“ما دامت الحكومات غير مهتمة بنا فلنتحرك” فكرة خطرت في رأس محمود أحمد مؤسس فريق “صعيدي جيكس” الذي مل من كثرة السفر الى القاهرة والاسكندرية لمتابعة أحدث معارض التكنولوجيا والبرمجيات حيث لا تقدم الشركات الكبرى على إقامة معارضها في الصعيد بالإضافة إلى عدم الاهتمام الحكومي والمجتمع بمنطقة الصعيد وخاصة في المجال التقني.

“ما دامت الحكومات غير مهتمة بنا فلنتحرك” فكرة خطرت في رأس محمود أحمد مؤسس فريق “صعيدي جيكس” الذي مل من كثرة السفر الى القاهرة والاسكندرية لمتابعة أحدث معارض التكنولوجيا والبرمجيات حيث لا تقدم الشركات الكبرى على إقامة معارضها في الصعيد بالإضافة إلى عدم الاهتمام الحكومي والمجتمع بمنطقة الصعيد وخاصة في المجال التقني.

يقول محمود أحمد، الشاب العشريني خريج كلية الدعوة والثقافة الاسلامية من جامعة الازهر: “أنا من محافظة قنا والصعيد مهمش وخارج دائرة الحسابات ويعيش فيه أكثر من 42 % من سكان مصر، لذلك قررت تأسيس مبادرة “صعيدي جيكس” هدفها الأساسي إنشاء مجتمع للرياديين والمطورين والمبرمجين والمصممين لتبادل الافكار والخبرات، تمهيدا لإقامة مشروعاتهم الخاصة فيما بعد”.

ويضيف: “نهتم بالموهوبين خاصة فى مجال التكنولوجيا التي نراها بداية التنمية فى كل المجالات ونعتبر منصة لرواد الأعمال فى صعيد مصر ونريد أن نكون مجتمعا تقنيا فى الصعيد كجزء من حلم انشاء وادي سليكون في الصعيد”.

فريق “صعيدي جيكس”

محمد أبو طالب أحد أعضاء فريق العمل، 26 عام، من محافظة سوهاج، أو المشاغب كما يلقبه زملائه، هو أول مدرب كفيف للمبصرين في صعيد مصر.

يشير أبو طالب إلى أن فريق “صعيدي جيكس” يضم في صفوفه 10 من الشباب والشابات بالاضافة إلى 31 “سفيراً” من مختلف محافظات مصر يساعدون فى التطوير ومتخصصون فى البرمجيات وغيرها. ويقول “أننا أسسنا “تويت آب” كتجمع للنشطاء التقنيين على تويتر فى الصعيد كما جمعنا العديد من شباب الـIT (المبرمجين) ونقيم لهم ورش عمل وبجانب ذلك نقوم بإطلاق حملات توعية في التكنولوجيا في مختلف محافظات الصعيد حتى لا يكون مجتمع الصعيد أميا فى هذا المجال، فهذه الأشياء لكى نتعلمها يجب أن نذهب الى القاهرة وهذا يكلفنا كثيرا”.

ويواصل: “وبما أننا نريد تكوين مجتمع تقنى فى الصعيد فنحضر لهم متخصصين من القاهرة والإسكندرية لعمل ورش عمل كما أننا نحتوى هؤلاء المبدعين الذين لا يجدون أي اهتمام فالتقنية والتكنولوجيا بداية تنمية المجتمع فى كل المجالات”.

الصعايدة يستخدمون الانترنت

وزير الاتصالات السابق عاطف حلمي أكد في تصريحات صحفية حدوث زيادة كبيرة في مستخدمي شبكة الإنترنت في مصر حيث قدر مستخدمو الإنترنت عام 2010 بـ19 مليون مستخدم ليصل عدد المستخدمين عام 2015 إلى 48 مليون مستخدم بخلاف الوصلات غير الشرعيّة.

