قضت الشقيقتان التونسيتان غفران ورحمة الشيخاوي، فترة من حياتهما، بين سوريا وليبيا ومعسكرات التدريب. وبعد أنّ تبنيتا الفكر الداعشي، وخبرتا القتال إلى جانب التنظيم المتشدد، هما الآن في قبضة الأمن التونسي.

تؤكد ألفة الحمروني والدة الشقيقتان رحمة وغفران، لـ”مراسلون” خبر إلقاء القبض على إحدى بناتها في هجوم بن قردان.

وتوّضح أنّ آخر اتصال جمعها برحمة، 17 عاما ، كان قبل حوالي 10 أيام من العملية الإرهابية، أخبرتها أنها تعيش بإحدى معسكرات التدريب بليبيا وأنها تدربت على حمل السلاح. وأضافت أن رحمة أخبرتها أنها ستعود إلى تونس، ولكنها لن تكون بمفردها.

قضت الشقيقتان التونسيتان غفران ورحمة الشيخاوي، فترة من حياتهما، بين سوريا وليبيا ومعسكرات التدريب. وبعد أنّ تبنيتا الفكر الداعشي، وخبرتا القتال إلى جانب التنظيم المتشدد، هما الآن في قبضة الأمن التونسي.

تؤكد ألفة الحمروني والدة الشقيقتان رحمة وغفران، لـ”مراسلون” خبر إلقاء القبض على إحدى بناتها في هجوم بن قردان.

وتوّضح أنّ آخر اتصال جمعها برحمة، 17 عاما ، كان قبل حوالي 10 أيام من العملية الإرهابية، أخبرتها أنها تعيش بإحدى معسكرات التدريب بليبيا وأنها تدربت على حمل السلاح. وأضافت أن رحمة أخبرتها أنها ستعود إلى تونس، ولكنها لن تكون بمفردها.

وعن ابنتها الثانية غفران ذات 18 عاما تقول ” لقد أعلمتنا أنها تزوجت من إرهابي، وأنجبت منه طفلة”.

من الموسيقى والرقص إلى داعش

بحسب الأم فإن  حياة الشقيقتين تميزت بالكثير من التقلبات، فمن عالم بالموسيقى والرقص، والعمل في فرقة الماجورات بقصر هلال (فرقة فنية بالساحل التونسي) والتفوّق الدراسي، إلى عالم الإرهاب حيث أصبحتا “داعشيتان”.

وتؤكد الأم أن ابنتيها خرجتا بلباس عادي،  ثم ارتديا النقاب في إحدى الخيمات الدعوية بمحافظة سوسة، كما أنّهما كانتا ترددان على إحدى المساجد وهناك التقين بأئمة متطرفين.

ففي العام 2012 ، ساهمت الخيمات الدعوية، في جذب الفتيات وترويعهن بعذاب القبر، وضرورة تكريس حياتهن في القتال والجهاد وضرورة وضع اللباس الشرعي.

ووفق رواية الأم، كانت رحمة  تحاول التكفير عن أخطاء الماضي، “فقد كانت من عبدة الشيطان، وكثيرة الاختلاط بأصحاب السوء، الأمر الذي دفعها إلى الصوم عدة أيام، و قضاء الليل في الصلاة”.

ويرى مراقبون أنّ التنظيمات الإرهابية أصبحت تعوّل على العنصر النسائي الذي تطوّر دوره، من مجرد تقديم الدعم اللوجستي، والتجسس إلى حمل السلاح والقتال.

وتشير عدة تقارير إلى وجود أكثر من 700 امرأة تونسية في التنظيمات الإرهابية في سوريا، ويرجح أن يكون عدد القاصرات والمراهقات التونسيات في ليبيا مرتفعا رغم غياب إحصائيات دقيقة.

المرأة تشارك في القتال

حسب التقديرات تتراوح أعمار المقاتلات التونسيات في التنظيمات الإرهابية ما بين18 و35 عاما. والملفت للنظر تنامي حضور العنصر النسائي  التونسي ضمن هذه المجموعات  الإرهابية سواء من حيث العدد أو من حيث المهمات الموكولة إليهن.

يؤكد الخبراء أن  دور الفتيات في التنظيمات الإرهابية، لم يعد مقتصرا على الدعم اللوجستي وتأمين الاتصالات السرية بين مختلف الخلايا النائمة، بل أصبحت المرأة تشارك في القتال، وفي شن الهجمات الانتحارية.

