لقد توقف عمل “احمد عبد السلام” بنسبة 80% بسبب عمليات غسيل الكلى اليومية التي تجرى له، ناهيك عن زيادة ألمه جراء هذه العملية يوما بعد يوم.
يقول أحمد عبد السلام -40عاماً- لمراسلون حين تجواله بمركز تاجوراء شرق طرابلس إنه يعاني من مرض فشل الكلى منذ 7 سنوات، ويضيف أن عمله في مجال المقاولات يكاد يتوقف بسبب تفرغه اليومي لعملية الغسيل.
لقد توقف عمل “احمد عبد السلام” بنسبة 80% بسبب عمليات غسيل الكلى اليومية التي تجرى له، ناهيك عن زيادة ألمه جراء هذه العملية يوما بعد يوم.
يقول أحمد عبد السلام -40عاماً- لمراسلون حين تجواله بمركز تاجوراء شرق طرابلس إنه يعاني من مرض فشل الكلى منذ 7 سنوات، ويضيف أن عمله في مجال المقاولات يكاد يتوقف بسبب تفرغه اليومي لعملية الغسيل.
وبينما يترقب عبد السلام قدوم الممرضة لتجهيزه للعملية يسألنا بهدوء وكأن “مراسلون” يملك الإجابة ” لماذا لا تدعم الدولة زراعة الكلى؟ ولماذا لا تخصص لنا ميزانية لعملية الزرع في الخارج؟”
أمل رغم الألم
بمجرد انتهاء “مراسلون” من الحديث مع عبد السلام؛ حتى قابلتنا سيدة بالكاد تصلب طولها تترجل بداية الممر الذي تتمازج فيه أصوات أجهزة عمليات غسيل الكلى مع آهات الألم التي يطلقها مرضى الكلى.
تشتكي خديجة الدائري -57 عاماً- بحرقة من قلة منحها الفيتامينات بعد جلسات الغسيل اليومية، وكذلك من نقص توافر مراكز الغسيل في المناطق.
تتشارك الدائري مع عبد السلام في نفس الطلب، ولكن ما يميز الدائري أن الأمل يراودها في فتح مراكز متخصصة بزراعة الأعضاء في وطنها ليبيا على عكس عبد السلام الذي تساءل بشكل يائس عن إمكانية حدوث ذلك.
تهيئة نفسية
المشرف العام لمركز غسيل الكلى بتاجوراء والذي تتم به إجراء 56 عملية غسيل كلى يوميا وليد الأطرش يقول لـ”مراسلون”، إن المركز أضاف فترة عمل ليلية للغسيل نتيجة لتزايد إقبال المرضى عليه، ويضيف أنهم يعملون على تهيئة المرضى نفسياً قبل البدء في جلسات الغسيل، فبعضهم يأتي المركز على الأسّرة المُتنقلة، “وعلينا أن نخرجه ماشياً على قدميه ومعنوياته عالية” يقول الأطرش.
الأطرش أوضح أن المركز يعمل بعدد 29 جهازا إلكترونيا وفقاً للمواصفات العالمية، وبكادر مكون من 8 أطباء و4 أخصائيين و 30 فنيا من الخبرات الليبية، مضيفاً أن عمل المركز لم يتوقف حتى في أوقات الاشتباكات والحروب.
لعل إفادة الحاج “محمود المبروك” (60 عاما) لمراسلون تترجم بشكل آخر ما قاله الأطرش، فالمبروك أكد أنه يجد اهتماما كبيرا في كل مرة يقصد فيها المركز لإجراء عملية الغسيل.
يضيف المبروك أن عمليات غسيل الكلى في ليبيا أفضل بكثير من الخارج، كما أن الدواء متوفر وحالته تتحسن يوما بعد يوم.
خطوات جديدة
رئيس اللجنة العليا لاحتياج الكلى بوزارة الصحة بطرابلس ماجدة بن موسى قالت لـ”مراسلون”، إن الوزارة تعمل حالياً على وضع خطة لفتح مراكز جديدة لغسيل الكلى في ليبيا ، وتضيف أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح مركز للغسيل في منطقة القره بولي (80 كلم شرق طرابلس)، بالإضافة إلى توسعة مركز غسيل الكلى بجنزور بنحو 35 جهاز إضافي.
ماجدة أوضحت أن الوزارة تعكف على إنشاء مستشفى كبير لإيواء مرضى الكلى في حال اعتُمدت الميزانية العامة للدولة غير محددة الوقت، فضلاً عن إنشاء مركز لزراعة الكلى بالتعاون مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء.
وتردف أنهم يعملون حالياً على إطلاق حملة بعنوان “من أجلهم لأجلنا”، ستبرز من خلالها مواهب المرضى لخدمة المجتمع.
ولكن كل ما ذكرته “بن موسى” تظل أفكارا يحلم بتحقيقها كثيرون من مرضى الفشل الكلوي، في وقت يفتقر فيه المركز الأكبر في ليبيا -تاجوراء- لمعمل تحاليل متكامل حسب ما قاله لنا بعجالة إسماعيل الحميدي -طبيب بمركز تاجوراء الطبي-، الذي أكد أن معظم مراكز غسيل الكلى في ليبيا تفتقر لمعامل تحاليل متقدمة.
3700 مريض
وبعد كل ما تقدم؛ يُعد مرض الفشل الكلوي من الأمراض المنُتشرة بشكلٍ كبير في ليبيا، وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد، وارتفاع نسبة مصابي الكلى إلى نحو 3700 مريض، إلا أن 58 مركزاً لغسيل الكلى يعمل في ليبيا بكوادر وطنية.
وبين مسعى وزارة الصحة لدعم مرضى الكلى من جهة، وتقديم الخدمات الإنسانية من قبل الأطباء لهذه الشريحة من جهة أخرى، ينتظر عبد السلام وفاطمة وغيرهما من مصابي الفشل الكلوي أن تتضافر جهود الجميع لزرع أعضاء جديدة لهم لتبدأ معها حياة جديدة تغيب عنها لغة الألم والمعاناة.