منذ سنوات، ومع بداية كل فصل صيف، يتجدد الأمل لدى أهالي محافظة  قنا في إعادة فتح حمام السباحة الاوليمبي الذي تم إغلاقه منذ أكثر من عشرين عاما نتيجة أخطاء فى تنفيذه، عقب تشغيل لفترة دامت 6 سنوات. لكن حمام السباحة ظل مغلقا.

وفي طقس تتجاوز درجة حرارته الأربعين لجأ شباب المحافظة  طوال فترة الصيف إلى الشواطئ الشعبية التي قاموا بتمهيدها على ضفتي  نهر النيل هرباً من حرارة الجو التي تتميز بها محافظات جنوب الصعيد.

منذ سنوات، ومع بداية كل فصل صيف، يتجدد الأمل لدى أهالي محافظة  قنا في إعادة فتح حمام السباحة الاوليمبي الذي تم إغلاقه منذ أكثر من عشرين عاما نتيجة أخطاء فى تنفيذه، عقب تشغيل لفترة دامت 6 سنوات. لكن حمام السباحة ظل مغلقا.

وفي طقس تتجاوز درجة حرارته الأربعين لجأ شباب المحافظة  طوال فترة الصيف إلى الشواطئ الشعبية التي قاموا بتمهيدها على ضفتي  نهر النيل هرباً من حرارة الجو التي تتميز بها محافظات جنوب الصعيد.

أهالي قرى محافظة قنا المطلة على نهر النيل خلقوا شواطئ ومتنزهات لهم على ضفاف النهر الممهدة للنزول بكل قرية (عددها تسع قرى) بداية من ابوتشت شمال المحافظة حتى قوص جنوباً. هكذا يقضون نهاراتهم على النهر إلى أن يحين موعد صلاة المغرب. كما هو الحال مثلا في منطقة “رجال الجميزة “، نسبة إلى شجرة جميز عملاقة على شاطئ النيل، حيث يتوافد إليها فى الهاربون من الحر ساعات النهار وتتحول إلى أماكن تعج بالشباب والأطفال وكبار السن.

الحل الوحيد

يقول وافي عباس علي من قرية الحميدات التابعة لمركز قنا، إن “النيل بالنسبة لنا هو الحل لمواجهة الحر مع تجاهل مديرية الشباب والرياضية حاجة الشباب إلى ممارسة رياضة السباحة، وتركها أكبر حمامات السباحة مهجورة”.

نيل القرى، لم يعد مكاناً للاستحمام فقط، بل أن البعض من الباعة الجائلين يتخذه أيضا مكاناً لكسب الرزق من خلال بيع المسليات مثل الترمس والبليلة والحمص الشامي، للشباب الذين يقبلوا على الاستحمام. كما يأتي إلى الشواطئ الشعبية باعة التمر هندي والعرق سوس لري ظمأ رواد الشاطئ وخاصة فى الأماكن المكتظة مثل منطقة رجال الجميزة أو شاطئ السعدية بجوار شركة المياه الصرف الصحي أو شاطئ قرية في نجع حمادي أو شاطئ الموردة بقرية الجزيرة التابعة لمركز قوص.

العم طايع عباس، بائع متجول، يقول إن كثيرا من الأهالي لا يستطيعون تلبية طلبات أبنائهم في الذهاب إلى الشواطئ في الإسكندرية أو الغردقة فيذهبون إلى ضفاف نهر النيل، وهناك يشترون لهم أكياس التمر والترمس. 

ويعد الصيف بالنسبة للباعة الجائلين أكثر المواسم إدراراً للربح خاصة على الشواطئ. “فكلما زادت درجة الحرارة زاد دخلي اليومي وإقبال الناس على بضاعتي لروي ظمأهم بالمشروبات المثلجة” يعلق العم طايع.

علموا أبنائكم السباحة

لم يقف استغلال النيل عند حد الهروب من حرارة الجو بل تجد الآباء يصطحبون أبناءهم لتعليمهم السباحة على تلك الشواطئ. وهنا يقول الحاج عمران شحاته، والذي يبلغ من العمر 60 عاماً، أحد أهالي قرية الجزيرة بقوص، أنه اعتاد منذ صغر سنه، الذهاب مع والده ليتعلم السباحة في النيل، عملاً بوصية النبي الكريم “علموا أولادك السباحة والرماية “، “لذا أقوم بتعليم أولادي السباحة كما علمني أبي من قبل في النيل، حتى لا أقلق عليهم إن اضطروا إلى مواجهة ارتفاع حرارة الجو بالذهاب إلى نهر النيل خاصة في شهر رمضان”.

ويقول على طه 25 سنة، سائق من قرية الترامسة إن التفكير فى السفر إلى المناطق الساحلية يحتاج إلى ميزانية كبيرة لذا نلجأ إلى السباحة في مياه نهر النيل وذلك للتخفيف من حدة الشعور بالحرارة والرطوبة المرتفعة. 

مناطق منفصلة للنساء

الحاجة فاطمة (60 عام) تحرص على اصطحاب زوجات أبنائها الثلاثة من قرية “الجزيرية ” التابعة لمركز قوص لقضاء يوم فى المنطقة المخصصة للسيدات والتي “من العيب على الراجل الاقتراب منها أثناء تواجد النساء بها” تقول، وهو نوع من العرف المتبع فى الشواطئ الشعبية، ففي كل قرية هناك منطقة مخصصة لهنّ.

ورغم ما يتردد عن تفشى الأمراض من مياه النيل قالت “مافيش أمراض ولا حاجة، أنا باجي مع زوجات أبنائي ومن قبل مع بناتي مرتين فى الشهر وبناخد أكلنا معانا وساعات بنصطاد سمك ونشويه على الشط ومافيش أي عدوى ولا مرض”.

لكن عائشة فرج، ربة منزل، تأتي بصحبة أطفالها رغم أن المياه كما تقول “مش نضيفة ومليانة طين، لكن كله يهون عشان رخص المصيف.. وده بصراحة اللى بيشجعنا إننا نيجي”.

مجرد وعود

ويناشد أهالي مدينة قنا وزير الشباب والرياضية النظر إلى الحمام خاصة أن المحافظة تشهد فى فصل الصيف عدد كبير من حوادث الغرق فى نهر النيل والترع نتيجة هرب الشباب إليها وعدم وجود متنفس بديل لهم.

بيد أن محمد فنجري، وكيل وزارة الشباب والرياضة بقنا قال إن المديرية لم يصلها أي أجراء رسمي بتطوير وإعادة فتح الحمام على الرغم من تكليف الوزير للمكتب الاستشاري  الهندسي بجامعة القاهرة بإعداد تقرير عن الحمام تهميداً لصيانته وإعادة تشغيله خاصة وأنه يقع على مساحة فدان بإستاد قنا الرياضي.

وكان خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة  قد وعد أثناء زيارته الأخيرة لمحافظة قنا قبل نحو عام باستكمال إنشاء حمام السباحة الأوليمبي المتوقف عن العمل منذ عشرين عاما، مطالبا مسؤولي المركز بالمتابعة الدورية مع الوزارة لإنهاء استكمال الإنشاء، خصوصاً أن الحمام يعد من أكبر حمامات السباحة في محافظة قنا.

يذكر أن الحمام الاوليمبي بإستاد قنا الرياضي تم إنشاؤه فى 1992 على مساحة فدان بتصميم عالمي، ويضم ثلاثة أحواض متدرجة فى مستوى العمق وتم تشغيله لمدة 6 سنوات ،حتى تبين وجود خطأ فى تصميم الأحواض فصدر قرار بإغلاقه عام 1996.