تطلق زوجة المواطن خميس صيحة فزع داخل منزلها عند رؤيتها بعض الجرذان الكبيرة وهي تحاول اقتحام البيت باحثة عن الطعام فيهرول زوجها راكضا لإغلاق المنافذ ووضع المبيدات والمصائد.

يبدو الوضع مضحكا في هذا المنزل لكن وراء هذه المشهد تطل مخاطر حقيقية برأسها في مدينة جرجيس التي تغزوها الجرذان السامة فهناك أصبح الأهالي يخشون على صحتهم وصحة أولادهم.

تطلق زوجة المواطن خميس صيحة فزع داخل منزلها عند رؤيتها بعض الجرذان الكبيرة وهي تحاول اقتحام البيت باحثة عن الطعام فيهرول زوجها راكضا لإغلاق المنافذ ووضع المبيدات والمصائد.

يبدو الوضع مضحكا في هذا المنزل لكن وراء هذه المشهد تطل مخاطر حقيقية برأسها في مدينة جرجيس التي تغزوها الجرذان السامة فهناك أصبح الأهالي يخشون على صحتهم وصحة أولادهم.

يقول خميس إن مدينة جرجيس الواقعة في محافظة مدنين بالجنوب الشرقي التونسي تعيش كابوسا حقيقيا حيث تغزو الآلاف من الجرذان الضخمة المدينة وباتت تهدد حياة كبار السن والصغار.

ويضيف “أنا أصبحت أخشى من الجرذان، لقد تسربت إلى المنازل وقامت بقضم عدد من المواطنين بحدة أثناء نومهم  تاركة لهم جروحا غائرة وهو ما استوجب نقلهم إلى المستشفى للعلاج”.

وباتت جرجيس المدينة الجميلة المطلة على البحر المتوسط تعيش كابوسا مؤرقا بسبب تزايد حجم الأضرار الفلاحية والصحية والبيئية نتيجة هذا الهجوم المباغت للجرذان الكبيرة والمخربة.

يقول رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بجرجيس أحمد الصهباني إن تفاقم عدد الجرذان خلفت أضرارا في المحاصيل الفلاحية والثروة الحيوانية التي يرتكز عليها النشاط الاقتصادي.

وعن سبب تفاقم أعداد الجرذان بهذا الشكل يقول إن الجرذان قدمت في البداية عبر السفن البحرية التي تحمل الخشب من النرويج إلى الميناء التجاري بجرجيس ومنه نحو المدينة.

ويضيف أحمد الصهباني لمراسلون “لقد صارت هذه الجرذان شريكا للسكان في المدينة حيث اتخذت من حاوياتها ومبانيها المهجورة أوكارا لتتكاثر حتى تصبح جيوشا غازية للمنازل”.

ويقول عادل الهنتاتي خبير في مجال البيئة ومتابع لظاهرة تكاثر الجرذان في جزيرة جرجيس إن أنثى الجرذان تتمتع بقدرة عجيبة على التكاثر والحمل بمعدل 100 إلى 150 جرذا في الأسبوع.

وأكد الهنتاتي بأن هذه النوعية من الجرذان تمتع بذكاء حاد ولها بقدرة عجيبة على الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أنهات بسرعة على أماكن الخطر ولا تقع بسهولة في الفخ، على حد تعبيره.

من جهته دعا الرئيس المساعد لبلدية جرجيس معز عبيشو إلى إعلان مدينته منطقة خطر وطني، مؤكدا أن الحل يتطلب تدخل عدة فاعلين من مختلف الوزارات على غرار وزارة الفلاحة ووزارة الصحة.  

وقد أبدى معز عبيشو قلقه لما ينتظر المنطقة من خطر تواصل انتشار الجرذان الضخمة، مؤكدا ان كل المبادرات والجهود المحلية تبقى دون المطلوب.

ويقول لمراسلون إن “الوضعية الكارثية التي تعيشها المدينة أكبر من ميزانية بلدية جرجيس التي باتت عاجز بالوسائل البسيطة المتاحة أمام أطنان المبيدات الحشرية التي استعملت”.

ويشاركه نفس التوجه رئيس اتحاد الفلاحين أحمد الصهباني الذي يذهب لاعتبار هذه الحالة كارثة وطنية، داعيا وكالة الموانئ لتحمل مسؤوليتها باعتبارها السبب الرئيسي في انتشار الجرذان.