بعد أربعة أشهر من الإعلان الصاخب الذي صاحب ولادته، يبدو مشروع العاصمة المصرية الجديدة الآن مترنحاً بين لغط صاخب وصمت حرج.
فوضى من التقارير المتضاربة عن احتمالات لإلغاءٍ للمشروع، وصعوبات تقنية تواجهه، ومشاكل في التمويل، وإعفاء للشركة المنفذة، شهدتها تلك الفترة، ليعقبها فيما بعد حالة من الصمت القسري بعد حظر إعلامي فرضته الحكومة.
بعد أربعة أشهر من الإعلان الصاخب الذي صاحب ولادته، يبدو مشروع العاصمة المصرية الجديدة الآن مترنحاً بين لغط صاخب وصمت حرج.
فوضى من التقارير المتضاربة عن احتمالات لإلغاءٍ للمشروع، وصعوبات تقنية تواجهه، ومشاكل في التمويل، وإعفاء للشركة المنفذة، شهدتها تلك الفترة، ليعقبها فيما بعد حالة من الصمت القسري بعد حظر إعلامي فرضته الحكومة.
إلا أن الصخب تجدد لاحقاً إثر تصريح اللواء كمال الوزيري رئيس أركان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة الذي ذكر أن الحكومة ستبدأ في بناء العاصمة الجديدة بعد الانتهاء من افتتاح توسعة قناة السويس.
وبرغم العديد من التعليقات السلبية التي حفلت بها أوساط المتخصصين ومواقع التواصل الاجتماعي قبل وبعد الحظر، وبرغم الفشل المتكرر لمشروعات المدن الجديدة في مصر، إلا أن الحكومة حافظت على سمتها المتفائل في الترويج للمشروع و فكرته.
عالم مفرط التنظيم
ظهر جلياً جانب من هذا التفاؤل في العرض التقديمي للمدينة الجديدة خلال مؤتمر دعم وتنمية الإقتصاد المصري في آذار/مارس الماضي. إذ لم يقتصر العرض على تقديم المدينة الجديدة، بل اشتمل كذلك على خرائط تخيلية لمصر -تم إنجازها بواسطة فوتوشوب- تظهر فيها صحراء مصر الغربية مغطاة برقعة زراعية ضخمة تمثل بحسب مصطفى مدبولي وزير الإسكان ما سيكون عليه “شكل مصر في القرن الثاني و العشرين”.
ويوضح مدبولي في فقرة سابقة أن المدينة الجديدة ما هي إلا جزء من “مخطط استراتيجي قومي” يجمع في خريطة واحدة كل المدن الجديدة التي تم تنفيذها منذ نهاية السبعينات إلى الآن فضلاً عن مشروعات تطوير منطقة قناة السويس، و تطوير منطقة توشكى، ومشروع المليون فدان و غيره، جنباً إلى جنب مع العاصمة الجديدة، بحيث تشكل تلك المشروعات معاً مشروعاً واحداُ عملاقاً يملأ فضاء القطر المصري على الخريطة.
على صعيد آخر يظهر الفيديو الدعائي المصاحب للعرض مقاطعاً متفرقة تظهر في مجملها مشاهداً افتراضية مقترحة من الحياة اليومية للمدينة فإذا هي متنزهات خضراء واسعة، وصروح معمارية تعكس صورة عن دبي، بينما سكان المدينة الافتراضيون هم شباب يتحركون بخفة و مرح في مقدمة المشهد.
لا تقدم هذه الخرائط والرسومات والصور والفيديوهات تصوراً مقترحاً عن المدينة وحسب. هي تقدم بالأحرى رؤية نهائية لعالم كامل. ولا يمتاز العالم الذي تعد به هذه الخرائط والصور عن عالمنا الحالي فقط بكونه أكثر جمالاً أو خضرة. إن ما يميز هذا العالم الموعود على وجه الدقة هو كون ذلك العالم مفرط التنظيم، بحيث يخضع فيه كل شيء بدءاً من التصورات الكبيرة وصولاً للتفاصيل الصغيرة إلى خطة واحدة، والتي بالرغم من كونها مثل سائر الخطط تعتمد على شيء من التجريد، إلا أنه يفترض فيها الإحاطة بكافة الحقائق.