ويذكر أن تنظيم “داعش” استخدم النساء للمرة الأولى في عمليات انتحارية في ليبيا، حيث اعتقل الجيش الليبي سبع نساء كن يقاتلن في صفوف التنظيم وقتل أكثر من ثلاث أخريات خلال العمليات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي.

ولفت تقرير نشره المركز الليبي لدراسات الإرهاب، أن عدد النساء في تنظيم “داعش” بليبيا  يقدر بحوالي 3 بالمائة، وإن النساء ينحدرن من تونس والسودان، والتشاد و مالي والجزائر، كما أن تنظيم داعش بليبيا انتقل إلى تجنيد القاصرات.

ويوضح التقرير أن الأعمال التي تقوم بها النساء داخل “داعش ليبيا” متعددة، وأولها خدمات الدعم،  والإشراف على سجن النساء، وإعداد الطعام للإرهابيين والقتال.

ويشار إلى أن عدة إرهابيات تونسيات هن اليوم، موقوفات في السجون التونسية، وأخريات متهمات بمساعدة الإرهابيين، واستقطاب العنصر النسائي، والإشراف على صفحات التواصل الاجتماعي ، لكن ربما الأخطر القتال جنبا إلى جنب مع الدواعش واستعدادهن للقيام بعمليات انتحارية في تونس.

عدة وظائف للنساء الداعشيات

تؤكد رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية، بدرة قعلول لـ”مراسلون” أن هناك تونسيات مستعدات لتفجير أنفسهن، وأن مختلف العمليات الإرهابية التي حصلت في تونس، وفي باردو وسوسة  لعبت فيها المرأة دورا هاما.

وتوضح قعلول أن المرأة لديها عدة وظائف في التنظيمات الإرهابية، فهي تقدم الدعم اللوجستي، وتتولى القيام بعمليات التجسس، مبينة أن الشبهات حولها أقل، إضافة إلى أن هناك من يشرفن على عمليات التواصل، واستقطاب المراهقات.

وتشير أن الهجوم الأمريكي على صبراتة، كشف عن تواجد للعنصر النسائي، حيث قبضت قبائل ليبية على نساء، وفجرت إحداهن نفسها رفقة طفليها، مبينة أن العنصر النسائي استعمل ولا يزال يستعمل في الإرهاب، وتبين التحقيقات أن عدد هام من مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل أسماء ومواقع نسائية،  ووراءها سلفيات ومراهقات تبنين الفكر المتطرف .

ولفتت أن النساء  انتقلن من تنفيذ عمليات الرصد والتضليل إلى القتال، محذرة من أن داعش ليبيا سيستغل النساء في عمليات نوعية.

من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع، شهاب اليحياوي أن انخراط المرأة في التيارات التكفيرية والإرهابية بمختلف تسمياتها ومسمياتها، إنما يجد تفسيره في اقتران عوامل التصحر الديني، الذي كان النتيجة المنطقية والحتمية لسياسة تجفيف المنابع التي انتهجها النظام البائد في تونس، كإستراتيجية فاشلة في مجابهة المد الإسلاموي في تونس .

ويوضح اليحياوي لـ”مراسلون” أن المقاربة الأمنية، وقمع حريات الناس، ومحاولة الهاء الشباب، وإبعاده عن التأثّر بالتيارات الدينية المتشددة لا يكون بسياسة المنع من التعمق في الدين ، وفهمه بل بسياسة تثقيفية دينية تكون هي البديل، بدل التيارات المتشددة، مؤكدا أن هذه السياسة يجب أن توّجه فهمها نحو المضمون المعتدل للإسلام ومقاصده الدنيوية والدينية السمحة.

ويرى  المتحدث أن  الفقر المادي، والفقر الروحي، وغياب الأفاق، واليأس من الحياة … كلّها عوامل تهيأ الفرد إلى تغيير نظرته لذاته وللحياة وللموت وللروابط الوجدانية والعقلية بالآخرين وبالمجتمع والبحث عن آفاق مطلقة ومثالية وروحية تعويضية عن تصحر الواقع والحقيقة.

وخلال السنوات التي تلت الثورة قامت شبكات للتجنيد والسفر بإرسال آلاف التونسيين، من الجنسين، وعائلات بأكملها للمشاركة في القتال في سوريا والعراق.