كان يوم السادس عشر من ديسمبر الجاري يوماً دامياً في مدينة اجدابيا (165 كم غرب بنغازي) اندلعت فيه اشتباكات مسلحة بين شباب من أحد أحياء المدينة بمساندة عناصر من التيار السلفي، وبين مجموعة منتسبة لمجلس شورى ثوار اجدابيا التابع لتنظيم أنصار الشريعة المتشدد في ليبيا.

جاءت هذه الاشتباكات بعد دعاوى أطلقها مؤيدون لعملية الكرامة – التي يقودها الفريق خليفة حفتر تحت شعار محاربة الإرهاب – في اجدابيا، أعلنوا فيها أن الخامس عشر من ديسمبر 2015 سيكون موعداً للخروج ضد من وصفوهم بالخوارج في اجدابيا.

كان يوم السادس عشر من ديسمبر الجاري يوماً دامياً في مدينة اجدابيا (165 كم غرب بنغازي) اندلعت فيه اشتباكات مسلحة بين شباب من أحد أحياء المدينة بمساندة عناصر من التيار السلفي، وبين مجموعة منتسبة لمجلس شورى ثوار اجدابيا التابع لتنظيم أنصار الشريعة المتشدد في ليبيا.

جاءت هذه الاشتباكات بعد دعاوى أطلقها مؤيدون لعملية الكرامة – التي يقودها الفريق خليفة حفتر تحت شعار محاربة الإرهاب – في اجدابيا، أعلنوا فيها أن الخامس عشر من ديسمبر 2015 سيكون موعداً للخروج ضد من وصفوهم بالخوارج في اجدابيا.

لكن وفي خطوة استباقية لهذا الموعد، قام آمر القاطع الحدودي التابع للجيش باجدابيا عقيد بشير أبوظفيرة بالإعلان عن خطة أمنية كان يفترض أن “تجنّب المدينة ويلات الحرب” على حد تعبيره، هذه الخطة كانت بمشاركة جهاز حرس المنشآت النفطية الفرع الأوسط ومديرية أمن المدينة وتم البدء في تنفيذها يوم الثالث عشر من ديسمبر.

إلا أن الخطة المعلن عنها لم تبعد شبح الحرب عن اجدابيا إلا يوماً واحداً فقط، فقد سقط قتلى وجرحى كثر من الطرفين أكثرهم مدنيون، الأمر الذي جعل مبعوث الأمم المتحدة لليبيا “مارتن كوبلر” يعرب عن قلقه تجاه المدنيين والعزل وسط هذه الاشتباكات، محذراً جميع الأطراف المتقاتلة من عواقب هذه الهجمات العشوائية.

بعد خمسة أيام من الحرب أعلن العقيد أبوظفيرة عن انتهائها بعد التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، ولكن حسب ما قاله العقيد فإن هناك أموراً خفية وراء الأحداث الأخيرة في اجدابيا ليس لها علاقة بالحرب على الإرهاب، وحول ذلك وأمور أخرى كان معه هذا الحوار:

س- بما أنكم قمتم بكل الاستعدادات الأمنية كما ذكرت في وسائل إعلامية مختلفة، كيف وصل الحال إلى ما هو عليه الآن في اجدابيا؟

ما حدث في اجدابيا كان مؤامرة يريد أصحابها إدخال اجدابيا في الصراع الدائر في شرق ليبيا، وذلك نظراً لأهمية اجدابيا الجغرافية وكونها عاصمة النفط، وأصحاب هذه المؤامرة يرون أن من يسيطر على اجدابيا سيسيطر على حقول النفط التي تقع جنوبها، بالإضافة إلى الموانئ النفطية الواقعة بالقرب من المدينة مثل ميناء الزويتينة والبريقة وحتى رأس لانوف والسدرة.

ما حدث باختصار أن مجموعة من شباب ما تُعرف في اجدابيا بشعبية أطلس “وسط المدينة” تساندهم مجموعة أخرى تتبع التيار الديني السلفي؛ قاموا بالهجوم على بيت أحد منتسبي مجلس شورى ثوار اجدابيا وضواحيها باعتباره يمثل التيار التكفيري بالنسبة للتيار السلفي، لتنطلق بذلك الاشتبكات التي استمرت لخمسة أيام.

