في 6 مارس آذار لعام 2016، استهدفت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية سيارة إسعاف كان يقودها السائق رضا الشحات، ونجم عن ذلك مقتله إثر إصابته بعدة طلقات نارية.

عند مقتله، كان هذا المسعف في طريقه لمنطقة جنوب الشيخ زويد (شمال سيناء) لإسعاف أفراد شرطة استهدفتهم عبوة ناسفة من قبل جماعات متطرفة.

في نفس يوم الحادث أرسل تنظيم “أنصار بيت المقدس” بيانا إلى مسعفي شمال سيناء هدد فيه السائقين والمسعفين بالاستهداف في حال نقلهم مصابين من قوات الشرطة أو الجيش.

في 6 مارس آذار لعام 2016، استهدفت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية سيارة إسعاف كان يقودها السائق رضا الشحات، ونجم عن ذلك مقتله إثر إصابته بعدة طلقات نارية.

عند مقتله، كان هذا المسعف في طريقه لمنطقة جنوب الشيخ زويد (شمال سيناء) لإسعاف أفراد شرطة استهدفتهم عبوة ناسفة من قبل جماعات متطرفة.

في نفس يوم الحادث أرسل تنظيم “أنصار بيت المقدس” بيانا إلى مسعفي شمال سيناء هدد فيه السائقين والمسعفين بالاستهداف في حال نقلهم مصابين من قوات الشرطة أو الجيش.

ويذكر أن الإحصائية الرسمية الصادرة عن هيئة الإسعاف المصرية في محافظة شمال سيناء تؤكد أن أعداد العاملين في الهيئة تتمثل في نحو 350 سائقا ومسعفا، بينما يوجد نحو 120 موظف إداري ومشرف.

مسعفون تحت القصف

ها هو شاب في الثلاثينات من عمره، ذو بشرة حنطية وشعر أسود، يقف مرتديا بدلة زيتية اللّون، يحمل على صدره شارة “إسعاف” ويرتدي سترة جلدية مدون عليها شعار هيئة الإسعاف المصرية.

يتكأ محمد فراج على سيارة الإسعاف البرتقالي ينتظر الإشارة لكي يتحرك لإنقاذ مصاب جديد من رجال الشرطة أو الجيش أو مواطن مدني، أو ربما يكون زميله هو المصاب.

في البداية يقول محمد فراج، مسعف بهيئة الإسعاف المصرية قطاع محافظة شمال سيناء، إن العاملين بهيئة الإسعاف في شمال سيناء يعانون معاناة شديدة أثناء تأدية عملهم خصوصا بعد التهديدات التي تلقوها من بعض الجماعات الإرهابية، مؤكدا أنه عقب تلك التهديدات وقعت عدة حوادث استهدفت المسعفين والسائقين وأصابت الكثيرين.

ويلفت فراج إلى صعوبة انتقال سيارات الإسعاف خصوصا في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش، “فالسيارات العاملة بالإسعاف سيارات ليست محصّنة ضد الرصاص وليست سيارات مصفحة بل هي سيارات عادية ليست بها أية وسائل أمان”.

وكمقال على المخاطر التي يتكبدها المسعف، يفترض عند وقوع حادث في احدي قري الشيخ زويد أن تتحرك سيارات الإسعاف من مدينة العريش لمسافة حوالي 30 كيلو متر وتمر بعده أكمنة، يقول فرج، ويتابع: “بعد اكتمال التنسيق مع الجهات الأمنية والسماح لسيارة الإسعاف بالمرور سنستغرق نحو ساعة للوصول لمكان البلاغ وستكون السيارة مهددة في كل متر تسير فيه بأن يعترضها المسلحون”.

العمل مستمر

يؤكد فراج عمليات إسعاف الجرحى في شمال سيناء لم تتوقف حتى بعد مقتل المسعف رضا الشحات. ويتابع “قمنا بعمل عدة وقفات احتجاجية رمزية من أجل توصيل رسالتنا إلي المسئولين للنظر إلينا مفادها: أغيثونا من الإرهاب الذي بات يستهدفنا لقيامنا بإنقاذ رجال الآمن. وكان لنا عدة مطالب علي رأسهم التأمين علي الحياة وقد رفعت هذه المطالب إلي رئيس هيئة الإسعاف و وزير الصحة”.

