فرج العشة – البيضاء
يمكن القول إن القوات الليبية المسلحة التي يقودها الفريق خليفة حفتر تمكنت من دحر مقاتلي “مجلس شورى ثوار بنغازي”، وإحكام السيطرة الكاملة تقريباً على المدينة وضواحيها، ما عدا خلايا متفرقة لا تزال تحارب هنا وهناك، وتحديداً في “القوارشة” المعقل الرئيس للجماعات الجهادية. وهي منطقة سكنية وصناعية، تقع خارج المدينة من جهة الغرب.
فرج العشة – البيضاء
يمكن القول إن القوات الليبية المسلحة التي يقودها الفريق خليفة حفتر تمكنت من دحر مقاتلي “مجلس شورى ثوار بنغازي”، وإحكام السيطرة الكاملة تقريباً على المدينة وضواحيها، ما عدا خلايا متفرقة لا تزال تحارب هنا وهناك، وتحديداً في “القوارشة” المعقل الرئيس للجماعات الجهادية. وهي منطقة سكنية وصناعية، تقع خارج المدينة من جهة الغرب.
وفي الوقت الذي بات فيه إعلان النصر الحاسم بالنسبة لقوات الفريق حفتر قاب قوسين أو أدنى، اندحر مقاتلو داعش في درنة أمام هجمات مقاتلي مليشيا “كتيبة بوسليم” الذين تسموا باسم “مجلس شورى ثوار درنة”، وانضم إليهم شباب المدينة مساندين غير مؤدلجين، ففرّ الدواعش خارج المدينة عبر الطرق الصحراوية نحو “سرت”.
تعالت الأصوات من معسكر خصوم حفتر تدينه لعدم استخدامه الطيران الحربي لقصف رتل عناصر داعش المكون من عشرات العربات العسكرية أثناء انسحابهم المفاجئ من درنة إلى سرت، معتبرينه تواطؤاً مقصوداً. لكن لا دليل مملوس على ذلك.
الأخبار التلفزيونية عرضت مشاهداً لقوات حفتر تستولي على العديد من سيارات رتل الدواعش الهاربين مدمرة والكثير من جثثهم منتشرة على الرمال.
آمر غرفة العلميات التابعة لقيادة الفريق حفتر، والتي تحاصر درنة من جهات الغرب والشرق والجنوب وفي الشمال البحر، اعتبر أنه إذا كان الدواعش يمثلون “تنظيم الدولة الإسلامية” فإن مسلحي “مجلس شورى ثوار درنة (مليشيا بوسليم سابقاً)” ما زالوا على انتمائهم الوفي للقاعدة. ولا فرق جوهرياً بين القاعدة وبين داعش.
ومن هنا جاء بيان “القيادة العامة للقوات المسلحة” التي يترأسها حفتر، الذي طلب من مسلحي “مجلس شورى ثوار درنة” تسليم أسلحتهم وتمكين قوات الجيش من دخول المدينة.
رفض “المجلس” الأمر. فردت قوات حفتر على رفضهم بهجمات طيران عمودي استهدف تمركزات قواتهم ومخازن ذخيرتهم. وظهرت صور توثق إصابة مدنيين بجراح. كانت عمليات القصف من قبل قوات حفتر إعلانا باعتبار درنة مسرح المعركة الثانية بعد بنغازي.
درنة عملياً موقع ساقط من الناحية العسكرية. فهي محاصرة من جميع الجهات عدا البحر الواقع تحت المراقبة والترصد. لكن المعركة الفاصلة في سرت.
التوقعات تتحدث عن توجه قوات حفتر بعد انتهاء معركة بنغازي إلى سرت. وفي طريقها إلى سرت. ستمر بمدينة اجدابيا التي قضت القوات التابعة لحفتر فيها على المتطرفين. لكنها سوف تمر بمليشيا جضران الذي يسيطر على الموانئ النفطية ويعادي “عملية الكرامة”. فهل سيحصل صدام؟. أم أن جضران سوف يمتثل لمطلب قبيلته “المغاربة” فينضم بقواته إلى قوات عملية الكرامة بشكل فردي ويتخلى عن سيطرته المسلحة على موانئ النفط، حسب مطلب “القيادة العامة للقوات المسلحة”.
المتوقع في كل الأحوال أن جضران سوف يخسر إمارة قرصنة الموانئ النفطية، لتمضي قوات الفريق المنتصر حتى أبواب سرت. وسرت هنا، بالمفهوم الجغرافي الإقليمي، تقع غرب حدود إقليم برقة مباشرة.
المليشيات الإسلامية الحاكمة في طرابلس، ولا سيما قوتهم الكبرى في مصراتة، تعتبر تمكن القوات القادمة من شرق ليبيا من هزيمة داعش في سرت وضواحيها، هزيمة لها. ولهذا صرح عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة بأنه ومن معه لن يسمحوا لحفتر بالتقدم نحو سرت: “ونحن من سوف يسيطر عليها..”.
إذاً، على أبواب سرت سوف يتواجه الجمعان. تختلط الأوراق السياسية وتنعقد التحالفات العسكرية على أساس قبليّ وجهويّ. القوات القادمة من الغرب ترى في “عملية الكرامة” ثورة مضادة يقودها حفتر بالتحالف مع قيادات عسكرية وسياسية من أعوان النظام السابق.
القوات القادمة من الشرق المدعومة من قبائل برقة وقبائل في غرب البلاد وجنوبها، ترى في الجماعات الإسلامية المسيطرة على طرابلس، مليشيات خارجة على الشرعية وترفض قيام جيش وطني موحد وتتستر على الإرهاب.
في هذه الحال والواقع على ما هو عليه، فإن الحديث عن تنفيذ اتفاق الصخيرات وتمكين حكومة الوفاق الوطني لا يعدو كونه ضرباً من الخيال السياسي.