قدرت وزيرة السياحة التونسية حجم الخسائر جراء الهجوم الارهابي على مدينة سوسة بنحو مليار دينار (500 مليون دولار). لكنها أعربت على تفاؤلها بإمكانية خروج قطاع السياحة من مأزقه، مشيرة إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات هامة لدعم نشاط الفندقة وتأمين السياح وتوقيع اتفاقات مع بلدان أوروبية في المجال الأمني.
وتحدثت الرقيق عن إجراءات جديدة لتخفيض تسعيرة الفنادق للنزلاء من أبناء الجاليات التونسية في الخارج والسياح المغاربة من أجل خفض نسبة الخسائر المحتملة.
كيف سيقع حماية السياح فيما تبقى من موسم سياحي؟
قدرت وزيرة السياحة التونسية حجم الخسائر جراء الهجوم الارهابي على مدينة سوسة بنحو مليار دينار (500 مليون دولار). لكنها أعربت على تفاؤلها بإمكانية خروج قطاع السياحة من مأزقه، مشيرة إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات هامة لدعم نشاط الفندقة وتأمين السياح وتوقيع اتفاقات مع بلدان أوروبية في المجال الأمني.
وتحدثت الرقيق عن إجراءات جديدة لتخفيض تسعيرة الفنادق للنزلاء من أبناء الجاليات التونسية في الخارج والسياح المغاربة من أجل خفض نسبة الخسائر المحتملة.
كيف سيقع حماية السياح فيما تبقى من موسم سياحي؟
هناك قرارات اتخذتها وزارة الداخلية سيتم تفعيلها بأقرب وقت ممكن كتسليح أعوان الأمن السياحي بشواطئ البحر وفي النزل أو في مدخل النزل أو بداخله بحسب اختيار صاحب المؤسسة وهذا مهم جدا لتأمين الفنادق وحماية السياح لأنّ الذي حدث بسوسة ما كان ليحدث لو كان هناك تواجدا لأعوان أمن مسلحين في المكان وربما كانت الأمور ستحسم منذ الثواني الأولى بإطلاق النار على الإرهابي وإحباط مخططه.
هل تسليح الأمن السياحي كفيل لوحده بتأمين السياح في تونس؟
هناك أمن سياحي يتبع وزارة السياحة وهناك رجال الأمن الذين يتبعون وزارة الداخلية وهم يعملون بشكل مشترك، وهناك توجه نحو مزيد تكوينهم والإحاطة بهم ليكونوا أكثر نجاعة في التعاطي مع مثل هذه الأحداث الإرهابية إذ لن يتوقف الأمر على نشر الأمن فقط بل يتجاوزه إلى التكوين والتأطير لأن الوضع تغير من الناحية الأمنية ويجب أن نكون متأهبين لتجنب تكرار أحداث أخرى لا قدّر الله.
بعد هجوم باردو الإرهابي جاء هجوم سوسة بأكثر خطورة وخسائر لماذا لم تستخلص الحكومة الدرس؟
ضربة سوسة لديها خصوصيتها فهذا الشاب جاء على حافة الشاطئ مرتديا زي المصطافين وكأنه ينوي السباحة ولا شيء في هيئته يدل على أنه إرهابي أو يجلب إليه الانتباه وقد كان لديه وشم على مستوى الكتف ويرتدي قلادة وشعره طويل ولم يكن يطلق لحيته وهناك معلومات بأنه كان من محبي الرقص وأنه كان يشتغل أثناء العطل في التنشيط السياحي في مدينة سوسة ووجهه كان مألوفا لدى البعض. وبحكم تمويه الإرهابيين وتغيير طرق تنفيذ العمليات الإرهابية أصبح يتوجب علينا أن نأخذ كل هذا بعين الاعتبار لنطور من عملنا. هذه أحداث غير مألوفة لدينا ولا خبرة كبيرة لنا في هذا المجال وهذه ظاهرة خطيرة وتواجه عديد البلدان في العالم حتى تلك التي تفوقنا إمكانيات.
