بينما كان يقضي إجازة عيد الأضحى مع عائلته، كان خبر مقتل صلاح المسخوط – 46 عاماً – من مدينة زوارة، يكتسح معظم الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية والعالمية، إثر تداول وكالات الأنباء الكبرى مثل فرانس 24 ووسائل إعلام إيطالية خبر تعرضه للقتل على يد فرقة قوات خاصة أجنبية، بدعوى أنه أحد أكبر تجار البشر المطلوبين دولياً، وأن الوفاة حدثت بعد تبادل لإطلاق النار توفي بسببه هو وعدد ممن وصفوا بأنهم حراسه.

بينما كان يقضي إجازة عيد الأضحى مع عائلته، كان خبر مقتل صلاح المسخوط – 46 عاماً – من مدينة زوارة، يكتسح معظم الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية والعالمية، إثر تداول وكالات الأنباء الكبرى مثل فرانس 24 ووسائل إعلام إيطالية خبر تعرضه للقتل على يد فرقة قوات خاصة أجنبية، بدعوى أنه أحد أكبر تجار البشر المطلوبين دولياً، وأن الوفاة حدثت بعد تبادل لإطلاق النار توفي بسببه هو وعدد ممن وصفوا بأنهم حراسه.

بعد انتشار الخبر بأيام أصدرت الخارجية الإيطالية بياناً رسمياً يوم 26 سبتمبر/ أيلول، جاء فيه أن “الوزارة تنفي بشكل قاطع ما تردد في وسائل الإعلام، عن تورط قوات خاصة إيطالية في ليبيا، بواقعة قتل صلاح المسخوط”، إلا أن النفي لم يلقَ نفس الرواج الإعلامي الذي لاقاه خبر الاغتيال.

أثناء لقاء “مراسلون” بالمسخوط لم تتوقف الاتصالات من أصدقائه وزملائه في العمل الذين كانوا يطمئنون عليه طوال الوقت خشية أن يتعرض لأي مكروه، فالتشهير به بهذا الشكل يعرضه في اعتقاد كل من حوله لخطر الاستهداف لسبب أو لآخر في ظل فوضى الصراعات الليبية.

هذا الخوف يمنع المسخوط الذي يعمل موظفاً في شركة الصناعات الميكانيكية والكهربائية من نشر صوره في الإعلام، وهو طلب استجبنا له، وفيما يلي نص الحوار معه كاملاً:

مراسلون: أولاً من هو صلاح المسخوط؟

أنا مواطن أمازيغي ليبي من مدينة زوارة، أحمل بكالوريوس علوم عسكرية لكنني استقلت من العمل العسكري منذ زمن، وحالياً أنا موظف في القطاع العام أعمل في شركة الصناعات الميكانيكية والكهربائية، ورب عائلة أعيش لأجل تأمين مستقبل جيد لهم.

كيف سمعت بالخبر المنشور عنك، وكيف تلقيت الموضوع خاصة وأنك تكذب كل التفاصيل المذكورة حول طبيعة حياتك وعملك في وسائل الإعلام؟

تفاجأت صباح الجمعة 25 أيلول/سبتمبر باتصالات عديدة من أقاربي وأصدقائي يريدون الاطمئنان عليّ بعد سماعهم بخبر وفاتي. كنت في البداية لا أعلم أي شيء عن مصدر الخبر، حتى تسنى لي الاطلاع على الأخبار وقرأت التفاصيل الغريبة عن واقعة الاشتباك التي نتج عنها القتل..

الضحايا بحسب الخبر كانوا تسعة أشخاص، قُتلوا من قبل قوات دولية في منطقة الفرناج بطرابلس وكنت أنا بينهم!.. لقد صُدمت ولم أفهم ما الذي يجري!

وهل كنت موجوداً في طرابلس حينها؟

إطلاقاً.. فقد صادف ذلك اليوم ثاني أيام عيد الأضحى، وأنا كنت رفقة أسرتي وأولادي في منزلي بمدينة زوارة، ولم أذهب إلى طرابلس نهائياً في تلك الفترة، وكل من سأل عني أو التقى بي وجدني في منزلي وفي مدينتي .

من هو مهرب البشر الأمازيغي الذي مات في طرابلس ذلك اليوم إذاً؟

المؤكد أنه في ذات اليوم لم يمت أي مواطن من مدينة زوارة، والذي اتضح فيما بعد حسب شهود العيان الذين نقلت عنهم وسائل الإعلام من سكان المنطقة أن الحادثة لم تقع في الأصل..

