يقول المتحدث باسم حزب التحرير الإسلامي الذي يدعو لإقامة الخلافة ردا تهديد الحكومة بحلّ الأحزاب السلفية التي لا تتقيد بمدنية الدولة إنه “ليس بمقدور أحد أن يحظر نشاط حزبه”.

وأكد بأن حزبه سيواصل خطاباته من أجل رفع راية الخلافة بالرغم من أن الحكومة أعلنت عزمها البدء في إجراءات حلّ الأحزاب السلفية عقب الاعتداء الأخير في سوسة الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وقال بالحاج إن حزبه يرفض الإرهاب ويختلف جوهريا مع التنظيمات المتشددة وخاصة تنظيم الدولة، مبينا أن الحزب تأسس قبل هذا التنظيم بـ60 سنة بهدف تحقيق ما أسماه طلب الأمة بالخلافة الإسلامية.

يقول المتحدث باسم حزب التحرير الإسلامي الذي يدعو لإقامة الخلافة ردا تهديد الحكومة بحلّ الأحزاب السلفية التي لا تتقيد بمدنية الدولة إنه “ليس بمقدور أحد أن يحظر نشاط حزبه”.

وأكد بأن حزبه سيواصل خطاباته من أجل رفع راية الخلافة بالرغم من أن الحكومة أعلنت عزمها البدء في إجراءات حلّ الأحزاب السلفية عقب الاعتداء الأخير في سوسة الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وقال بالحاج إن حزبه يرفض الإرهاب ويختلف جوهريا مع التنظيمات المتشددة وخاصة تنظيم الدولة، مبينا أن الحزب تأسس قبل هذا التنظيم بـ60 سنة بهدف تحقيق ما أسماه طلب الأمة بالخلافة الإسلامية.

كما تحدث عن تقييمه للنظام التونسي الحالي وعن إمكانية مشاركة حزبه بالانتخابات القادمة وعن سعيه لتغيير نمط حياة المجتمع الذي قال إنه بلغ مرحلة “الضنك والشظف والبأس”.

ما موقفكم من الاعتداء الإرهابي على سوسة؟

نحن نعتبر أن الارهاب عائق ضد المشروع الاسلامي، وهو كارثة على البلاد والمنطقة والعالم ونحن ندين العملية الإرهابية الأخيرة كما ندين من يوظف الإرهاب لخدمة مصالحه ولتخويف الناس.

كيف تعلقون على عزم الحكومة الانطلاق في اجراءات حلّ الحزب إذا لم يستجب لقيم الجمهورية ومقتضيات الدستور؟

لا أحد يقدر على حلّ حزب التحرير فنحن حزب في وضعية منسجمة وصحيحة. وحزب التحرير ضد الإرهاب والفوضى ولا يمكن لأحد أن يلقي تبريرات لحظره أو المس منه. للأسف نحن نحاسب الحكومة على فشلها وهي تحاسبنا على نجاحنا الشعبي والتنظيمي.

هل تعرض حزبكم وأنصاره لمضايقات أمنية أو قضائية في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية والدعوة لحل الأحزاب المخالفة للقانون؟

المضايقات الأمنية في صفوف الحزب قليلة جدّا وعرضية وليست عامّة وليست ممنهجة لأنّ حزب التحرير ليس نكرة وهو محلّ تقدير من الجميع.

رفع أنصار حزبكم في مؤتمره الأخير رايات الخلافة الإسلامية، وهو ما جعله محل انتقاد شديد من قبل بقية الأحزاب وأيضا الحكومة وجزء واسع من المجتمع المدني ما رأيكم بذلك؟

راية الخلافة هي راية المسلمين وهي راية التوحيد والوحدة وهي الأصيلة في الأمة ولا يقدر أحد على مخالفة ذلك. أمّا الخلافة فهي دولة الإسلام الطبيعية والواجبة بإجماع كلّ مذاهب الإسلام وفقهاه والحزب يدعو للخلافة منذ أوّل يوم تأسس فيه. فما الجديد في ذلك؟

الخلافة هي الفكرة السياسية الأولى اليوم في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن يقول بخلاف هذا هو غاضب أو باهت أو حاقد نقول له السؤال عليك لا منك فالعلمانية غير مقبولة في العالم الإسلامي رغم كلّ التسلّط والقمع. المؤتمر الأخير لحزبنا كان درسا للجميع في التنظيم وفي الخطاب السياسي الراشد البنّاء إذ دعونا الجميع إلى مخطط وميثاق لإنقاذ البلاد والعباد.

