اندلعت الاشتباكات بحي الطيوري (جنوب شرق مدينة سبها في الجنوب الليبي) في 15 يوليو/ تموز الجاري، دون أن تعرف الأسباب الحقيقية وراءها، وإن كان الاعتقاد السائد أن المعارك المتفاقمة بين قبيلتي التبو والطوارق في منطقة أوباري القريبة من سبها هي أحد أهم أسباب الاشتباك اليوم في المدينة.

وقال رئيس المكتب الاعلامي لمركز سبها الطبي أسامة الوافي لـ “مراسلون” إن المركز استقبل أكثر من ثلاثين قتيلاً منذ بدء الاشتباكات وحتى يوم الأربعاء 22 تموز/ يوليو، مضيفاً أن المركز دفن بالتعاون مع النيابة العامة 12 جثة بينها أربعة من ضحايا اشتباكات الطيوري.

اندلعت الاشتباكات بحي الطيوري (جنوب شرق مدينة سبها في الجنوب الليبي) في 15 يوليو/ تموز الجاري، دون أن تعرف الأسباب الحقيقية وراءها، وإن كان الاعتقاد السائد أن المعارك المتفاقمة بين قبيلتي التبو والطوارق في منطقة أوباري القريبة من سبها هي أحد أهم أسباب الاشتباك اليوم في المدينة.

وقال رئيس المكتب الاعلامي لمركز سبها الطبي أسامة الوافي لـ “مراسلون” إن المركز استقبل أكثر من ثلاثين قتيلاً منذ بدء الاشتباكات وحتى يوم الأربعاء 22 تموز/ يوليو، مضيفاً أن المركز دفن بالتعاون مع النيابة العامة 12 جثة بينها أربعة من ضحايا اشتباكات الطيوري.

يؤكد رئيس قسم التحري والضبط بمركز شرطة القرضة يحيى شوايل، أن أغلب من سقطوا في هذه الاشتباكات لم يكونوا من المقاتلين، وأن القتال اتسم في غالبه بالعنف، حيث استخدمت فيه الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وأضاف شوايل في تصريح لـ”مراسلون” أن قذائف الهاون العشوائية سقطت على منازل المواطنين في حي الطيوري وبعض المنازل بحي الثانوية، وأن الجهات الأمنية أجلت بعض العائلات التي تضررت منازلها.

حركة النزوح

شهد الحي الواقع على مقربة من مطار سبها الدولي، ويبلغ تعداد سكانه حوالي 15 ألف نسمة، نزوح العشرات من العائلات إلى داخل المدينة.

وتقول مسؤولة النازحين بمدرسة عائشة أم المؤمنين عائشة التارقي، إن أكثر من 200 عائلة نزحت من الحي إلى مدارس بحي المنشية وإن بعضها نزح إلى المزارع المجاورة بعد أن استقبلهم أصحابها.

وتضيف التارقي أن أغلب النازحين خرجوا من بيوتهم دون أن يحملوا معهم حتى حاجياتهم الشخصية، يفترشون الممرات بين الفصول الدراسية وساحات المدارس وسط انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة.

ويوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر فرع سبها محمد ابوخزام لـ”مراسلون”، أن الهلال الأحمر أرسل لجانه المختصة لتقوم بزيارة أماكن تجمع النازحين في المدارس والمزارع للوقوف على احتياجاتهم وحصر أعدادهم والتنسيق لتوفير احتياجاتهم من رعاية طبية ومواد أساسية.

عدوى أوباري

يقول عضو جمعية أبناء الصحراء التباوية سليمان كوصو لـ”مراسلون”، إن الاحتقان في الحي “تولد بعد تفاقم المعارك في أوباري؛ وأن أخبار الحرب والمعارك هناك انعكست بشكل سلبي على مزاج التبو والطوارق في الحي، ما جعل الأوضاع قابلة للاشتعال مهما كانت أسبابه بسيطة” حسب قوله.

وأوضح كوصو أن عدداً من عائلات التبو القاطنة بحي طيوري نزحت إلى داخل المدينة فراراً من الاشتباكات وإطلاق النار العشوائي، وأغلبهم استقر في منازل أقارب لهم داخل المدينة.

أما عضو منظمة إيموهاغ المعنية بالتراث التارقي عبدالرحمن امارق فقد أوضح في حديثه لـ”مراسلون” أن بعض الأسر التارقية التي نزحت من أوباري إلى سبها استقر بعضها عند أقارب لهم في الطيوري؛ وكانت “قصص مآسي الحرب وآثارها الإنسانية حاضرة دائماً في أحاديثهم؛ وينطبق الحال على التبو الذين يتواصلون بشكل دائم مع أبناء عمومتهم في المنطقة” ما سبب في اشتعال الحرب في اعتقاده.

هدنة واختراق

من جهة أخرى نجحت جهود الأعيان بفرض هدنة بين الطرفين ليلة العيد، دخلت حيز التنفيذ ثاني أيام العيد، أهم بنودها كان سحب المسلحين من الشوارع بحي الطيوري، والسماح للعائلات النازحة بالعودة وتأمين السبل لتحقيق ذلك.

إلا أن الهدنة تم خرقها صباح الإثنين 20 تموز/ يوليو، بعد تجدد القصف المتبادل بين الطرفين وسقوط قذائف هاون على منازل المواطنين.

من جهته أوضح عضو مجلس الحكماء والأعيان عبدالحميد الزيداني، أنه هناك مساعٍ لتفعيل الهدنة وإعادة الالتزام بها من الطرفين، مؤكداً أن الأعيان والحكماء يجتمعون مع قيادات من التبو والطوارق في داخل حي طيوري سعياً لإعادة وقف إطلاق النار، ويضيف الزيداني أنه يتوقع إحياء الهدنة خلال الأيام المقبلة في حال توافق الجميع على ذلك.

وتبقى آمال أهالي سبها معلقة على أن تنجح الهدنة وتخفف بعضاً من مشاكل المدينة الأمنية التي تشهدها منذ عام في صورة ارتفاع معدلات جرائم القتل والسطو المسلح والقتل العشوائي.