منذ ايام قليلة أعلن خالد البلشي مقرر لجنة الحريات ومحمود كامل أصغر عضو بمجلس نقابة الصحفيين عن الاعتصام للمطالبة بتحسين اوضاع الصحفيين المعتقلين، مراسلون التقت محمود كامل لبحث اسباب الاعتصام والافق المنتظرة ومدى تجاوب الدولة معه.

ما هي الاسباب التي دفعتك لاعلان الاعتصام بنقابة الصحفيين؟

منذ ايام قليلة أعلن خالد البلشي مقرر لجنة الحريات ومحمود كامل أصغر عضو بمجلس نقابة الصحفيين عن الاعتصام للمطالبة بتحسين اوضاع الصحفيين المعتقلين، مراسلون التقت محمود كامل لبحث اسباب الاعتصام والافق المنتظرة ومدى تجاوب الدولة معه.

ما هي الاسباب التي دفعتك لاعلان الاعتصام بنقابة الصحفيين؟

هناك الكثير من الاسباب التي دفعتني للاعتصام وهو ما يمكن ان نطلق عليه الموت البطيء للصحفيين المحبوسين، والأوضاع السيئة التي يعانون منها والتي تسببت في نقل كل من الزميلين هشام جعفر، وحسام السيد لمستشفى السجن، وتدهور حالة الزميل يوسف شعبان بسجن برج العرب، بعد الاشتباه في إصابته بخمول في الكبد نتيجة عدم تلقيه لعلاج فيروس سي لـ اكثر من 10 شهور، وإعلان طبيب السجن حاجته إجراء لتحاليل وتعنت ادارة السجن معه، وكذلك تضامنا مع حالة الزميل هاني صلاح والذي يحتاج لنقله خارج السجن لـ إجراء جراحة عاجلة في الشبكية لوقف تدهور حالته بخلاف التقارير حول إصابته بورم حميد يحتاج لتدخل لإزالته. كما يأتي الاعتصام تضامنا مع الزملاء المحبوسين في سجن العقرب وما يتعرضون له من انتهاكات دفعتهم للدخول في إضراب عن الطعام من أجل تحسين أوضاعهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، ووصول شكاوى من أسرهم تطالب بالتدخل لانقاذ حياتهم.

هل اللجوء للاعتصام يعني فشل محاولات التفاوض التي سبق وان تحدث عنها العديد من اعضاء مجلس النقابة؟

ليس صحيح ، لاسيما وان التفاوض طريقة موازية في الحصول على حقوق الصحفيين ، والضغط وسيلة لا تتعارض معها، بل انها قد تكون مكملة، لاسيما وان الحقوق التي نطالب بها هي حقوق مشروعة.

هل لاقى اعتصامكم قبولا وسط الجمعية العمومية؟

في حقيقة الامر وفور الاعلان عن الاعتصام مع زميلي خالد البلشي انضم الينا عشرات الصحفيين ونظمت الاحزاب والنقابات والافراد وفودا للتضامن مع الاعتصام، لكن هذا لا يمكن ان يمثل نسبة تذكر من اعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين.

هل هذا الاتجاه داخل الجمعية العمومية يعود الى معاداة الحريات ام ان هناك موقفا مضاد للاخوان ؟

للاسف هناك الكثير من اعضاء الجمعية العمومية محافظين بطبيعتهم، ولا يرون في النقابة مكانا للمطالبة بالحريات، والكثير منهم يتعلل بان بعض المعتقلين ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين.

وضعت النقابة ملف الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية على جدول اعمالها في الجمعية العمومية العادية المقرر لها اليوم 4 مارس فماذا تتوقع؟

أتوقع عدم إكتمال الجمعية العمومية، وذلك لعزوف الاعضاء عن الاهتمام بجمعياتهم، لانه على فترات بعيدة حدث تجريف حقيقي وحالة من ابعاد الصحفيين عن نقابتهم وفقدوا الثقة في قدرتها على التأثير.

ومن يتحمل مسئولية ذلك التجريف؟

جزء من الأمر يتحمله المجالس السابقة والحالية وجزء كبير منه يتحمله الجمعية العمومية للصحفيين. التي لا يمارس اعضائها حقوقهم القانونية في متابعة اداء المجلس واستخدام حقه في سحب الثقة والمحاسبة وغيرها من الاليات التي اقرها القانون ولائحة النقابة.

هل هناك تجاوب من قبل الدولة في مطالبكم؟

بالفعل هناك تجاوب من قبل بعض الجهات، حيث تم نقل الزميل يوسف شعبان للمستشفى لإجراء التحاليل اللازمة، ونقل الزميل هاني صلاح الدين لمستشفى المنيل الجامعي، وتم إجراء التحاليل له مع وعد بعودته بعد أسبوع للإستكمال، وفتح باب الزيارة لزوجتي الزميلين هشام جعفر وحسام السيد وبالفعل تمت الزيارة والاطمئنان على حالتهما، كما وعد مسئولون في الدولة ان يكون هناك اتصالا مستمرا بين نقابة الصحفيين وبين وزارة الداخلية للوقوف على اي مشكلات يعانيها الصحفيين المعتقلين . بالاضافة الى احتمالات اجراء لقاء بين وزير الداخلية ووفد من مجلس نقابة الصحفيين.

