حسين معيز مهرّب لطالما التصقت به تهم خطيرة بدءا بتهريب المخدرات والاتجار بها وصولا إلى ضلوعه بأعمال إرهابية مسلّحة.
ولطالما كان هذا الاسم على قائمة المطلوبين أمنياً، لكنه كان في الوقت نفسه شبحا مستعصيا على قوات الأمن بفضل قدرته اللافتة على الهرب والإفلات من قبضتهم في اللحظة المناسبة.
هادئ الطبع
حسين معيز مهرّب لطالما التصقت به تهم خطيرة بدءا بتهريب المخدرات والاتجار بها وصولا إلى ضلوعه بأعمال إرهابية مسلّحة.
ولطالما كان هذا الاسم على قائمة المطلوبين أمنياً، لكنه كان في الوقت نفسه شبحا مستعصيا على قوات الأمن بفضل قدرته اللافتة على الهرب والإفلات من قبضتهم في اللحظة المناسبة.
هادئ الطبع
قبل سقوط النظام السابق في تونس كان حسين يقضّي عقوبة سجنية بتهمة تهريب المخدرات، لكنه نجح في الفرار عقب اندلاع الثورة. فتمكن ذلك الشاب رقيق الملامح ضعيف البنية أن يحكم عقب الثورة أقوى شبكة تهريب بين حدود تونس وليبيا البرية.
وبحسب روايات من أهالي مدينته بن قردان المحاذية لليبيا بالجنوب، تمّ استقطابه في السجن من سجناء متشددين دينيا.
يقول عنه صديق طفولته الصحفي مكي هلال إن “حسين كان هادئ الطبع، دائم الابتسامة وحسن الخلق، احترف الميكانيك ثمّ أصبح مهربا للسلع والمخدرات قبل أن ينضمّ إلى الإرهابيين”.
ورغم إخفاقها لسنوات في اعتقاله نجحت قوات الأمن قبل أسبوع في تعقب حسين الذي انتحر بعد محاصرة منزله في بن قردان على الحدود التونسية الليبية.
أسلحة بالشاحنات
كان حسين حسب رواية مكي محدود التعليم فالتجأ للعمل بأحد ورشات الميكانيك لكن وضعه المادي دفعه للعمل بالتهريب.
وفي فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي ألقي القبض على حسين وزج به في السجن عام 2005 بتهمة تهريب المخدرات.
ولم يلبث أن قضى فترة خمس سنوات في سجن صفاقس جنوبي العاصمة، حتى نجح من الإفلات من عقوبة سجنية لمدة 30 عاماً بعد ثورة 2011.
في خضم ما عاشته البلاد من توترات أمنية وتجاذبات سياسية في تلك المرحلة عاد حسين لسالف نشاطه في التهريب. فاستغل انهيار جهاز الأمن عقب سقوط النظام السابق واندلاع الثورة الليبية في إدخال شاحنات من الأسلحة وزعها على مجموعات وتنظيمات مسلحة في تونس.
وقد ساعدته حنكته في التخفي والهروب ومعرفة مسالك التهريب في البقاء بعيدا عن أنظار الشرطة التي فشلت في الإيقاع به.
وأُطلق على حسين لقب “أمير الحدود” لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة وأسطولا من السيارات رباعية الدفع وسيارتي إسعاف ودرجات نارية.
هجوما باردو وسوسة
علاقاته مع المتشددين في بسط نفوذه في مدينة بن قردان وفي توفير دعم قوي له جعله ينجح في الهرب من الملاحقة الأمنية.
ويقول مكي هلال لـ”مراسلون” إنّ حسين تحوّل بعد فراره من السجن إلى زمرة السلفيين المتشددين رغم أنه لم يكن يوما منهم.
وقد عرف حسين فضلا عن تهريبه لكل أنواع السلع والمخدرات بين الحدود التونسية الليبية بتهريب الأسلحة للإرهابيين.
كما تقول عنه بعض المصادر الأمنية إنه كان متورطا في تسفير شباب تونسي إلى بؤر القتال في العراق وسوريا وليبيا.
لكن المثير أنّ أمير الحدود هذا تورط بحسب الروايات الأمنية في إدخال الأسلحة التي نفذ بها إرهابيون هجمات مؤخرا على متحف باردو ونزل بسوسة راح ضحيتها عشرات السياح.
ورغم سجله الجرمي وإغراقه تونس بالأسلحة والمخدرات كان حسين يتباهى بنشر صوره وصور السيارات رباعية الدفع التي كان يستعملها للتهريب على مواقع التواصل الاجتماعي.
إرهاب وتهريب
رغم التهم الموجهة إليه وبرقيات التفتيش الصادرة ضده يصرّ جزء من أبناء بلدته على أنه “لم يكن على علاقة بالإرهابيين”.
وقد كانت نهاية حسين بداية لحملة اجتماعية دعا فيها نشطاء من مدينة بن قردان الحكومة إلى التفريق بين الإرهاب والتهريب.
وتعيش عائلات مدينة بن قردان الجنوبية على تهريب السلع. وتوفر هذه التجارة ربحا محترما في ظلّ غياب مصادر أخرى للعيش.
ويطالب أهالي بن قردان الحكومة بإيلاء جهتهم العناية التي تستحق في التنمية حتى لا ينساق الشباب العاطل وراء شبكات الإرهاب.