“لأن السكوت لم يعد ممكناً” هو الشعار الذي اختارته حملة  “بداية” آخر عنقود الحملات السياسية في مصر، عبر صفحتها على موقع الفيس بوك، والتي ضمت عددا من المنتمين لحملات وحركات سياسية أخرى.

في ظل حالة من المواجهات الأمنية، وملاحقة الحركات السياسية وأعضائها من قبل نظام السيسي. سوء كانت تلك الملاحقة قضائية، أو أمنية من خلال اعتقال العشرات بل المئات بتهم عديدة تصل أقل عقوبة فيها لثلاث سنوات.

“لأن السكوت لم يعد ممكناً” هو الشعار الذي اختارته حملة  “بداية” آخر عنقود الحملات السياسية في مصر، عبر صفحتها على موقع الفيس بوك، والتي ضمت عددا من المنتمين لحملات وحركات سياسية أخرى.

في ظل حالة من المواجهات الأمنية، وملاحقة الحركات السياسية وأعضائها من قبل نظام السيسي. سوء كانت تلك الملاحقة قضائية، أو أمنية من خلال اعتقال العشرات بل المئات بتهم عديدة تصل أقل عقوبة فيها لثلاث سنوات.

وكان من أبرز الموقعين والمؤيدين لحملة “بداية” أعضاء من حركة “كفاية” التي كان لها دورا بارزا في معارضة نظام مبارك في سنواته الأخيرة، إلا أنها تلاشت وانتهى دورها على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير.  

وفي نفس توقيت ظهور حملة “تمرد” في نيسان/أبريل 2013 ظهرت حركة “بداية”، وبصيغة مشابهة لما أعلنته حركة “تمرد”، أعلنت “بداية” أيضا عن أسباب ظهورها في هذا التوقيت، وقالت في بيانها إن السبب الأساسي هو “فساد النظام سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، بالاضافة الى ملاحقة ثوار يناير” .

وعلى الرغم من ان إسم آخر الحملات السياسية “بداية”  إلا إنها لم تحمل بداية واضحة. إذ لم يتم الإعلان عن خطط عمل، أو أهداف قصيرة المدى. بل وعلى غرار “تمرد” – والتي تختلف معها الآن- أعلنت “بداية” عن نيتها تدشين حملة جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ليس كافيا

“اعادة إنتاج أفكار قديمة مع اختلاف الظروف ليس كافياً لإسقاط نظام أو إحداث تغيير جذري”، كان ذلك رأي الغالبية العظمى من شباب القوى الثورية الذين يلازمهم شعور فقدان الثقة، لاسيما بعد تجربتهم مع “تمرد” التي انضموا اليها وبذلوا معها جهودا كبيرة، أصبحت الآن في صف السلطة وفي مواجهتهم.

لم يكن فقط فقدان الثقة أو إعادة انتاج أفكار قديمة هو السبب الأساسي في عزوف الشباب عن المشاركة أو الانضمام للحملة، بالرغم من أن عددا من الشخصيات السياسية الذين انتموا لـ “6 أبريل” أو إئتلاف شباب الثورة أو غيرها أعلنوا الانضمام، لكن دون جدوى، خاصة في ظل غياب رؤى واضحة حول آليات العمل.

إرتباك

كان الارتباك سيد الموقف خاصة وأن من أعلن عن تدشين الحملة هو عمرو بدر رئيس تحرير موقع “بوابة يناير” ذا التوجه الناصري، والعم الأصغر لمحمود بدر مؤسس حملة “تمرد”.

تجلى ذلك الارتباك في أحد الحورات التلفزيونية التي شهدت مواجهة عنيفة بين محمود بدر أشهر مؤسسي “تمرد” وشريف دياب  أحد ممثلي حملة “بداية” إعلاميا. فلم يقوى دياب على الإجابة عن العديد من التساؤلات التي طرحت في أذهان الكثير من الشباب الذين فقدوا الثقة في “تمرد”، خاصة بعد خطاب تفويض السيسي في تموز/يوليو 2013.

وكان أحد أكثر الأسئلة أهمية حول العلاقة بين “بداية” والإخوان المسلمين، وهل “بداية” إحدى الحركات التي يدشنها الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معها. فكان رد “بداية”: “نحن نختلف عن الإخوان ولكن نتفق في اسقاط السيسي”.

تلك الاجابة طرحت أسئلة أخرى حول ما هو البديل الذي تراه “بداية” وكيف يمكن للحملة الوليدة أن تحظي بقبول شعبي مثلما تمتعت “تمرد”، وهل الحملة تعبر عن “صراع أجهزة” مثلما يتهمها البعض أم إنها مجرد إعادة انتاج لـ”تمرد” في ظل ظروف موضوعية وذاتية اختلفت تماماً.

الاجابة عن كل تلك التساؤلات لم تكن كافيه من قبل الحركة الوليدة . التي تواجه الآن بسيل من البلاغات لدى النائب العام واتهامات عديدة بالانتماء للإخوان المسلمين. إذ تواجه الحملة اتهامات رسمية بالحصول على تمويل من قطر والسعودية في ذات الوقت، وأضيف عليهم التمويل من امريكا.

هذا الأمر الذي لم يلفت انتباه أعضاء الحملة لضرورة اتخاذ موقف قانوني حتي لا يتم تعرضهم للمحاكمة، إلا أنهم اكدوا في العديد من التصريحات أن الأمر مجرد محاولة قانونية لإرهاب أعضاء الحملة. وهو لا يتطلب اتخاذ أية اجراءات قانونية بحسب رأيهم.

تكرار أم رؤية مختلفة

منذ أيام قليلة عقدت الحملة لقائين لتدشين أولى الفاعليات التي ستقوم بتنظيمها في “ذكرى التفويض” 3 تموز/يوليو القادم. وكانت المفاجاة أن الحملة قررت النزول إلى ميدان التحرير فيما بدا تكرارا لمحاولات شباب الإخوان المسلمين للنزول الى ميدان التحرير وكأن التغيير الجذري لن يأتي الا من وسط القاهرة.

ولم تسلم “بداية” حتى من هجوم شباب “6 ابريل” عليها، عندما اتهموا الحركة بأنها صنيعة أمنية.

بإجابة حاسمة يؤكد عمرو بدر المتحدث الاعلامي باسم حملة “بداية” أن الحملة منذ اللحظة الأولى أعلنت عن أنها خارج الصراع السياسي بطرفيه الدولة القديمة والإخوان المسلمين، مؤكدا أن كل محاولات الإيحاء بأن “بداية” لها علاقة بالإخوان ليست أكتر من محاولات تشويه عبثية، و جزء من حملة لإرهاب أي معارض للنظام الحالي.

وعن اتهام الحملة بأن ليس لديها خطة واضحة وأنها إعادة انتاج لحملة “تمرد” قال بدر “إن بداية لديها خطة واضحة وسيتم إعلانها قريبا من خلال وثيقة سياسية للحملة، سيكون بها الأهداف و آليات العمل وكل ما له علاقة بالرؤية العامة للحملة”.

ويضيف بدر أن “بداية أعلنت في أول ظهورها رؤية مبدئية، وانتظرنا حتى نصل لوحدة القوي الشابة من أجل أن تكون الحملة معبرة عن كل القوى التي ستعمل بها”.

ويؤكد المتحدث الرسمي بإسم الحركة أن هناك مشاورات مع العديد من القوى السياسية لتكون قيمة مضافة الى الحملة “ولكن لا يمكن إعلان أسماء تلك القوى الآن”.