“أنا متفاجئ جداً مما رأيته في هذه البطولة.. إنه منافِ تماماَ لما توقعته أو سمعت عنه حول أجواء الفوضى والحرب، مشاركتنا كانت من مبدأ أن الرياضة رسالة سلام بين الأوطان”، هذا ما قاله لـ”مراسلون” ستيفانو ناسيني لاعب المنتخب الإسباني للكرة الطائرة الشاطئية الذي شارك في بطولة أوسو الدولية للكرة الطائرة الشاطئية التي انطلقت بمدينة زوارة غرب ليبيا الخميس 20 آب/أغسطس الماضي.

“أنا متفاجئ جداً مما رأيته في هذه البطولة.. إنه منافِ تماماَ لما توقعته أو سمعت عنه حول أجواء الفوضى والحرب، مشاركتنا كانت من مبدأ أن الرياضة رسالة سلام بين الأوطان”، هذا ما قاله لـ”مراسلون” ستيفانو ناسيني لاعب المنتخب الإسباني للكرة الطائرة الشاطئية الذي شارك في بطولة أوسو الدولية للكرة الطائرة الشاطئية التي انطلقت بمدينة زوارة غرب ليبيا الخميس 20 آب/أغسطس الماضي.

“لم أندم بتاتاً على المجيء والمشاركة، بل أنا سعيد جداً لأنني كونت صداقات جديدة في المدينة” يضيف ناسيني الذي خسر فريقه البطولة أمام المنتخب الليبي في المباراة النهائية. أما رد الفعل الجماعي للمنتخب على المشاركة فقد عبروا عنه بكتابة لافتة رفعوها بشكل جماعي وفاجؤوا بها الجمهور في حفل الاختتام كتب عليها “الآن لدينا أصدقاء في زوارة”.

لسنا للحرب فقط

هذه الرسائل الإيجابية التي صدرت عن ضيوف المهرجان كانت الهدف من تنظيمه في الأساس، فالمدينة تعاني الكثير جراء كونها احدى معابر المهاجرين، وقد استيقظ أهلها مؤخراً على منظر الجثث العائمة فوق البحر لمهاجرين غرقت مراكبهم بعد انطلاقها بوقت قصير، ويواجهون اتهامات مجحفة إما بالمشاركة أو السكوت عن هذا العمل الذي يعد جريمة في القانون الدولي.

“بسواعد شبابنا نبني ليبيا وبالرياضة نفعل ما لم تفعله السياسة” يقول ربيع العزابي رئيس اللجنة الإعلامية للبطولة التي شارك فيها اثنا عشر منتخباً كلها محلية مثلت معظم مدن ليبيا باستثناء المنتخبين الليبي والإسباني.

فلسطين.. فلسطين

أما رئيس اللجنة المنظمة للبطولة نبيل دباب فلم يخفِ خيبة أمله بسبب منع بعض الفرق العربية من المشاركة في البطولة، حيث روى أن “الفريق الفلسطيني بعد أن قمنا باستخراج تأشيرات لهم للدخول إلى ليبيا، عند وصولهم إلى مطار القاهرة تم منعهم من السفر من قبل السلطات المصرية، بل طُلب منهم مغادرة الأراضي المصرية خلال 24 ساعة لأي وجهة، وفرضت عليهم غرامة مالية بمبلغ 300 دولار لكل شخص، وبالتالي اعتذروا عن المشاركة في اللحظات الأخيرة”.

رغبة المنتخب الفلسطيني في المشاركة بالبطولة ورسالة الاعتذار التي قدموها للجمهور بسبب عدم تمكنهم من الحضور كان صداها كبيراً في الملعب، حيث تعالى هتاف “فلسطين.. فلسطين” من حناجر الجماهير في المدرجات أثناء حفل الاختتام، وهم يرفعون العلم الفلسطيني في فضاء البطولة وتحت سماء زوارة وليبيا.

يقول العزابي “هذا جاء بعد اتصالهم ورغبتهم بمشاركة العلم الفلسطيني لإثبات وجودهم ولو معنوياً في البطولة، نتمنى أن يشاركونا في العام المقبل فنحن سنعمل على استمرارية الحدث”.

ذلك حدث أيضاً بحسب دباب مع المنتخبين التونسي والجزائري، والذين تم منعهما من التوجه إلى ليبيا من قبل السلطات في مطارات بلادهما لأسباب أمنية، على ذلك يعلق دباب “كانت هذه رسالة سلام قدمناها إلى العالم بتوجيه دعوات المشاركة إلى منتخبات دولية، وفيما منعت الفرق العربية قدم الفريق الإسباني بكل روح رياضية وكان في الموعد، ووصل إلى المباراة النهائية في مواجهة نظيره الليبي الذي فاز بالمباراة بنتيجة شوطين لشوط”.

فوق المتوقع

هذه الدورة من البطولة هي الخامسة، حيث أقيمت الدورة السابقة عام 2013، ولم تسمح الظروف الأمنية بإقامتها العام الماضي، أما السنة فكل الترتيبات التي شهد الجميع بكفاءتها ومستواها العالي كانت بمجهودات شباب المدينة الذين قاموا بكل الأعمال ابتداء من بناء وتجهيز الملاعب وانتهاءً بالتغطية الإعلامية الكبيرة للبطولة، ويتمنى ربيع العزابي من الاتحاد الأفريقي والدولي للكرة الشاطئية اعتماد البطولة.

يصف مجدي عبدو لاعب المنتخب الليبي الفائز بلقب البطولة التنظيم والترتيب للبطولة بأنه فاق كل التوقعات، “لقد شاركت في بطولات دولية سابقة وآخرها كانت في الأردن، ولم تكن بهدا القدر من التنسيق والتنظيم والجمال، الذي زاد البطولة تميزاً مع تميز رسالتها”.

ويتمنى عبدو أن تؤثر هذه الرسالة في جميع الليبيين “أن نجتمع من كل ليبيا وننسى كل خلافاتنا ونرميها وراء ظهورنا، ونجتمع على حب الوطن ليعم السلام، هذه من أسمى وأرفع الرسائل التي حملتها البطولة، وعبرت عنها زوارة برقي أهلها، وروحهم العالية التي أشعرتنا بأننا أبناء وطن وأسرة واحدة”.

أوسو موسم صيفي اسم أوسو الذي أطلق على البطولة هو اسم أمازيغي يسمى به موسم معين من فصل الصيف، وهي بالتحديد أيام معينة من شهر آب/أغسطس كل عام يتميز فيها البحر باعتداله ودفئه في الصباح الباكر، وقد اشتهر هذا الموسم عند أمازيغ زوارة بأنه أنسب أيام الصيف للعلاج والاستفادة من البحر، وقد سميت عدة مهرجانات وبطولات في المدينة بهذا الاسم تزامناً مع موسم أوسو.

“سنعود ثانية مع رفاقنا..” هذا ما وعد به خوان جالفي لاعب المنتخب الإسباني وهو يودع الجمهور، وقال لـ”مراسلون” بأنه سيخبر رفاقه من المنتخبات الدولية الأخرى عن روعة وجمال هذه البطولة، وسيدعوهم ويشجعهم على المشاركة في الدورة القادمة، “وسآتي طبعاً برفقتهم” يؤكد مبتسماً.