صورة ذات مفعول سحري
في مقابل ذلك، لم يقدم عرض المدينة الجديدة أي شواهد بشأن قابلية هذا العالم للتحقق. غاب عن العرض أي تساؤل جدي عن الجدوى الاقتصادية للمدينة، أو أي تشكك في أن تلقى مصير سابقاتها من المدن الجديدة، أو حتى حديث عن تفضيلات سكان المدينة المستقبليين.
فقط اشتمل العرض على خرائط وصور لذلك العالم الافتراضي الكامل، والتي بالرغم من كونها رسوم غير واقعية، إلا أنها كانت كافية ليس فقط لإقناع المشاهدين بقابلية هذا العالم للتحقق، بل حتى لإقناعهم بتحقق هذا العالم بالفعل بمجرد مشاهدتهم العرض.
بدت الخرائط والصور كما لو كانت تمتلك مفعولاً سحرياً يمكّن الجمهور المنبهر من استبطان الخيال والتعامل معه بوصفه حقيقة واقعة ضمناً. فارتفعت أسعار العقارات في محيط موقع المدينة الجديدة بعد دقائق معدودة من انتهاء المؤتمر الصحفي. وفي المساء امتلأت البرامج الحوارية بأسئلة عن مزايا ومشاكل العيش في المباني المرتفعة. و تسابق الجمهور إلى معرفة إمكانية حجز وحدات سكنية مسبقاً. وجد الجمهور نفسه منخرطاً في مناقشة تفاصيل الحياة في المدينة الجديدة وكأنها موجودة بالفعل . تلك المدينة التي لم تزل في واقع الأمر مجرد صورة. التبس إدراك المشاهدين لفضاء الصورة مع إدراكهم لواقع الزمان و المكان. فكيف أمكن لهذا أن يحدث؟
سلطة مطلقة على الواقع
تكمن الإجابة على هذا السؤال في التقنيات المتبعة لإنتاج هذه الصورة. يوظف معماريو اليوم عدداً من المهارات التي تتماس مع التصوير الفوتوغرافي والجرافكس ثلاثي الأبعاد والمؤثرات السينيمائية لإنتاج عوالم افتراضية تحاكي الواقع بكل تفاصيله من مبان و شوارع وسيارات و أشجار ومارة إلخ. كلها تم اقتطاعها من سياقاتها ودمجها معاً لتشكل كلاً افتراضياً شديد التفصيل: تجمعات ضخمة من البكسلات التي تخبر -تماماً كما في حالة العاصمة المصرية الجديدة- عن عالم كامل وليس مجرد رؤية معمارية.
إذا نظرنا لتلك الصور المعمارية بوصفها تجمعات من البكسلات، سنجد أنها في واقع الحال ليست إلا عناصر صورية غير متسقة ومفارقة للواقع الذي تصوره. ومهما بلغت دقتها فهي لا تزال ناقصة. إلا أنها في الوقت ذاته تستخدم لمناقشة التصميمات، مفاوضات العقود، بيع و شراء العقارات، كما أنها يمكن أن ترتقي في بعض الحالات لمصاف المستندات القانونية التي يعتمد عليها خبراء القانون في تحكيم النزاعات.
كون هذه الصور تعبير مفصل عن تصميم ذلك العالم المستقبلي فهذا يعطيها سلطة على العالم الحاضر ويكسبها بعداً مادياً غير أصيل فيها بالضرورة.
