مع خيوط الفجر الأولى تستفيق زينة التي تقيم في قفصة لتبدأ نهارا غير عادي، استعدادا للاحتفال بعيد الأموات من خلال زيارة القبور والدعاء والتصدق بالمال ترحما على الأموات.
كعادتها تحرص زينة ستينية كل سنة على إتمام التدابير الخاصة للاحتفال بعيد الأموات، وهو طقوس تداول الأجداد الأوائل على الاحتفاء بها في محافظة قفصة بالجنوب التونسي منذ قديم الزمان.
تبدأ زينة في الصباح الباكر بتنظيف جميع أركان منزلها قبل أن تطلق ضبابا من البخور الذي تقول إنها لا تستغني عن استعماله في هذه المناسبة “لاستقبال الملائكة وطرد الشياطين”.
مع خيوط الفجر الأولى تستفيق زينة التي تقيم في قفصة لتبدأ نهارا غير عادي، استعدادا للاحتفال بعيد الأموات من خلال زيارة القبور والدعاء والتصدق بالمال ترحما على الأموات.
كعادتها تحرص زينة ستينية كل سنة على إتمام التدابير الخاصة للاحتفال بعيد الأموات، وهو طقوس تداول الأجداد الأوائل على الاحتفاء بها في محافظة قفصة بالجنوب التونسي منذ قديم الزمان.
تبدأ زينة في الصباح الباكر بتنظيف جميع أركان منزلها قبل أن تطلق ضبابا من البخور الذي تقول إنها لا تستغني عن استعماله في هذه المناسبة “لاستقبال الملائكة وطرد الشياطين”.
وتعتقد هذه المرأة كغيرها من النساء بأنّ الاحتفال بعيد الأموات ليلة السابع والعشرين من رمضان هو مناسبة روحانية مقدسة بدعوى أن أرواح الأموات من السماء لتزور أهلها وأحبتها.
وتقول لمراسلون “الأرواح لا تفارق أهلها إلى الأبد فهي تنزل في هذه الليلة المباركة من السماء لملاقاة ذوييها وهي الآن بيننا لذلك يجب علينا طلب رضاها وحسن استقبالها والدعاء لها”.
ومن الأشياء التي دأبت زينة على إعدادها للترحم على الأموات من أهلها طبق الكسكسي الذي تعدّه على أساس أنه وليمة للأموات ثم تتصدق به على الفقراء والمساكين والصغار من أجل نيل دعاواتهم.
ويتذكر المصور هيثم عبيدي المقيم بمحافظة قفصة كيف كانت كل العائلات تطبخ في عيد الأموات الكسكسي باللحم لتوزيعه على الصغار والمحتاجين حتى يأكلوا منه ويترحموا على الأموات.
ويقول “عندما كنا صغارا كنا نجوب الشوارع والأزقة مرددين عبارة “الله يرحم من مات ويرزق من عاش” وندق الأبواب للظفر بأطباق الكسكسي اللذيذ وما تيسر من حلويات توزعها العائلات بسخاء”.
من جهتها تقول الشابة فاطمة (27 عاما) إنها تحرص سنويا على زيارة قبر والدها منذ أن وافته المنية قبل خمس سنوات، مؤكدة بأنّ الاحتفال بعيد الأموات ليلة السابع والعشرين من رمضان له نكهة خاصة.
وتضيف “أشعر بأننا نلتقي مجددا بأرواح آبائنا في هذه المناسبة المباركة لذلك ترى أهالي قفصة يولون اهتماما مميزا بهذه المناسبة اعتقادا منهم في أن أرواح الأموات تعود إلى أهلها وذوييها”.
وتعج مقابر محافظة قفصة بالكثير من الزوار من النساء والرجال الذين قدموا من كل صوب وحدب سعيا منهم إلى الدعاء على الأموات بالرحمة والغفران والتواصل معهم روحانيا.
أمنة عوادي ناشطة حقوقية ونقابية التقاها موقع “مراسلون” بمقبرة سيدي بن يعقوب في محافظة قفصة حيث تقوم ببعض الطقوسات التي قالت إنها دأبت كل عام على ممارستها لتكون بين أهلها في عيد الموتى.
وغير بعيد عنها تجلس فاطمة بجانب قبر والديها حيث أشعلت بعض الشموع وتلت بعض الآيات القرآنية والدعاء عليهم بالخير. وتقول “الشوق للقاء الغائبين يأخذنا للمقابر في هذا اليوم للتواصل معم والدعاء لهم إننا نشعر بأن الأموات لا يفارقوننا”.