قبل أن تعبر بوابة حديقة حيوان الإسكندرية التي أنشئت في خمسينات القرن الماضي وتبلغ مساحتها 24فدان، كنت تسمع أصوات الحيوانات في كل مكان، وعندما تبدأ رحلتك داخل الحديقة كان أول قفص يقابلك يمينا هو قفص الفيلة “كريمة” كما كان يلقبها حارسها نظرا لطيبتها الزائدة على حد قوله.

“علاقتي بكريمة كانت حاجة فوق الخيال، كأننا بني آدمين بنتعامل مع بعض، كنا بنفهم بعض من نظرة”، يقول منصور رشيد، حارس بحديقة حيوان الإسكندرية حديثة عن الحيوان الذي كان يحبه و يحرسه منذ أكثر من ثلاثين عام. 

قبل أن تعبر بوابة حديقة حيوان الإسكندرية التي أنشئت في خمسينات القرن الماضي وتبلغ مساحتها 24فدان، كنت تسمع أصوات الحيوانات في كل مكان، وعندما تبدأ رحلتك داخل الحديقة كان أول قفص يقابلك يمينا هو قفص الفيلة “كريمة” كما كان يلقبها حارسها نظرا لطيبتها الزائدة على حد قوله.

“علاقتي بكريمة كانت حاجة فوق الخيال، كأننا بني آدمين بنتعامل مع بعض، كنا بنفهم بعض من نظرة”، يقول منصور رشيد، حارس بحديقة حيوان الإسكندرية حديثة عن الحيوان الذي كان يحبه و يحرسه منذ أكثر من ثلاثين عام. 

اليوم ماتت كريمة ومات حيوانات كثر آخرون وظلت أقفاصهم خاوية بدون إحلال كما يوضح الرجل متأثراً. ويلتقط منه الحديث رمضان عبيد من أمن الحديقة ويضيف: “بغيابها هي والزرافة والشامبانزي تأثرت الحديقة كثيرا”.

رحلت الفيلة كريمة منذ قرابة الثلاثة سنوات تاركة قفصها خاوي تسكنه الآن نعامة، وصور تذكارية التقطت لها مع أطفال جلبت لهم البهجة.

**

وهو يستعرض الصور التي كانت تجمعه معها يروي منصور حارس الفيلة “كريمة” ذكرياته: “كانت تحب الأطفال ولا تؤذي أحدا لكن ذلك استغرق وقتاً إلى أن تمكنت من ترويضها”. توطدت علاقته بها وأصبح خبير في حراسة وترويض الأفيال على حد تعبيره.

بعد رحيلها أصبح منصور يحرس الجمل المغربي الذي يقابل قفص “كريمة” والذي وصفه بأنه لا يحتاج جهدا في الترويض.

لكن منصور لا يتقبل فكرة أن تبقى الحديثة بلا فيلة، ويستطرد “عشان الحديقة تبقى حديقة لازم يكون من كل حيوان ذكر وأنثى و يكون سنهم صغير، فالقرود والنعام والأسود في منهم كتير عشان بيتكاثروا”.

**

عبد المنعم محمد، أحد الزوار، قال وهو يفترش الأرض مع زوجته “احنا بندفع تذكرة علشان نشوف حيوانات ماشوفنهاش قبل كده، لكن الحديقة ما عدش فيها حاجة وأكتر حاجة فيها القطط. احنا بنيجي نقعد وبس”.

في المقابل كان إبراهيم محمد، طالب جامعي، سعيدا بالتجول ومشاهدة الحيوانات، خاصة جبلاية القرود، ولكنه لم يداري رغبته في مشاهدة باقي الحيوانات الغائبة.

**

بجوار أقفاص النعام يقف عم محمود أقدم حارس في الحديقة ورغم تقاعده عن العمل  إلا أنه يأتي لزيارة أصدقائه و حيوانات الحديقة. ويوضح الرجل لنا أن الحديقة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كانت تحت رعاية المحافظة وكانت أفضل حالا، أما الآن “فهي تحت رعاية وزارة الزراعة ولا يوجد اهتمام بإحلال للحيوانات التي تنفق”.

**

تعقيبا على خواء الحديقة من الحيوانات قالت الدكتورة إيمان مخيمر، مدير حديقة حيوان الإسكندرية، إن الحديقة تتبع مباشرة الإدارة المركزية لحديقة الحيوان والتي تشرف عليها وزارة الزراعة، وهي المنوط بها القيام بإجراءات الإحلال وتوزيع الحيوانات على جميع حدائق حيوان مصر، و”هي مسألة قد تستغرق سنوات” على حد قولها. وأضافت مديرة الحديقة: “فيما يخص الفيلة أصبح من الصعب شرائها بموجب اتفاقية “السايتس” التي تحظر الإتجار في الحيوانات المهددة بالإنقراض، ومنها الأفيال، ولذلك فنحن في انتظار الإنتاج القادم من حديقة حيوان الجيزة في القاهرة.