قبل أشهر سافر الشاب التونسي حاتم القصري إلى بنغازي (شرقي ليبيا) للعمل في مصنع للصلب آملا في جني قليل من المال يُمكّنه من تحسين أوضاعه المادية الصعبة، لكن ذلك كاد أن يكلف له حياته.

يقول هذا الشاب إنه تعرض للخطف ونجا بأعجوبة من القتل قبل أيام على يد مسلحين ليبيين اعترضوا سبيله قرب الحدود التونسية الليبية عندما كان في طريق عودته إلى بلده مستقلا سيارة أجرة.

ويوضح أنّ دورية مسلحة أوقفت سيارة الأجرة عند إحدى الحواجز للتثبت من هوية المسافرين، وأن مسلحين ليبيين طلبوا منه ركوب سيارتهم رباعية الدفع قبل أن ينطلقوا به إلى مكان بعيد غير معلوم.

قبل أشهر سافر الشاب التونسي حاتم القصري إلى بنغازي (شرقي ليبيا) للعمل في مصنع للصلب آملا في جني قليل من المال يُمكّنه من تحسين أوضاعه المادية الصعبة، لكن ذلك كاد أن يكلف له حياته.

يقول هذا الشاب إنه تعرض للخطف ونجا بأعجوبة من القتل قبل أيام على يد مسلحين ليبيين اعترضوا سبيله قرب الحدود التونسية الليبية عندما كان في طريق عودته إلى بلده مستقلا سيارة أجرة.

ويوضح أنّ دورية مسلحة أوقفت سيارة الأجرة عند إحدى الحواجز للتثبت من هوية المسافرين، وأن مسلحين ليبيين طلبوا منه ركوب سيارتهم رباعية الدفع قبل أن ينطلقوا به إلى مكان بعيد غير معلوم.

وبشيء من الغيظ يتابع: “لقد قاموا بتفتيش ملابسي وحقائبي لكنهم لم يعثروا إلا على جزء قليل من المال وهاتفي الجوال فقاموا بتهديدي وصفعي وشتمي وسؤالي عن المكان الذي أخفيت فيه المال”.

كاد حاتم أن يتوقف قلبه على النبض بسبب حالة الفزع التي سيطرت عليه وهو يخضع إلى عملية الخطف المباغتة، غير أن الرعب تملكه أكثر عندما شاهد عاملا مصريا آخر يتعرض إلى تعذيب خطير.

لكن لحسن حظه تمكّن حاتم من تجاوز تلك المحنة بسلام بعدما تمّ الإفراج عنه لاحقا بفضل أحد معارفه الليبيين الذين التقاهم صدفة هناك، ليتمكن من العودة إلى تونس تاركا وراءه كابوسا مليئا بالرعب.

عاد مقتولاً

العودة إلى تونس من جحيم فوضى النزاع المسلح في ليبيا أمر قد يبدو صعب المنال بالنسبة إلى البعض الآخر، فقد تعرض تونسيون منذ أشهر إلى عمليات خطف وبعضهم تم قتله بدم بارد على يد مسلحين.

يؤكد المواطن التونسي ماهر غرايري أن أخاه الصغير عاد مقتولا إلى بلده بعدما سافر للعمل في ليبيا قبل أشهر مع أصدقائه، مشيرا إلى أن حادثة قتله بالرصاص خلفت حيرة ولوعة كبيرتين في عائلته.

ويقول ماهر إن مسؤولا تونسيا أعلم عائلته بأن ابنها توفي مقتولا بالرصاص في ليبيا دون تقديم أية معلومات حول أسباب قتله أو الجهة التي تقف وراء قتله وهو ما جعل عائلته تستسلم مقهورة لهذا الأمر.

ولا تبدو هذه الحوادث معزولة، فقد استفاق الرأي العام التونسي قبل أيام على أنباء حول خطف نحو 170 تونسيا بطرابلس من قبل مسلحين ليبيين دون أسباب واضحة قبل أن يتم الإفراج عن دفعة منهم.

وسارعت وزارة الخارجية التونسية إلى تحذير رعاياها التونسيين في ليبيا إلى توخي الحذر وتحذير التونسيين من عدم السفر إلى ليبيا خوفا على مصيرهم في ظلّ تزايد عمليات الخطف والقتل.

وقد أكد المدير التنفيذي لمرصد الحقوق والحريات بتونس بأنّ عدد التونسيين المحتجزين بليبيا بلغ 800 شخص بحسب الاتصالات الكثيفة التي تلقاها المرصد من قبل عائلات المخطوفين.

وكشف بأنّ الجهة التي قامت بعملية احتجاز التونسيين هي قوات فجر ليبيا (الجماعات الإسلامية المتصارعة مع قوات حفتر) وذلك كرد فعل على احتجاز السلطات التونسية أحد قادتها بتونس.

انتقادات حادة

من جهته قال ماهر بن نصر رئيس جمعية التونسيين في ليبيا إن التونسيين الذين تم اعتقالهم في طرابلس قد تعرضوا إلى معاملة سيئة وظروف اعتقال قاسية.

لكن كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون العربية والإفريقية التوهامي قال إن هذه الحادثة عادية ولم يكن فيها خطورة على حياة التونسيين.

كما أكد بأن الديبلوماسية التونسية ستتولى تقديم المساعدة اللازمة ومتابعة أوضاعهم مع الجهات الليبية المعنية عن طريق القنصلية العامة التونسية في طرابلس.

ولطالما واجهت السلطات التونسية انتقادات حادة من قبل بعض العائلات التونسية بسبب ما اعتبر تقاعسا في حلحلة مصير التونسيين المختطفين في ليبيا.

ويعتبر ملف خطف الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا قبل أكثر من ثمانية أشهر من أكثر الملفات الحارقة التي عجزت السلطات التونسية على فك طلاسمها إلى حد الآن.