لطالما أثار ابراهيم القصاص (50 عاماً) الجدل والضجيج من حوله، فهو سائق سيارة التاكسي الذي وصل إلى البرلمان في 2011 على لائحة “العريضة الشعبية” عن ولاية قبلي، ليغادرها لاحقاً وينضم إلى حزب “نداء تونس”، ليعود ويستقيل من الحزب في 2013.

وخلال تلك الفترة اشتهر القصاص بمعارك حامية الوطيس على جميع الجبهات البرلمانية، استخدم فيها كل ما لديه من أسلحة، بما فيها العراك بالأيدي والبصق في الأوجه والشتائم والأوصاف اللاذعة، مقدما نفسه كـ “ابن الشعب” الذي يتحدث بلغة الشارع ويقول ما يخطر في ذهنه.

لطالما أثار ابراهيم القصاص (50 عاماً) الجدل والضجيج من حوله، فهو سائق سيارة التاكسي الذي وصل إلى البرلمان في 2011 على لائحة “العريضة الشعبية” عن ولاية قبلي، ليغادرها لاحقاً وينضم إلى حزب “نداء تونس”، ليعود ويستقيل من الحزب في 2013.

وخلال تلك الفترة اشتهر القصاص بمعارك حامية الوطيس على جميع الجبهات البرلمانية، استخدم فيها كل ما لديه من أسلحة، بما فيها العراك بالأيدي والبصق في الأوجه والشتائم والأوصاف اللاذعة، مقدما نفسه كـ “ابن الشعب” الذي يتحدث بلغة الشارع ويقول ما يخطر في ذهنه.

الرجل يقول اليوم إنه اعتزل العمل السياسي، لكن الشهرة على ما يبدو ما زالت رفيق دربه، إذ ينتظره مشاهدو التلفزيون في موسم رمضان القادم ممثلاً كوميدياً في إحدى الأعمال الدرامية.

في هذا الحوار مع “مراسلون” يقول القصاص إن عالم السياسة كان مدرسة كوميدية بالنسبة له، وإن السياسيين هم أكبر الممثلين.

وفي ما يلي نص الحوار:  

مراسلون: كان حضورك داخل البرلمان لافتا من خلال لباسك الصحراوي وتدخلاتك الطريفة. هل كنت تبحث عن الفرجة والاثارة؟

القصاص: لم أكن أبحث لا عن شهرة ولا عن فرجة ولكن الناس تعودوا على الصورة النمطية للمسؤولين السياسيين النخبويين، وهو ما جعلني ظاهرة غريبة في المجلس التأسيسي وداخل الأحزاب التي تنقلت بينها.

لكن البعض يرى أنك كنت تبحث عن الفرجة بتدخلاتك ومواجهاتك المستمرة سواء مع رئيس المجلس أو مع زملائك النواب، فأنت تارة تصرخ وتزمجر وتارة تبكي وطوراً تستعرض عضلاتك في محاولة للاعتداء على من يخالفك الرأي.

كل تصرفاتي كانت عفوية وتعبر عن الأحاسيس التي أشعر بها. أنا كنت النائب الأكثر صدقا والمعبر الحقيقي عن هموم الشعب لأني قادم من أعماق الأوساط الضعيفة والمهمشة وكنت وأنا أقود سيارة الأجرة التي أعمل عليها لسنوات أستمع إلى مشاكل الناس.

حاولت كنائب في البرلمان أن أكون صوت المفقرين والمعدمين الذين ينخدعون بوعود السياسيين الذين يستغلون أصواتهم وحاجتهم لقضاء مآربهم وكنت أحاول عبر استفزازهم كشف زيفهم.

وكأنك تريد أن تقول أن كل السياسيين ممثلون؟

فعلا هم ممثلون بامتياز، والسياسة أول دروس الكوميديا. فالسياسيون يتلونون حسب مصالحهم وليس حسب قناعتهم أو انتماءاتهم الحزبية. وقد اكتشفت خلال تجربتي السياسية أن عبارات “الديمقراطية” و”حرية التعبير “مصطلحات فضفاضة وكذبة يستعملها السياسيون لخدمة مصالحهم وليس العكس.