ويشير فراج، إلى أنه تم حل بعض المشكلات، لكن العديد منها لم يتم حله بسبب الروتين الحكومي ،”فرئيس هيئة الإسعاف يخاطب بدوره وزير الصحة، ووزير الصحة يخاطب مجلس الوزراء ومجلس الوزراء يعرض على المستشارين القانونيين ونحن مازلنا ننتظر”.

مطالب بالتأمين

وصاغ المسعفون عشرة مطالب أبرزها تحديد مسارات آمنة لسيارات الإسعاف، والسماح للمسعفين بالانتداب خارج المحافظة من أجل تخفيض الضغط النفسي الواقع عليهم. والتأمين على المسعفين ببوليصة تأمين على الحياة، إضافة إلى اعتبار المسعف في حالة موته “شهيد حرب” ليحصل على التكريم المادي والمعنوي اللائق. وأن يتم علاج المسعفين المصابين على نفقة الدولة، وإرسالهم إلى الخارج إذا استدعت حالتهم ذلك.

جدير بالذكر أن شركات التأمين علي الحياة ترفض التأمين علي حياة المسعفين بدعوى أنهم يندرجون تحت لائحة المهن الخطرة المعرض أصحابها للموت في أي لحظة، وبالتالي هم من الفئة العالية المخاطر. ويقول فراج “خاطبنا شركات التأمين، بعضها رفض بالفعل لأننا من أصحاب المهن الخطرة وبعض الشركات الأخرى وافقت ولكن بشروط وجدنا أنها ستكون مجحفة ولا تعطي الموظف حقه ولذلك قمنا بتأجيل الخطوة حتى يأتي رد مجلس الوزراء علينا”.

ويوافقه في الرأي أحمد محمود، مسعف في شمال سيناء، ويضيف “أننا نعيش في رعب حال لحظات عملنا كلما نقوم بنقل المصابين من مناطق الشيخ زويد ورفح حيث يتم إطلاق النار من قبل الجماعات الإرهابية علي سيارات الإسعاف واستهدافها بشكل كبير”.

ويذكر محمود، أنه للأسف “لم يردنا قرار بتنفيذ كافة مطالبنا”، موضحا أنه أقصى تعويض يمكن أن تحصل عليه أسرة المسعف من الهيئة في حالة الموت أثناء العمل هو مبلغ 20 ألف جنيه مع تحمل مصاريف الجنازة.

ويلفت محمود، إلي أن الأعراف الدولية المنظمة لعمل المسعفين تحتم عليهم مراعاة الأمان الشخصي والبعد عن الاشتباكات والتواجد في المناطق الآمنة ولكننا هنا “نتعامل بالإنسانية و لا نخاف علي أنفسنا، كما من المفترض أن نعمل لان الأهم عندنا هو الوصول للمصاب وإنقاذه في اللحظة الحاسمة لذلك نحن جميعا نفخر بكوننا مسعفين”.

مطالب المسعفين قيد الدراسة

الدكتور محمود عامر، مدير مرفق الإسعاف في محافظة شمال سيناء، يقول إن لدى المحافظة نحو 92 عربة إسعاف موزعة بين الخدمة للمرضى والإدارية والخدمات المعاونة، مؤكدا أنه في الفترة الأخيرة التي مرت بها المدينة من تفجيرات استهدف الإرهابيون الكثير من سيارات الإسعاف في تلك المناطق.

ويلفت عامر، أن هناك فريق عمل واحد ،حيث يعمل المسعف والسائق لمدة 15 يوما متواصلة ليلا ونهارا، ثم يتغير مكان خدمته، “ففي الحوادث الكبرى تتحرك سيارات الإسعاف من المكان الأقرب ثم الذي يليه فالذي يليه لضمان تحقيق أفضل مستوى خدمة”.

ويؤكد عامر، أن كل مطالب المسعفين تحت الدراسة والعرض على المسئولين من أجل بحث سبل تنفيذها.

وفي النهاية يختم محمد فراج، المسعف حديثه قائلا:” المشاكل التي تواجهني أنا والمسعفين عامة تتمثل في قلة توعية الجمهور بالنسبة للعمل الاسعافي وعدم التعاون وأحيانا التطاول علي سيارة الإسعاف والعاملين عليها، مطالبا المسؤولين بتنفيذ مطالبهم و حل أزمتهم”.