في حالة العاصمة الجديدة، تكتسب الخرائط والرسومات والصور سلطة مطلقة على الواقع من خلال إلمامها بكافة تفاصيل العالم المستقبلي الموعود الذي تبشر به، سواء من المنظور الأشمل للخريطة أو المنظور التفصيلي لمشاهد الحياة اليومية في المدينة. كل شيء في هذه الصور ينطق بسلطة ذلك العالم المستقبلي على عالمنا الحالي. سلطة خارجة عن زماننا و مكاننا الحاضر، مثلها كمثل معماري حداثي، ترى عالمنا عن بعد كصورة يجري إعادة رسم تفاصيلها بشكل كلّي.
الحاكم- الفنان
هذا المنطق الرسومي الغالب على خطط الحكومة لرسم/تصميم صورة جديدة لمصر يحمل آثاراً من النظرية الحضرية الكلاسيكية التي سادت في أواخر القرن التاسع عشر كما يحمل أثراً من أفكار الألماني بوريس جرويس عن الحاكم-الفنان، التي ترى في الحزب الشيوعي إبان حكم ستالين فناناً وتجعل من روسيا نفسها مادته الفنية، بحيث يصبح هدف الحاكم-الفنان هو إعادة خلق روسيا نفسها بشكل مثالي.
تتشابه هذه الفلسفات في اعتمادها على التفاؤل القطعي الذي يرى في التخطيط العمراني وسيلة فاعلة للهندسة الاجتماعية، ومن حيث تبنيه لطروحات جذرية لما سيكون عليه شكل المدينة والمجتمع. تلك الطروحات التي عادة ما يعبَر عنها بدلالة مباديء عامة أو رسومات أو خرائط أو صور، بحيث يكون المجتمع في هذه الحالة مادة صماء لا معنى و لا هدف لها إلا من خلال تلك الرسومات والصور التي عادة ما ترسمها يد الحاكم الطليعي.
لكن إن شئنا المزيد من التخصيص، يمكننا أن نرى بوضوح أن جذور تلك الممارسات الرسومية التي تستبدل الواقع بصورة ما ينبغي أن يكون عليه الواقع تقع بشكل أكثر تحديداً فيما أسماه المنظر السياسي والمؤرخ الأمريكي تيموثي ميتشل بالتمثيل Representation.
الكلمة هنا لا تشير إلى مجرد الاستعارة أو التصوير. فالتمثيل عند ميتشل هو مجموعة من الممارسات الاجتماعية التي تهيئ بنية العالم بشكل يبدو فيه كما لو كان منقسماً بشكل مطلق إلى صور و واقع، بحيث تصبح واقعية الواقع نفسها مرتهنة بما ستخبر به الصور و المخططات.
وعليه فإن إضافة المزيد من اللون الأخضر على خريطة صحراوية أو حتى تصوير عوالم تخيلية كاملة أو غيرها من الممارسات المشابهة تعدو عن كونها مجرد إحالات بصرية.
واقع الحال إن تلك الممارسات تسبغ المعنى بل و تمنح الوجود المادي لما تحويه تلك الرسوم.
من خلال التمثيل يصبح العالم التخيلي الموجود في هذه الصور ببساطة موضوعاً للمعرفة والنقاش أكثر من الواقع ذاته.
مخططات لمشاريع فاشلة
قد يتساءل البعض، وماذا يضير في ذلك؟ وإذا ما أصبح ذلك العالم الخيالي أمراً واقعاً، ألن يكون ذلك أمراً جيداً؟
الإجابة: لا.
بحسب هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة باشرت الحكومة المصرية بدءاً من العام 1976 إنشاء عدد من المدن الجديدة وصل مجموعها الآن إلى 27 مدينة. أهم تلك المدن هي مدينة السادات التي تم تخطيطها عام 1978 في موضع يتوسط المسافة بين القاهرة والأسكندرية لتكون عاصمة إدارية جديدة بديلة عن القاهرة و لتكون رمزاً لجهود السادات في “رسم خريطة جديدة لمصر”.
و بالمثل، خططت تلك المدن الجديدة جنباً إلى جنب مع عدد من مشروعات البنية الأساسية العملاقة -التي شهد بعضها حوادثاً للتهجير القسري- و كانت من المفترض أن تعيد هندسة الواقع العمراني والاجتماعي والديموغرافي لمصر وفق تصور مسبق عن عالم مثالي. لكن على أرض الواقع جاءت الصورة مختلفة.