هل ندمت على تجربتك السياسية وتريد الالتحاق بالتمثيل؟

فعلا ندمت شر الندامة ولعنت اليوم الذي وطأت فيه قدماي البرلمان. لقد خسرت الكثير من هذه التجربة.. حتى مصدر رزقي الوحيد (سيارة الأجرة والأغنام التي كنت أرعاها) فرطت فيها.. حتى أمول حملتي الانتخابية.. وأنا اليوم عاطل عن العمل وبالكاد أتدبر شؤوني لسداد نفقات عائلتي .

تتذمر دائما من الفقر ومن أن السياسة أفقدتك مورد رزقك رغم أنك جنيت الكثير. على الأقل فتحت لك هذه التجربة باب الشهرة.

نعم أنا فقير ولم أجن من السياسة غير توتر الأعصاب والانتهازيين الذين كانوا يحيطون بي، وبالكاد كنت أوفر مصاريف عائلتي. وأما عن الشهرة فقد كسبتها بسبب شخصيتي المختلفة وصدق مشاعري التي لا يملكها بقية السياسيين.

لكن الشهرة التي اكتسبتها جعلت شركات الإنتاج والإعلان ترشحك للعديد من الأعمال الدرامية التي ستجني منها الأموال.

أنا مواطن ومن حق كل مواطن أن يمارس حياته العادية. أم أن الشعب يريد أن أبقى سجين تلك  التجربة السياسية؟ أما عن رغبة شركات الإعلان والإنتاج الدرامي في التعامل مفي فأعتقد أنها أدركت ما لم يدركه السياسيون وهو أني قريب جدا من الشعب وأني صادق في مشاعري تجاهه.

أو لربما اكتشفت أيضا أنك تجيد التمثيل؟

(يقولها غاضبا) لست ممثلا! أنا أملك الكثير من رهافة الإحساس والصدق ما يجعلني قريبا من الناس.

أنتم الإعلاميون بارعون في مغالطة الناس.. لا تنقلون الحقائق كما هي وتصنعون نجوما سياسية من ورق.. تبحثون دائما عن  القشور وتقيمون الناس بمظاهرهم .. الساحة السياسية كلها ممثلون مخادعون والبرلمان أكبر مدرسة للتمثيل.. اذهبوا وابحثوا عمن خدع الشعب وباعه الأحلام الزائفة باسم الديمقراطية واتركوني وشأني … (يهم بمغادرة المكان وإنهاء الحوار) .

أكبر دليل على أن السياسة فن التمثيل أن رئيس أمريكا رونالد ريغن كان يعمل بمجال التمثيل قبل أن يدخل المجال السياسي . إذن ابراهيم القصاص ليس استثناءً .

هل تحلم أن تكون رئيس تونس؟

قلت منذ البداية أني اعتزلت العمل السياسي ولن أعود له مهما كانت المغريات لا أريد أن أكون لا رئيسا ولا وزيرا.. أريد أن أبقى ابن الشعب الفقير هل يحتاج كلامي إلى مزيد من التوضيح؟

أنت شديد العدائية مع الإعلاميين.. ألا تعتقد أن موقفك هذا قد يؤثر على مسيرتك الفنية الجديدة؟

أنا لست عدائيا ولكني سريع الانفعال والإعلاميون غالبا ما يحرفون تصريحاتي ولا أعرف إن كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد ولكن العديد منهم حاولوا تحويلي إلى ظاهرة مثيرة للاستهزاء وأنا أرفض هذا الأسلوب.

كيف تتوقع ردة فعل المشاهدين بعد عرض عملك الدرامي القادم خاصة وأنها أول مرة يتحول فيها سياسي إلى ممثل في تونس؟

لا يمكنني أن أتوقع مسبقا ردة الفعل لكن أعتقد أن جمهور المشاهدين سيحب عملي الدرامي القادم وأرجو أن يكون الإعلام رحيما وأن لا يظلمني كما ظلمتني السياسة ..

عفوا يجب أن أغادر الآن تنتظرني أعمال كثيرة حتى أتمكن من تأمين قوت عائلتي فحتى الدراما في هذا البلد لا يمكنها أن تحولك إلى شخص ثري ..

قبل المغادرة هل ستعود إلى سيارة الأجرة ورعي الأغنام؟

كل شيء وارد ..