لماذا لا يتقيد حزب التحرير بقانون الأحزاب المدنية بعيدا عن الخطابات الدينية التعبوية لاسيما في ظل هذا الوضع؟

الأحزاب الموجودة في تونس أغلبها تحصلت على ترخيص بقانون الأحزاب السياسية الذي وقع سنه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ولو قسناهم بذلك القانون بكلّ دقّة ما كان لهم من وجود.

أمّا نحن فقد كنا حزبا محظورا قبل الثورة ثم شملنا المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس السابق فؤاد المبزّع عقب الثورة وهو لا يتحدّث عن تقييد وإنما عن احترام النظام الجمهوري، ونحن لدينا مشروع جمهوري ينبثق فيه الدستور من عقيدة الأمة وتكون فيه السلطة بيد الأمة وتكون فيه المحاسبة فعالة وتجرى فيه الانتخابات بنزاهة.

ألا ترى بأن المبادئ التي بني عليها حزبكم تسعى لإحداث تغيير جذري وكلي في نمط عيش المجتمع التونسي؟

عن طريقة عيش التونسيين فهي قد بلغت مرحلة الضنك والشظف والبأس والبؤس والجميع يبحث عن بديل وما أروع البديل ضمن مشمول الإسلام والأمة وحقوق الناس ليس بعيدا عن مصادرة الحقوق.

من أين يحصل الحزب على تمويلاته؟ وكم عدد منخرطيكم ومكتبكم الجهوية؟

تمويلاتنا وفق قانوننا الإداري ذاتية فالأثرياء يدفعون حسب مستطاعهم وعامة الشباب يدفعون التزاما شهريا أما عند إقامة المؤتمرات أو الندوات فنحن نجد من شبابنا مدّا تطوّعيا رائعا يفوق توقعتنا. أما بالنسبة إلى عدد المنخرطين فهم يعدون بعشرات الآلاف وتتوزع مكاتبنا الجهوية في كلّ المحافظات وأغلب المعتمديات وشعبيتنا ظاهرة للعيان.

ما هو موقفكم من النظام السياسي الحالي للبلاد؟ وكيف يريد حزبكم تغيير هذا النظام؟

نحن نتبنى نظام الحكم بالإسلام وفي المقابل الأنظمة القائمة بمختلف أشكالها من ليبرالية واشتراكية ووطنية وقومية هي محلّ إنكار الشعوب وهي محلّ تغيير وجميعها مفلسة وبعضها ثارت عليه الشعوب في ثورات عارمة وبعضها ضاعف دكتاتورية أضعافا مضاعفة مثل مصر وسوريا وبعضها الآخر في عجز مطلق عن رعاية شؤون النّاس وبالتالي ليست لهذه الأنظمة من قضية يقدرون الدفاع عنها وبهذا المعنى تصبح الثورات على الأنظمة بالبلاد العربية واجبا شرعيا وضرورة تاريخية.

هل ان حلمكم بتحقيق الخلافة والثورة على النظام الحالي أمر منطقي؟ ولماذا لا تشاركون في الانتخابات وتتقيدون باللعبة الديمقراطية؟

العالم الإسلامي كلّه يضجّ بطلب الخلافة وعدا ذلك فهي أنظمة غير شرعية وغير طبيعية وغير منطقية وهي أنظمة استيطانية وعابرة سبيل وبلا جذور حضارية.