فهذه المخططات، وبالرغم من تنفيذها بدقة بحسب التصور المعلن، لم تنجح في دفع التنمية الاقتصادية، كما فشلت في تحقيق التغيير الاجتماعي المأمول، وبالكاد استطاعت بعض تلك المدن جذب هامش بسيط من تعدادها السكاني المستهدف.
باختصار، بعكس الصورة، جاءت حقيقة العالم الموعود مخيبة للآمال بحيث فضل الكثيرون البقاء في عالمهم الحالي عن الرحيل إلى العالم المثالي بعد تنفيذه.
السؤال إذن، لماذا تصر الحكومة على تكرار الخطأ مرة أخرى؟
الإيمان المجرّد بالرسوم
يصور العمراني والمؤرخ ديفيد سيمز في كتابه الأخير عن تجربة مصر في بناء المدن الجديدة الحكومة المصرية ككيان شديد التعقيد يفتقر إلى حسن التدبير في ذات الوقت بالشكل الذي قد يدفع الحكومة إلى تكرار نفس الأخطاء التي تعرفها بدلاً من التجريب والمخاطرة بالوقوع في أخطاء جديدة لا تعرف كيفية معالجتها.
وبالرغم من أن هذه الفرضية تبدو مؤرقة، إذ تخنزل الحكومات المصرية المتعاقبة عبر نصف القرن الماضي إلى كيان واحد بسيط وهي بالتأكيد ليست كذلك، إلا أنه يمكننا الاستفادة من أحد أوجهها في سياق هذا المقال.
فإذا سلمنا جدلاً بوجود ذات افتراضية داخل الجسد الحكومي المصري، وافترضنا وجود قناعة مستقرة لدى هذه الذات بأن هذه المخططات الكبرى بالرغم من فشلها لم تزل منطقية، لأمكننا أن ندلف إلى الميتافيزيقا التي تملي ضرورات التخطيط الفراغي في مصر .
بالتأكيد هذه “الذات” غير موجودة فعلياً، وإنما تعبر الكلمة عن مجمل الروح الحاكمة للجسد البيروقراطي. تلك الروح التي يمكن أن نلمسها في تصريح لأحد مسؤولي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة حيث يقول “يجب أن نكمل مخططاتنا. لا يجب أن ننتظر لنرى إذا ما كان السكان سيأتون أم لا، فهم سيأتون لا محالة” (١).
في هذا الإيمان المجرد بالرسوم تجد تلك الذات مادتها الأولية. يعكس التصريح درجة من التدين الخاضع لسطة الصورة، ما يجعل من مخططات الحكومة المصرية لإعادة هندسة فضاء الإقليم بشكل عام، وخططها المتكررة لنقل العاصمة بشكل خاص – بحذافيرها وأخطائها – ممارسة طقوسية أكثر من كونها تكراراً لأخطاء مضت . ممارسة تتعامل مع الرسم كفعل من أفعال الحكم.
تنظر السلطة إلى الواقع الحاضر في هذه الحالة بوصفه ماضٍ قيد التغيير، بينما تنظر إلى المستقبل الذي تنبيء عنه الصور والمخططات كحقيقة قيد الحدوث تحل باستمرار محل الواقع الحاضر.
فلا عجب إن كانت الرسومات في نظر مسؤولي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هي أهم وأصدق وأوقع من الواقع ذاته، ذلك الواقع الذي لا يجب الالتفات إليه، لأن ما يهم هو استكمال تنفيذ المخططات. إن الممارسة المستمرة لرسم صورة “العالم كما ينبغي أن يكون” تولد سلطة تعتمد على استدامة مشروع رسومي، تتموضع فيه السلطة دائماً خارج العالم الذي تنوي إعادة رسمه وبالتالي حكمه.
