أثناء تفقده لمقذوف ناري وجده عبد الخالق المرغني – 16 عاماً – أمام بيته في صيف عام 2011 بمنطقة سوق الجمعة شرق طرابلس، انفجر المقذوف وأفقده كلتا يديه.

يقول المرغني وحيد والديه “عندما بُترت يداي تأثرت كثيراً بما حدث، وسافرت للعلاج في ألمانيا حيث جرى تركيب أطراف صناعية إلكترونية لي، وواصلت دراستي بعد ذلك رغم فقداني ليديّ الطبيعيتين”.

أيدي تجميلية

أثناء تفقده لمقذوف ناري وجده عبد الخالق المرغني – 16 عاماً – أمام بيته في صيف عام 2011 بمنطقة سوق الجمعة شرق طرابلس، انفجر المقذوف وأفقده كلتا يديه.

يقول المرغني وحيد والديه “عندما بُترت يداي تأثرت كثيراً بما حدث، وسافرت للعلاج في ألمانيا حيث جرى تركيب أطراف صناعية إلكترونية لي، وواصلت دراستي بعد ذلك رغم فقداني ليديّ الطبيعيتين”.

أيدي تجميلية

غير أن المرغني الذي يدرس بالصف الأول الثانوي في مدرسة العرب بطرابلس، يشرع حالياً في تركيب أطراف صناعية “تجميلية” بديلة بمركز إعادة تأهيل المعاقين بجنزور، بعدما أصبحت أطرافه الأولى التي ركبها في ألمانيا أصغر من مقاس يديه، وهو ما يجعله محبطاً بعد أن اعتاد الأطراف الإلكترونية.

الأيدي الإلكترونية التي يحتاجها المرغني غير متوفرة في مركز إعادة التأهيل الذي تأسس عام 1983 وهو الوحيد في البلاد المختص بعلاج هذه الحاﻻت.

الحاجة لهذا النوع من الأطراف التي يمكنها تأدية جزء من وظائف الأيدي الطبيعية، تصبح ملحة مع تزايد الطلب عليها، فليبيا التي تشهد حرباً داخلية عمرها أربع سنوات، أصبح فيها مبتورو الأطراف يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع، وهو ما يثبته كلام مدير إدارة الأطراف الصناعية بالمركز غيث محمد الذي أكد أن القسم يستقبل حوالي 2000 حالة سنوياً منذ عام 2011.

موافقة التوريد

يقول محمد إن المواد الخام الخاصة بتصنيع الأطراف يتم توريدها من إيطاليا وألمانيا وفقاً للمواصفات العالمية، ويقوم الفنيون في المركز بأخذ قياسات الأشخاص وتصنيع وتركيب وتسليم أطراف تعويضية لهم مجاناً .

ويؤكد محمد أن “اليد الصناعية الإلكترونية مفقودة في ليبيا، حيث توجد اليد التجميلية فقط التي تحاكي منظر اليد الطبيعية لكنها غير قابلة للتحريك”، موضحاً أنه جرى مخاطبة وزارة الشؤون الاجتماعية بطرابلس من قبل المركز لتوريد كمية من الأطراف الإلكترونية ولكن دون جدوى.

مدير إدارة المالية بوزارة  الشؤون الاجتماعية بطرابلس محمد بن رجب، أوضح أن الوزارة اختارت الشركات الموردة للأطراف الصناعية الإلكترونية، لكن تأخر موافقة الجهة التشريعية (لجنة الشؤون الاجتماعية بالمؤتمر الوطني) حال دون توريد القطع المطلوبة.

بن رجب أكد أن الوزارة أعدت “خطة موسعة لتوفير احتياجات المعاقين ومبتوري الأطراف، وفي انتظار الموافقة التشريعية” حسب قوله .

الأرجل موجودة

رغم فقدان الأيدي الإلكترونية في مركز جنزور إلا أن الأرجل متوفرة، وأمكنها أن تعيد البسمة لأصحاب حالات أخرى.

“برجل صناعية أمارس عملي يومياً، لكني لا أستطيع أن أصلي واقفاً”، بهذه الكلمات استهل نور الدين المرابط من مدينة الزاوية (40 كم غرب طرابلس) الذي التقيناه في المركز حديثه عن حالته.

المرابط البالغ من العمر 61 عاماً، لديه اثنان من الأولاد وثلاث بنات، وفقد ساقه اليُسرى بعدما بترت أصابعه في تونس نتيجة التهاب شديد تعرض له، من ثم بتر نصف ساقه في تركيا.

يقول إنه يمارس حياته بشكل طبيعي بعدما استلم ساقاً صناعية العام الماضي من مركز تأهيل المعاقين بجنزور الذي يصفه بأنه “مركز عالمي”.

ويضيف المرابط الذي يعمل رئيساً لمجلس التفتيش العام بوزارة العدل، والبسمة ترتسم على وجهه، أنه يقود السيارة لمسافة 80 كيلومتراً يومياً، ويمارس عمله بشكل طبيعي في طرابلس رغم فقدانه لرجله الطبيعية.

تأهيل نفسي

فني صناعة وتركيب الأطراف الصناعية بمركز تأهيل المعاقين مفتاح جابر يقول “كثير من الأشخاص يأتوننا على كرسي متحرك، ويكون علينا أن نخرجهم مشياً على الأقدام.”

جابر الذي يعمل في صناعة وتركيب الأطراف منذ 38 عاماً، يقوم يومياً بأخذ  القياسات اللازمة لأصحاب الحاﻻت المبتورة من  ثم تركيب أطراف تعويضية لهم، وتأهيلهم ليتمكنوا من الحركة، ويقول إنه يعمل أيضاً على دعم المرضى نفسياً وإقناعهم بإمكانية استعادة قدر كبير من حياتهم الطبيعية قبل البتر.

ولكن الآلاف غير من يستقبلهم المركز يبقون بحاجة لمراكز متخصصة تلبي احتياجاتهم، خاصة وأن مركز جنزور لا يمكنه أن يغطي سوى المنطقة الغربية من ليبيا بحكم موقعه، وفي غياب إحصاءات عن عدد مبتوري الأطراف في شرق وجنوب ليبيا إلا أنه وقياساً على عددهم في المنطقة الغربية فالعدد كبير جداً.