الغريب أنه تم ربط الأحداث في هذه القصة بشكل مثير للاستغراب والريبة، وتم استغلال حوادث وقعت قبل يوم العيد وتلفيقها لتخدم القصة، مثلاً صادف وفاة شاب يدعى سند بو سهمين قبل الحادثة الملفقة وهو شاب صغير من مواليد عام 1996، ادعت بعض وسائل الإعلام أنه ابن شقيق رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بو سهمين وأنه شريكي في تجارة البشر وقتلنا معاً..

كما تم أيضاً ربط الحريق الذي وقع في مدينة زوارة قبل العيد بسبب تسرب مياه الأمطار إلى خزانات الوقود داخل إحدى المحطات بالحادثة، وادعت وسائل إعلام بأن هذا الحريق كان انتقاماً من قبل بعض “المناصرين” على قتلي!!.

رغم أن الأحداث غير متطابقة زمنياً وكلها موثقة بمحاضر رسمية لدى الجهات ذات العلاقة لمن يريد التثبت قبل الترويج لأخبار كاذبة من وسائل الإعلام..

وماذا عما راج من أنباء عن كونك تمارس نشاطات عسكرية أو منخرط في تهريب البشر؟

نهائياً.. أنا مواطن مدني، لا أترأس أية ميلشيا ولا أتبع أي تشكيل مسلح كما لا أحمل أي توجه سياسي، بل وأرى أن ما يحدث في ليبيا الآن من صراع سياسي لا يمثلني، ولا جدوى منه، لأنه آن لنا أن نتصافح ونبني ليبيا تسع الجميع بعيداً عن أي صراع مسلح، فالسلاح انتهى وقت حمله منذ سقوط القذافي، وبالتالي أنا لا أحمل أي سلاح وليست لي حراسة تتبعني.

وهذا ينطبق على موضوع تهريب البشر، والذي أعتبره جريمة مخالفة للقانون وللشرع وللإنسانية، ثم إنني أحمل شهادة عليا ومتحصل على عمل وظيفي مستقر، بالإضافة إلى عملي كتاجر منذ زمن، وبالتالي وضعي المادي جيد ولست بحاجة للقيام بأعمال كهذه لكسب المال بطرق غير مشروعة.

هناك وسائل إعلام قالت إنك أصبت بعيارات نارية ونُقلت إلى تونس للعلاج وتم إنقاذك هناك، هل كنت في تونس فعلاً بعد العيد؟

قلت لك بأنه تم توظيف الكثير من الأحداث إعلامياً بطريقة مسيئة، فأنا ذهبت إلى تونس قبل العيد وليس بعده، وقد أجريت عملية لاستئصال كيس دهني من ظهري وعدت إلى ليبيا يوم 16 سبتمبر/ أيلول، ومنذ ذلك الوقت لم أغادر مدينة زوارة بتاتاً لا إلى طرابلس ولا إلى تونس .

أنت من زوارة وهي مدينة صغيرة الناس فيها يعرفون بعضهم، كيف تعامل الناس معك أثناء مرورك بتلك الأزمة؟

بصراحة مدينتي سواء من الجهات الرسمية المتمثلة في المجلس البلدي أو الأهالي جميعهم كان موقفهم إيجابياً معي وساندوني في هذه المحنة، لأنهم يعلمون جيداً عدم صحة هذه القصة فأنا متواجد بينهم ومعهم.

ثم إن الموقف القوي الذي اتخذه أهل المدينة مؤخراً ضد مهربي البشر، والذي هو امتداد لمواقف المدينة السابقة من الموضوع، فرض على أي مهرب عدم البقاء فيها، فرقة قوات التدخل الخاصة من مكتب مكافحة الجريمة بزوارة قامت بحملة تم فيها القبض على عدد من المتورطين بتهريب البشر، وتم نشر صورهم وكانت هذه سابقة حيث لم يحدث في أي مدينة أخرى مقاومة علنية لهذه التجارة.

ماذا تنوي أن تفعل الآن بعد كل هذه الضجة؟

تلفيق هذه القصة والتناول البشع لتفاصيل حياتي في وسائل الإعلام أعتبره انتهاكاً جسيماً وقع في حقي، وأنا حالياً بصدد اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لإثبات الواقعة، وسأتبع القنوات الرسمية لمقاضاة كل من نشر هذه الأكاذيب عني، ولن أسامح أحداً، ولن أقبل أي اعتذار من قبيل ما نشره موقع بوابة أفريقيا الذي أمعن في نشر تفاصيل كاذبة عن الواقعة ليعود وينشر اعتذاراً، هذا الاعتذار لا يكفي، فقد تضررت أنا وعائلتي وحتى مدينتي بمثل هذه الإشاعات، كما قد تتعرض حياتي للخطر ومن حقي على نفسي وحقهم علي أن أرد اعتباري واعتبارهم، سأقاضي الجميع سواء كان إعلاماً محلياً أو دولياً.