السلطة من خارج المخطط
تشير فرحة غنّام البروفيسورة في سوارثمور كوليدج إلى فكرة مشابهة حين تشرح أفضلية التعامل البصري مع التنمية في الخطاب الحكومي الرسمي. يظهر ذلك بشكل خاص في الاستخدام الحكومي المكثف لاستعارات تكرس القاهرة باعتبارها “وجهاً للجسد المصري الذي تنبغي العناية به وتنظيفه وتجميله” (٢) بشكل يبدو معه هذا الوجه كما لو كان بلا ذات تمكنه من العناية بنفسه. فهذا الوجه في حقيقة الأمر ليس إلا صورة.
كذلك يلمح البروفيسور صلاح الشخص في مناقشته لفشل نقل العاصمة الإدارية إلى مدينة السادات جانباً من هذا المشروع الرسومي، إذ أن وزارة التنمية و المجتمعات الجديدة إبان وضعها لمخطط لنقل الوزارات والهيئات الحكومية للمدينة الجديدة رفضت هي نفسها الانتقال (٣)، في إشارة إلى أن اليد التي ترسم المخطط لا يمكن أن تكون جزءاً منه، فتلك اليد تمارس سلطتها دائماً من خارج المخطط (٤.
هذه السلطة الرسومية ليست فقط تراثاً من مخلفات الحداثة. فالكتلة الحضرية لمصر تشكلت تاريخياً كشبكة مصطنعة من مشروعات البنية الأساسية التي نتجت كرد فعل تلقائي جراء الاعتماد المضطرب على نهر النيل كمورد أوحد للمياه، ما يجعل من أي محاولة لممارسة السلطة السياسية بمعزل عن إعادة تخطيط البنية الأساسية أمراً غير ذي جدوى.
واقع الأمر أن تاريخ المعمور من أرض مصر يمكن كتابته كتاريخ لمشروعات الري والهيدروليكا، ما يجعل من مصر ذاتها في نظر التاريخ مشروع معماري متصل: سلسلة من الرسومات والمخططات المعمارية التي تهدف إلى التحكم في استخدام الماء وتنظيم العمران من حوله. و عليه، إن كان المستهدف من أي مشروع للدولة الوطنية في مصر هو تحقيق شكل من أشكال النظام في فضائها المادي واللامادي، يصبح لزاماً على هذا المشروع الوطني أن يكون رسومياً، أي أن يتم التعبير عنه و عن شكل النظام الذي يبتغيه كمادة بصرية.
وبالتالي فإن اهتمام الحكومة المصرية المتزايد بإنتاج الخرائط التخيلية والتصورات المعمارية وعروض الفيديو وغيرها قد يكون ملمحاً من ملامح حملة ناجحة للعلاقات العامة، لكنه في أغلبه أيضاً وجه لطريقة الحكم في مصر. فتلك المخططات والرسومات والخرائط والصور والفيديوهات التي تصور رؤى عظيمة للمستقبل لا تصدر عن النظام الحاكم بقدر ما تصنع هي قوام الحكم.
حواشي:
١) العبارة مذكورة في David Sims, Desert Dreams, p.126
٢) Farha Ghannam, Remaking the Modern, p.31
٣) Salah El-Shakhs, Sadat City, Egypt And The Role Of New Town Planning In The Developing World, in Journal of Architectural and Planning Research, Autumn 1994, pp. 243-244
٤) بحلول العام 1979 كان قد تم بالفعل الانتهاء من إنشاء مباني الوزارات و الهيئات الحكومية في العاصمة المزمعة ، إلا أن مبادرة السادات المفاجئة بالذهاب إلى تل أبيب في نوفمبر من نفس العام و التي باغتت الرأي العام المصري ، جعلت من الضروري استرضاء قطاعات واسعة من العاملين في القطاع الحكومي , و لاسيما في وزارة التخطيط , التي فيما يبدو قايضت ترحيبها باتفاقية السلام مع إسرائيل في مقابل عدم انتقال موظفيها بعيداً عن العاصمة القديمة. (الكاتب)