س: قلت إن اجدابيا تتعرض لمؤامرة خارجية، من تتهم تحديداً بذلك؟

لا أستطيع ذكر أسماء بعينها، ولكن لا يخفى على أحد من أهل اجدابيا أن هناك شخصيات قيادية في شرق ليبيا هي من أججت ودعت للحرب القائمة الآن في اجدابيا، وذلك بحجة القضاء على الإرهاب.

إنني أستغرب كثيراً كيف يمكن إشعال حرب في مدينة آمنة لدرجة كبيرة مثل اجدابيا بحجة أن هناك اغتيالات تتم فيها، نحن ضد هذه الاغتيالات، ولكن كان الأولى دعم أجهزة أمنية واستخباراتية لتتبع هذه الخلايا التي تقوم بالاغتيالات، ذلك سيوفر الكثير من الأرواح والعدة والعتاد، ولكن صدقني عندما أقول إن الحرب في اجدابيا ليست على الإرهاب، بل لإدخالها بيت الطاعة والسيطرة عليها، إذ أنه لا توجد هناك أية مظاهر تشير إلى أن الإرهاب منتشر في اجدابيا.

س: حسب تصريحات قياديين في عملية الكرامة فإن ما يحدث في اجدابيا يتبع غرفة عمليات عسكرية تابعة للقيادة العامة في مدينة المرج؟  

وأين هؤلاء القياديون مما يحدث الآن في اجدابيا؟، أقولها وبكل مرارة إن من تسميهم قياديين قد أشعلوا الحرب في اجدابيا ولم يشاركوا فيها، وإن من يقاتل في اجدابيا الآن هم شباب صغار السن من عوام وسلفيين ضد مجلس شورى ثوار اجدابيا، ولا وجود لأي عسكري في صف الطرف الأول، للأسف فقد غُرر بهؤلاء الشباب وتركوهم لوحدهم في هذه الحرب القذرة.

س: وأنت كآمر للقاطع الحدودي العسكري في اجدابيا، ما موقفك من الصراع الدائر في المدينة؟

نحن نسعى للتهدئة وحقن الدماء وتجنيب المدينة ويلات الحرب، فنموذج حرب بنغازي الخاسرة أكبر شاهد لدينا، كما أنه لن يسبقنا أحد لمحاربة الإرهاب في حال تأكدنا أنه منتشر في اجدابيا، ما تحتاجه اجدابيا الآن هو تقوية أجهزتها الأمنية لملاحقة الخارجين عن القانون والضالعين في عمليات الاغتيال وليس قصف أحيائها بالطيران والأسلحة الثقيلة.

س: ما هي حصيلة الاشتباكات من القتلى والجرحى؟

حسب ما قاله لي مدير مستشفى المقريف بالمدينة فإن المستشفى استقبل 19 قتيلا و39 جريحاً أغلبهم مدنيون، هذا من جانب الشباب والسلفيين فقط، بالإضافة إلى 4 قتلى و6 جرحى أعلن عنهم مجلس شورى ثوار اجدابيا في صفحاتهم الرسمية، ولكن وجب الحديث أيضا عن الخسائر المادية، فهناك بيوت سقطت بسبب القذائف العشوائية ناهيك عن تفكك النسيج الاجتماعي الذي ستعاني منه المدينة في المستقبل.

س: والآن إلى ماذا توصلتم؟

توصلنا إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة يقضي بوقف إطلاق النار بشكل نهائي في اجدابيا، مقابل انسحاب أفراد مجلس الشورى إلى خارج المدينة، وإخلاء أماكن الاستيقافات الأمنية التي يقيمها السلفيون والشباب المساند لهم، وترك مهام تأمين المدينة لمديرية الأمن والأجهزة التابعة لها، وما نأمله هو عدم خرق هذا الاتفاق، لأننا أعلنا عن أكثر من اتفاق الأيام الماضية ولكن للأسف تم خرق الاتفاقات جميعا من بعض الشباب.

الآن لو نجحنا في إرساء هذا الاتقاق سننتقل إلى تنفيذ الخطة الأمنية التي يشارك فيها جهاز حرس المنشآت النفطية الفرع الأوسط ومديرية الأمن ووحدات القاطع الحدودي باجدابيا.