ألا تعتبرين أن الحكومة تهاونت في التعاطي مع مسألة تأمين السياح بعد حادثة باردو؟
في الحقيقة وضعية البلاد صعبة للغاية فبعدما وقع في باردو لم نتصور أبدا داخل الحكومة أن يحدث ما حدث بسوسة. ما وقع هو أكبر كارثة صارت في السياحة وفي تاريخ البلاد ككل. لكن رغم أنها ضربة موجعة فإننا مصممون على تجاوزها وسنتخذ جميع الاحتياطات اللازمة بالمستقبل.
بعد هجوم سوسة ألغيت الكثير من الرحلات وأصبح الموسم السياحي على كف عفريت، فهل تلقيتم دعما دوليا لإنقاذ الموسم السياحي؟
نعم بالفعل هناك بلدان أوروبية عرضت علينا المساعدة على غرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهناك بلدان أخرى قررت عدم وضع تونس على لائحة الدول الخطيرة وسيضعونها بنفس المستوى السابق في تصنيف الوجهات السياحية وهذا أمر إيجابي بالنسبة لنا. كما أن هناك اتفاقات مشتركة تم توقيعها في مجال التعاون الأمني ولهذا السبب حضر وزراء داخلية كل من بريطانيا والمانيا وفرنسا.
ماهي توقعاتكم الأولية للخسائر التي قد يتكبدها قطاع السياحة بعد إلغاء مجموعة من الحجوزات؟
قطاع السياحة يعيش أزمة منذ أكثر من عشرة سنوات وبعد الثورة عام 2011 كان على وشك الانهيار بسبب الاضطرابات وكانت هناك محطات أخرى أثرت سلبا على القطاع مثل هجوم “شارلي هيبدو” في باريس ثمّ ضربة باردو وسوسة
وبالتالي نحن نقدر بأن تكون هناك خسائر كبيرة تصل إلى مليار دينار وهي مجرد توقعات لأنه لا شيء نهائي إلى حدّ الآن.
ماهي الإجراءات الجديدة التي اتخذتموها لتجنب مخاطر إغلاق بعض الفنادق وتسريح عمالها؟
نحن نطلب أولا تضامن التونسيين والجالية التونسية في الخارج وإخواننا الجزائريين والجالية المغاربية في الخارج للإقبال على تونس ونحن سنمكنهم من مجموعة من الامتيازات على مستوى الأسعار في النزل وفي التنقلات وهذه من الأشياء التي نشتغل عليها لإنقاذ الموسم السياحي.
كما قررنا أيضا اتخاذ مجموعة من الإجراءات الأخرى كتأجيل أقساط خلاص القروض وإعادة جدولتها حسب قدرة المؤسسة على التسديد بالإضافة إلى منح قروض جديدة تسدد على سبعة سنوات منها سنتين إمهال وتخصص لتمويل نشاط المؤسسات السياحية خلال الموسمين 2015/2016 وهناك إجراءات أخرى استثنائية عجلنا بالإعلان عنها لإنقاذ الموسم السياحي وتجنب إغلاق بعض النزل لأبوابها أو تسريح عمالها.
بعد هجومي باردو وسوسة ظهرت على شبكات التواصل دعوات لإقالتك من منصبك. ألم تفكري بالفعل في الاستقالة؟
أنا لم أسمع بهذه الدعوات وأفضل ألا أعلق على هذا.
هل تونس قادرة على تجاوز هذه الضربة؟
تونس ستتجاوز هذه الضربة لكن بشيء من الصعوبات في القطاع السياحي والأمر لن يكون سهلا وسيتطلب بعضا من الوقت لأن البلاد تعيش صعوبات كبيرة وهذه الحكومة تعمل في مناخ صعب وسط تجاذبات سياسية وتراجع عائدات الدولة من الكثير من القطاعات وعلى رأسها قطاع الفسفاط.
اعتقد بأن الوحدة الوطنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى وعلى الجميع أن يهب إلى العمل لأنه إذا لم يقف جميعنا لتونس فإن الجميع سيخسر.