة، حينها ستصبح حدود مصراتة الجنوبية الشرقية مكشوفة.

يتحاشى حفتر الوصول إلى سرت من خلال الطريق الساحلي، لأن غريمه إبراهيم جضران يسيطر على منطقة الهلال النفطي (المنطقة الممتدة من اجدابيا غربي بنغازي إلى بن جواد شرقي سرت على الشريط الساحلي)، فأرسل عشرات السيارات إلى مرادة وزلة (جنوب شرق سرت) لطرد قوات يقودها زياد بلعم المحسوب على مجلس شورى ثوار بنغازي، ولم تتقدم هذه القوات باتجاه سرت وإنما سيطرت على الحقول النفطية في جالو وأوجلة وزلة.

فإذا كان جضران يسيطر على الموانئ النفطية، فحفتر يسيطر على الحقول النفطية، وستعمل هذه القوات على إيقاف تصدير النفط بعد أن تم إحباط عملية تصدير 650 ألف برميل من ميناء الحريقة (ناقلة النفط الهندية التي تم إعادتها لطرابلس بقرار من الأمم المتحدة)، وهكذا ستتعاظم المشاكل المالية على حكومة الوفاق.

وإذا افترضنا أن حفتر ينوي بالفعل تحرير سرت حتى ولو لم يستكمل تحرير بنغازي، فلابد له من أن يواجه أولاً ابراهيم جضران حتى تصبح خطوط الإمدادات أقصر مما لو اختار المسار الحالي عن طريق الصحراء، وإذا حدثت هذه المواجهة في الهلال النفطي فإن ليبيا ستخسر كل استثماراتها النفطية.

من جهة أخرى لا يبدو أن كتائب مصراتة تنوي تحرير سرت، وإذا نجحت في طرد تنظيم داعش من البوابات الأمنية التي استولى عليها فستقف هذه الكتائب عند بوابة أبو قرين ولن تتقدم نحو سرت، ليس لأن مصراتة هي من سلم سرت إلى تنظيم داعش، وإنما لأنها تنوي إرهاق قوات حفتر في سرت، الأخير استغرق أكثر من عام وقواته تقاتل في بنغازي فكم سيستغرق لتحرير سرت، خاصة وأن قوات الصاعقة وشباب الأحياء الذين ساندوه في حربه ضد شورى ثوار بنغازي لن يكونوا معه في سرت.

أما إذا نجح في هزيمة قوات إبراهيم جضران وهزيمة داعش، فعندها لا مفر من تفجر الحرب الأهلية الكبرى بين حفتر ومصراتة من جهة، ومصراتة وأعدائها في المنطقة الغربية من جهة أخرى.

ليس سراً أن حفتر يعتمد على بقايا اللواء 32 معزز الذي كان يقوده خميس القذافي، وقوات من جبهة العدل والمساواة السودانية بالإضافة إلى تبو من تشاد وليبيا، وهي قوات لها خبرة طويلة في القتال في الصحراء، وتشعر كتائب مصراتة بأن كل تحركات حفتر تستهدفها على المدى الطويل، فأنصار القذافي يريدون تأديب هذه المدينة المتمردة، وأهالي بنغازي يحملون مصراتة كل الخراب والدمار الذي حل بمدينتهم، والتبو يريدون الانتقام من القوة الثالثة المحسوبة على مصراتة التي قاتلتهم في الجنوب، ويبدو أن بعض الدوائر الغربية تحبذ هذا السيناريو لأنه الطريقة الوحيدة لتدمير السلاح الذي بيد المليشيات والقبائل وحفتر، ولكن النتيجة هي خراب ليبيا إلى الأبد.