هل ستقدمون يوما تقريرا ماليا شافيا وشفافا عن تمويلات الحركة؟

هل ستقدمون يوما تقريرا ماليا شافيا وشفافا عن تمويلات الحركة؟

النهضة حزب عريق وكبير ومنظم وهي من أكثر الأحزاب انضباطا للقانون التونسي ويشمل ذلك تعاملاتنا المالية وانتخابات 2011 و2014 شاهدة على ذلك. أما عن مصادر تمويل الحركة فالنهضة حزب كبير لديه أكثر من مائة ألف منخرط. وحتى قبل الثورة عندما كان عدد منخرطينا أقل وكانت الدكتاتورية تلاحقنا تمكنا من تمويل أنفسنا بالاعتماد على مساهمات منخرطينا أما اليوم وقد زالت الدكتاتورية وازداد عدد المنخرطين فلن نجد صعوبة في تحصيل التبرعات الكافية من مناصرينا لتغطية أنشطتنا. 

هذا عن التمويل الداخلي ما حقيقة التمويل الخارجي للحركة؟

التمويل الخارجي للأحزاب السياسية ممنوع حسب القانون التونسي ونحن كحزب مسؤول نعمل ضمن هذا القانون ونلتزم به.

هل سيستمر الشيخ راشد الغنوشي في قيادة الحركة مستقبلا؟

مجال الترشح لرئاسة الحركة مفتوح لمن أراد ذلك من القيادات وهذا ليس جديدا في حركتنا فخلال تاريخنا الطويل لم نشهد أي مؤتمر بمرشح وحيد للرئاسة.

حركة النهضة أصبحت بعد انشقاق حركة نداء تونس الكتلة الأغلب في البرلمان. ماهي الأولويات التي تعملون عليها؟

وقت البرلمان ثمين جدا لذلك يجب التركيز على أهم الأولويات مثل القوانين المنظمة للسلطة المحلية والانتخابات البلدية، حتى نوزع على كل تونسي جزءا من السلطة في كل شبر من الوطن. وبالتالي يجب على البرلمان أن يستغل وقته في إكمال بناء المؤسسات الدستورية التي ستحمي ديمقراطيتنا.

يجب على البرلمان كذلك أن يركز على إصلاح المنظومة التشريعية التي تحكم الاقتصاد حتى يتحرر من القيود التي تكبله كما عليه أن يعمل أيضا على مراقبة الحكومة ومحاسبتها. هذه هي الأمور التي يجب أن نشغل بها البرلمان لا المواضيع الإيديولوجية التي لا تهم عموم المواطنين.

ما هو موقفكم من مشروع القانون الذي طرحته كتلة الحرة في البرلمان حول منع النقاب في الأماكن العامة؟

نحن مع تكريس الحرية الدينية ولكني أرى أن الهدف من طرح هذا الموضوع في الساحة هو صنع زوبعة إعلامية وانقسام هوياتي يأمل أصحابه في كسب بعض “الفوائد السياسوية”.

ونحن من هذا المنبر ندعو جميع الأطراف السياسية إلى تغليب الأهم على المهم وإلى التركيز على ما يهم المواطن التونسي كقضية ارتفاع الأسعار وملف التشغيل والأمن والتعليم والمنظومة الصحية ومسألة تحقيق العدالة بين الجهات وجمع الصف الوطني تحت راية الدولة لمحاربة الإرهاب. هذه هي الملفات الكبرى، في اعتقادي، التي يجب أن تشغلنا بمنأى عن الحسابات الإيديولوجية والسياسية الضيقة.

ما هو مستقبل التحالفات السياسية المقبلة للحركة؟ هل ستواصلون في تحالفكم مع حركة نداء تونس أم ستنفتحون على أحزاب أخرى؟

نحن مستعدون للتعاون مع كل أبناء الوطن الذين يقبلون بالدستور كأرضية مشتركة ويقبلون بالحوار سبيلا لحل الخلافات. كما ذكرت مرارا، سفينة تونس يجب أن تحمل جميع أبنائها لذا يجب علينا تعلم فن العيش المشترك والقبول بالآخر وتجنب فكر الإقصاء الذي لا يؤدي إلا إلى الكراهية وإلى تعميق الانقسام.

يجب أن نتوجه جميعا إلى المستقبل بعد أن اتفقنا على الأرضية المشتركة وعلى الإطار الذي ينظم حياتنا السياسية. تونس صنعت المعجزة والاستثناء وذلك بفضل الحوار وبفضل التنازلات المشتركة. ونحن أيدينا مفتوحة للجميع من يساريين وقوميين ودساترة وديمقراطيين ولا نضيّق أفقا واسعا فالوطن يتسع للجميع، بل يحتاج إلى الجميع.