سبق وان قامت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية بوعود عديدة بحل الازمات التي يعانيها الصحفيين داخل السجون ووقف الانتهاكات التي يتعرضوا لها اثناء تأدية عملهم لكن تلك الوعود لم يتم تنفيذها الا يمثل ذلك تشككا في الوعود التي قالها مسئولين بعد اعتصامكم بالنقابة؟

بالفعل هذا حدث أكثر من مرة ، وهو من الاسباب التي دفعتني للاعتصام من أجل توصيل رسالة بأن الغضب من تكرار الانتهاكات للزملاء الصحفيين وصل الى مستوى كبير وان الوعود التي لا تنفذ قد تؤدي الى مزيد من الاحتقان داخل صفوف الجمعية العمومية.

وماذا عن ازمة سجن العقرب التي أعلن عشرات الصحفيين المعتقلين به الاضراب عن الطعام؟

لم يتم التطرق الى أي وعود بهذا الصدد وهو ما دفعنا للاستمرار في الاعتصام من أجل نقل الصحفيين من هذا المكان غير الادمي.

بعض اعضاء الجمعية يلقون باللوم عليكم بسبب التضامن مع الصحفيين المنتمين للأخوان ، بينما يتهمكم البعض بالانحياز لصالح الصحفيين من اليسار والليبرالين وعدم الدفاع عن الاخوان فما حقيقة ذلك؟

الأمر مربك في كل الاحوال ، فتنوع الجمعية العمومية وتفاوت الاراء يدفع بانتقاد حاد طوال الوقت، فأعداد ليست قليلة منها تتهمنا بالانتماء للاخوان والبعض الاخر يتهمنا بعدم الاهتمام بهم والدفاع فقط عن صحفيين ذات اتجاهات سياسية مختلفة .

كيف يمكنكم الخروج من هذا المأزق؟

في أغلب الاوقات لا نهتم بالرد على تلك الاتهامات ونسعى للدفاع عن كل الصحفيين بغض النظر عن اسم الصحفي ولا انتمائه السياسي ولا المؤسسي.

كيف تقيم طلب مجلس النقابة من السيسي رعاية اليوبيل الماسي 31 مارس المقبل خاصة وان هناك انتقادات لتلك الدعوة في ظل وجود صحفيين معتقلين؟

نقابة الصحفيين يمكن اعتبارها مؤسسة من مؤسسات الدولة وبالتالي من المنطقي ان يتم دعوة رئس الدولة لحضور احتفالات النقابة. خاصة وان كان ذلك قد يعود على الصحفيين ببعض المزايا مثل احتمالية العفو عن البعض او مزايا تتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين.

كيف ترى اوضاع الصحفيين في عهد السيسي ؟

بالطبع اراه من اسوأ العصور على مستوى الحريات عامة وليس للصحفيين فقط، خاصة وان مهنة الصحافة في تردي مستمر، والعديد من الصحف اغلقت ابوابها، وتم منع الكتاب من نشر المقالات وتم محاكمة البعض على نص ادبي مثلما حدث مع احمد ناجي وغيره، ولكن جزء من ذلك يعود الى طبيعة الجمعية العمومية التي يتراخى اعضائها في الدفاع عن حقوقهم، ويمكن هنا ان اذكر عندما تم فرم عدد من جريدة الوطن ولجأنا الى رئيس تحريرها انذاك وطلبنا منه تقديم شكوى للنقابة فتراخي ولم يعير الامر اهتماما يذكر، وهو ما يؤكد ان الجمعية العمومية هي من تحدد طبيعة المجلس وتحركاته وليس العكس وهو امر يرتبط بصورة اساسية بطبيعة الحراك في المجتمع بصورة عامة.

متي ستنهون اعتصامكم؟

لن ننهيه بل اننا سنضطر الى تعليقه وتسليم الامر للجمعية العمومية على ان نعود بعد ذلك ونناقش الامور وتطوراها وسبل التعامل معها.

تعتبر تلك هي التجربة النقابية الاولى لك، فهل ستترشح على الانتخابات لخوضها مرة ثانية؟

في الحقيقة التجربة مريرة وبها العديد من الازمات على كافة المستويات العامة والخاصة، لاسيما وان وجودي بمجلس نقابة الصحفيين افقدني الكثير من الاعمال التي كنت اقوم بها، واثر على حياتي الشخصية بدرجة كبيرة، وما يزيد من ازمات التجربة انني كنت اعتمد بصورة كبيرة على الجمعية العمومية في ان يحدث تغيير حقيقي وجذري في النقابة ودفاعها عن الصحفيين، الا انني فوجئت بالعزوف وعدم الرغبة في المشاركة.