أما فيما يتعلق بمشاركتنا بالانتخابات فنحن لا نرفض المشاركة إذا كانت الأرضية سويّة وعندها سنحدث مفاجأة كبرى، ثمّ لا أحد يزايد علينا بالانتخابات لأننا فصّلناها تفصيلا منذ تأسس حزب التحرير أصالة لا تقليدا ولا انتحالا.

هناك تنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة تدعو أيضا للخلافة الإسلامية فأيّ الفرق بين حزبكم وهذه التنظيمات؟

حزب التحرير تأسس قبل هذه التنظيمات بستين سنة وحزب التحرير معرّف ومعروف والخلافة هي مطلب الأمة عاشت بها قرونا وتطلبه اليوم حثيثا وبما أنّ الدين لا يتغيّر فإنّ مطالب الأمة ومطالبنا لا تتغيّر. إذا حج الحاج وفسق فعلى من اللوم؟ على الحج الفريضة أم على الحاج الفاسق؟ الفرض يبقى فرضا فكفى تلبيسا عن الناس.

الخلافة مطلب الإمام مالك والشافعي وابن خلدون والطاهر بن عاشور وخير الدين التونسي وابن أبي الضياف وكل علماء الأمة لذلك فالإشكال عندهم وليس عندنا.

ألا توجد تقاطعات بين حزبكم مع تنظيم الدولة وماهي أوجه الاختلافات؟

الفرق بيننا وبينهم كالفرق بين الليل والنّهار.

ما هو موقفكم من الائتلاف الحاكم الحالي خاصة أنه يضم علمانيين وإسلاميين؟

هذا الائتلاف الحاكم فاشل بالملموس والمحسوس وليس له من أفق ومع كلّ يوم يتأكّد عجزه والسبب بسيط لأن النظام الرأسمالي في العالم العربي مرتهن للأذقان ولا يملك أمره وليكن فيه من اتّصف بالصفة الإسلامية أو انتحلها فهذا لا يغيّر من الأمر شيئا لأن الناس في تونس ما زالوا يطلبون النجدة والاستغاثة.

هل شارك الحزب في الاحتجاجات الأخيرة في الجنوب وفي الحملات الاحتجاجية المطالبة بالكشف عن ثروات البترول؟

نعم نحن أوّل من دعا لاسترداد الثروات المنهوبة ومحاسبة الشركات التي تستثمر فيها لأنها عبارة عن دولة داخل الدولة ويشرّفنا المشاركة في هذه التحركات الشعبية رغم أننا نبهنا إلى بعض المحاذير والمنزلقات والمخاطر لأن بعض الشركات البترولية تريد إقصاء أخرى لتحلّ محلّها وهي لا تتردد في إثارة الفتن.

الإخوان المسلمون كان لهم دور كبير ومؤثر في التغيرات الحاصلة بالمنطقة كيف يعلق على ذلك حزب التحرير؟

الإخوان تنظيم عريق لكنه أصبح اليوم يعيش أزمة وأظن الإخوان بدأوا يدركون أنّ الغرب لا يشبع من التنازلات ولا يتورّع في التنكّر لحلفائه. إن شاء الله استوعبوا الدرس بعد خيبة السودان والأردن ومصر.

ما موقفكم من الحروب الاقليمية في المناطق العربية؟ هل هي فوضى داخلية أم مخططات مخابراتية تقودها دول عظمى؟

هذه الحروب وهذه التحرّكات الشعبية دليل على فساد النظام الرأسمالي الذي أوصل المنطقة لمأزق حكم ومأزق استراتيجي. هذا النظام لم ينجح في شيء فكانت ردة فعل الشعوب عفوية وفوضوية وهنا تدخّل الغرب ليعيد الصياغة ضمانا مصالحه.

ولكن السياق العام هو تحرّر الشعوب من قهر أنظمة علمانية لم تطبّق أحكام الإسلام وفشلت في مشاريع الوحدة فشرذمتنا أكثر وفشلت اقتصاديا فجعلتنا تحت خط الفقر وفي ارتهان دولي وفشلت خاصة في تحرير فلسطين. إنه المخاض ونتيجته حتما ستكون لصالح الأمة فهذا الزمن هو زمن الأمة.