محمد يسري الخبير التقني أكد ان محافظات الصعيد تمثل نسبة 35% من مستخدمي الانترنت في مصر ولكن هناك  سوء خدمة في توصيل الإنترنت في مصر ترتبط بعوامل عدة منها ضعف البنية التحتية، حيث ما زالت السنترالات المصرية تعتمد على الوصلات النحاسية وأوضح قائلا “في ما يخص خدمات الموبايل إنترنت نجد أن خدمة 3 جي لا تغطّي مصر كلّها بل مساحة 40% فقط في الوقت الذي اتّجهت دول العالم إلى تقديم خدمتي 4 جي و5 جي” لافتا إلى ارتفاع سعر الخدمة مقارنة بالدول المجاورة. وأوضح يسري أن احتكار تقديم خدمة الإنترنت يعد أحد أسباب سوء الخدمة.

“نواجه متاعب”

مبادرة “صعيدي جيكس” التي جاءت لتسد ثغرة التنمية المعلوماتية في الصعيد لم تجد دعما كافيا في البداية، واعتذرت المؤسسات الحكومية عن عدم توفير أماكن للورش التدريبية بدعوى أن المبادرة ليست جمعية أهلية، باستثناء محافظة المنيا التي وفرت قاعة للمبادرة، كما يقول محمود أحمد منسق المبادرة، والذي يضيف “على مدار 4 أعوام استهدفت صعيدى جيكس 50 الف من طلاب الجامعات والمدارس  ولنا صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتنماعي فيسبوك لها 150 الف متابع لكن تلك المبادرة ما زالت تواجه بعض المتاعب في التمويل أو العثور على أماكن للتدريب”.

محمود يشير الى ان المبادرة نظمت عددا من الفعاليات وصلت الى 100 ورشة عمل في 11 محافظة  منها “قطار صعيدي جيكس 1 و 2 و 3” والذي تنوع بين ورش عمل لاثراء المحتوى العربي في الانترنت وريادة الأعمال والتسويق وثقافة المصادر المفتوحة ومبادرة “قعدة صعيدي” وورش عمل وندوات وحملات مثل “ملكش حجه ” و”اعمل الصح “.

ويقول محمود “استهدفنا أيضا المرأة عن طريق مبادرة “التقنية لها” دربنا من خلالها الالاف بواسطة مدربات نظرا لتقاليد وعادات الصعيد وعملنا جولات في 2600 كم ونعمل حاليا على هدفنا لعام 2015 وهو الوصول للقرى والنجوع لنشر الثقافة التقنية”.

هاكرز صعيدي ينضم لقائمة شرف فيسبوك

6 ثغرات أمنية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اكتشفها الخبير الامني محمد عبد الباسط النوبي الشاب ذو الخمسة والعشرون ربيعا وأحد اعضاء الفريق من ابناء محافظة الاقصر، مركز اسنا، وخريج كلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا عام 2009 والذي يقول “بدات العمل بالقرصنة غير الاخلاقية من سرقة حسابات ودخول اجهزة وبعد انضمامي الى صعيدي جيكس سالت نفسي لماذا اقوم بالتخريب؟ ماذا لو قمت انا بالحماية ومساعدة تلك الشركات على حماية مواقعها؟ وبالفعل بدأت توجيه كل طاقتي للعمل على ذلك، وساعدني برنامج المكافات الخاص بالشركات الكبرى وهو أن تكافيء كل الهاكرز الاخلاقيين بمبالغ مالية ووضع اسمائهم بقائمة الشرف، وهو ما حدث معي في الفيسبوك حيث تم منحي مكافاة 8 الاف دولار واُدرجت في لوحة شرف ذوي القبعات البيضاء الخاصة بالخبراء الامنيين”.

يقول محمود أحمد إن لديهم قصص نجاح كثيرة لشباب من المتدربين ومن فريق العمل بينهم اندرو عزمي الخبير في ادارة المحتوى والذي يعمل في شركات كبرى متعددة الجنسيات.

مبادرة صعيدي جيكس تعمل بجد لجذب شباب الصعيد المهمش إلى التكنولوجيا المعلوماتية، لكنها لا تزال تواجه صعوبات تمويلية تأمل في حلها لكي تواصل جهودها.