“لم أتخيل أن يتراجع عدد السياح بهذا الشكل الحاد في بلد جميل مثل تونس” هكذا عبرت بأسف السائحة الفرنسية فانيسا ديسكامانون (18 عاما) عن الأزمة التي يعيشها قطاع السياحة عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت سياحا أجانب في البلاد.

السائحة الفرنسية الشابة بدت متفاجئة إلى حد الذهول عند قدومها رفقة أبيها وأمها إلى أحد الفنادق شبه الخالية من السياح في محافظة المنستير السياحية رغم ما لاحظته من استباب الأمن وجمال المكان وهي صورة قالت “ستنقلها إلى أصدقائها”.  

“لم أتخيل أن يتراجع عدد السياح بهذا الشكل الحاد في بلد جميل مثل تونس” هكذا عبرت بأسف السائحة الفرنسية فانيسا ديسكامانون (18 عاما) عن الأزمة التي يعيشها قطاع السياحة عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت سياحا أجانب في البلاد.

السائحة الفرنسية الشابة بدت متفاجئة إلى حد الذهول عند قدومها رفقة أبيها وأمها إلى أحد الفنادق شبه الخالية من السياح في محافظة المنستير السياحية رغم ما لاحظته من استباب الأمن وجمال المكان وهي صورة قالت “ستنقلها إلى أصدقائها”.  

تقول ديسكامانون وهي تقف أمام حوض للسباحة بداخل النزل “المكان جميل والأمن موجود لكن أظن أن الخوف لا يزال يسيطر على كل من يريد أن يأتي إلى هنا بسبب الإرهاب. سوف أنقل الصورة الحقيقية لهذا البلد الجميل الذي أشعر فيه بالأمان”.

وتعاني تونس عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمنيين وعسكريين وسياح في عدد من المدن من تراجع تدفق السياح الأجانب بسبب تحذير بعض الدول لمواطنيها من السفر لأسباب أمنية، مما أدى إلى خسائر تقدر بملايين الدولارات إلى جانب غلق عديد الفنادق وتسريح عدد كبير من العاملين في قطاع السياحة والمطاعم.

حول هذه الأزمة يقول فتحي حرز الله صاحب فندق “صقانس السرايا” بمحافظة المنستير الساحلية إن “الهجمات الإرهابية أدت إلى إلغاء 70% من حجوزات السياح لهذا الفندق ما تسبب لنا بخسارة كبيرة في العائدات دفعت البعض لإغلاق فنادقهم”.

استبشار بالروس

لكنه استبشر بقدوم عدد من السياح الروس حيث استقبل نزله في الأيام الماضية أكثر من 200 سائح روسي وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين سلامة السائح داخل وخارج الفندق. 

ومع ذلك يقول فتحي بحيرة “يجب أن تبذل وزارة الخارجية وسفاراتها كل الجهود لترويج للسياحة وعلى كل الوزرات المعنية أن تجد الحلول لهذا المأزق لأنه إذا استمرت هذه الوضعية سوف نضطر إلى تسريح العاملين وهذا سيخلق أزمة إضافية”.

ولم يكن فندق “صحراء بيتش” أحد أقدم الفنادق في مدينة المنستير الذي يحتوي على 2400 سرير أفضل حالا من الفنادق الأخرى بل ربما كان أكثرهم تضررا حيث قام صاحبه بفتحه مؤخرا بعد غلق دام أكثر من نصف عام لعدم توافد السياح.

يقول مديره العام شكري كريم لمراسلون “لقد أعدنا فتح الفندق لاستقبال بعض السياح الروس بعدما فقدنا السياح البريطانيين الذين كانوا يشكلون 80% من نسبة السياح المقيميين في الفندق”.

ويضيف بشيء من الحيرة “أنا غير متفائل بقدوم السياح الروس لأنهم يشترطون أسعارا أقل من البريطانيين لكن هذا أفضل على كل حال من أن يبقى الفندق مغلقا”.

ورغم أن قلة السياح الأوروبيين صدمها في هذا الفندق عبرت السائحة الروسية آنستيسا (34 عاما) التي تزور تونس لأول مرة عن ارتياحها بوجود الأمن بداخل الفندق والمناطق السياحية الأخرى، مؤكدة بأنها سوف تكرر هذه الزيارة في المستقبل.

وضع صعب

لكن وعود مثل هذه السائحة بالعودة إلى تونس لا تحل الإشكال القائم في القطاع حيث يتظاهر باستمرار عشرات العامليين في القطاع السياحي أمام مديرية السياحة في محافظة سوسة، معربين عن غضبهم لفصلهم عن عملهم بسبب الكساد السياحي.

في هذا السياق يتساءل محمد بن صالح (39 عاما) الذي طرد من عمله بأحد فنادق بمدينة سوسة “من أين سأعيل عائلتي؟ لماذا الحكومة بقيت عاجزة عن إيجاد حلول لمشكلتنا؟”.

وتقول مسؤولة السياحة في ولاية المنستير سلوى القادري لمراسلون إن “وزارة السياحة تقف إلى جانب أصحاب الفنادق من خلال التقليل من الأضرار التي لحقت بهم وذلك من خلال تنفيذ القرار الحكومي بإعفاء أو جدولة بعض ديون الفنادق”.

وتضيف “يجب الاهتمام بالسياح الروس المتوافدين حاليا على تونس ومحاولة استقطاب أعداد كبيرة منهم في مواسم السياحية القادمة لأن ذلك قادر على أن يشكل انطلاقة جديدة للسياحة التونسية”.

وكانت وزيرة السياحة سلمى اللومي قد أكدت مؤخرا بأن وزارة السياحة تستعد لإطلاق نداء تناشد من خلاله الدول الأوروبية ووكالات السفر العالمية بضرورة وقف تحجير السفر إلى تونس لإرجاع الحركة السياحية إلى ما كانت عليه قبل الهجمات الإرهابية.