“أن تسمع عن قصص الإرهاب أو تقرأ عنها فهو بلا شك أمر مؤثر، أما أن تعيش الإرهاب حقيقة فذلك أمر آخر لا يمكن لأحد أن يتخيله”. بهذه الكلمات بدأ وصال البوزيدي، الدليل السياحي التونسي يروي لنا الأحداث التي عاشها يوم الأربعاء 18 آذار/مارس تحت وقع الرصاص، في ما بات يعرف بأحداث متحف باردو في تونس العاصمة.
اعتاد وصال البوزيدي كغيره من الأدلاء السياحيين أن يرافق أفواج السياح القادمة من جميع البلدان في جولة بتونس العاصمة ومناطقها السياحية.

في ذلك اليوم الذي لن تنساه تونس كان كل شيء عادياً في البداية. “حتى الطقس كان مشمسا وملائماً للرحلات”، يقول.

“أن تسمع عن قصص الإرهاب أو تقرأ عنها فهو بلا شك أمر مؤثر، أما أن تعيش الإرهاب حقيقة فذلك أمر آخر لا يمكن لأحد أن يتخيله”. بهذه الكلمات بدأ وصال البوزيدي، الدليل السياحي التونسي يروي لنا الأحداث التي عاشها يوم الأربعاء 18 آذار/مارس تحت وقع الرصاص، في ما بات يعرف بأحداث متحف باردو في تونس العاصمة.
اعتاد وصال البوزيدي كغيره من الأدلاء السياحيين أن يرافق أفواج السياح القادمة من جميع البلدان في جولة بتونس العاصمة ومناطقها السياحية.

في ذلك اليوم الذي لن تنساه تونس كان كل شيء عادياً في البداية. “حتى الطقس كان مشمسا وملائماً للرحلات”، يقول.

“التحقت بميناء حلق الوادي باكرا لأستقبل مع زملائي وبقية سائقي حافلات وكالات السفريات مجموعة من السياح القادمين من عدة دول أوروبية وجنوب أمريكية وآسيوية”. كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحاً عندما انطلق وصال ومجموعته من ميناء حلق الوادي في اتجاه العاصمة.
يقول “وصلنا في حدود التاسعة صباحا إلى ساحة القصبة بالعاصمة حيث يمكن للسياح التجول في الأسواق العتيقة بتونس وابتياع بعض الأشياء المصنوعة تقليدياً ومنتجات الحرفيين التونسيين”.

“في حدود الساعة الحادية عشر صباحا انطلقنا في اتجاه متحف باردو حتى يطلع السياح على معروضات المتحف من لوحات فسيفسائية تعتبر الأكبر والأشهر في العالم”.

ويتابع الزيدي حديثه ” وصلنا إلى مقر المتحف في حدود منتصف النهار إلا الربع. دخلت الحافلة المقر  الرئيسي للمتحف بعد أن سبقتها حافلات أخرى إلى البهو. لم يقع تفتيشنا في الباب باعتبار أن عمليات المراقبة الأمنية قد تمت في ميناء حلق الوادي وبطبيعة الحال اسمي وأسماء الأدلاء وسواق الحافلات مسجلة عند وحدات الأمن مسبقا”.
حتى هذه اللحظة كان كل شيء يبدو طبيعياً بالنسبة للدليل السياحي. “لكن بمجرد أن توقفت الحافلة في الساحة الخارجية للمتحف وبالتحديد أما الباب البلوري حيث المكان مكتظ بالسياح الأجانب الذين أخذوا في النزول من حافلاتهم، كان هناك شاب في العشرينات من عمره يمر بين الحافلات الواقفة ويحمل حقيبة سوداء على ظهره…أنزلها من على كتفه وفتحها وأخرج منها سلاحا من نوع الكلاشينكوف”.

“إلى حدود تلك اللحظة لم يخطر ببالي أن هذا الشاب الذي يرتدي لباسا رياضيا، وقبعة على رأسه، وكانت كل ملامحه تقول أنه سائح، يمكن أن يكون إرهابيا، لكن المفاجأة انتهت مجرد أن أخذ يطلق الرصاص على الجموع الواقفة. كان بعض السياح الذين أرافقهم قد أخذوا في النزول حين لقوا وابل من الرصاص. أصوات الرصاص كانت في كل مكان وكان السياح نساء ورجالا يتساقطون ويهربون في كل اتجاه”.

ويواصل البوزيدي استدعاء تلك اللحظات “هربت باتجاه سور المتحف المحاذي لثكنة عسكرية فرأيت امرأة ايطالية وسائح ياباني قد وقعا مضرجين بدمائهما على السائق الذي انبطح في الحافلة”.

وبحسب مشاهداته فإن الشاب المسلّح لم يكن لوحده بل كان يرافقه شاب آخر يرتدي ملابس رياضية أيضا. وأخذ بدوره يضرب الرصاص في اتجاه ثم توجه الاثنان إلى داخل المتحف بعد أن تركا ساحة مأوى السيارات تغصّ بالجرحى والقتلى وبعد أن تعرضت بعض الحافلات إلى التهشيم بفعل وابل الرصاص المنفلت من الرشاشات.

وفي سؤال للبوزيدي عن الطريقة التي تمكن بها من الهرب قال إنه بحكم خبرته يعرف المكان جيدا وأنه سارع الاختفاء وتوجه نحو سور الثكنة، حيث بدأ مجموعة من الجنود في التأهب لمواجهة المسلّحين.
“كان الوضع هستيريا ويشبه حدوث زلزال أو كارثة، لم أستوعب الأمر إلا حين اخذ رجال الأمن في التدافع وجاءت وحدات التدخل. ولما هاجمت الوحدات الأمنية، فر الإرهابيان إلى داخل المتحف المليء بالسياح والزوار من الأطفال والأولياء”.
يؤكد وصال البوزيدي على أمر لاحظه وهو أن الإرهابيين لم يكونا يوجهان رشاشيهما نحو التونسيين بل كانا يريدان قتل السياح “والدليل أنهم اعترضوا بعض الزوار التونسيين ولم يقتلوهم”.
واصل البوزيدي يقول إنه نجا بأعجوبة من الموت ولولا القدر لكان من ضمن القتلى. يتأسف كثيرا على ما حدث ويقول “أرجو أن لا تؤثر هذه الحادثة على الحركة السياحية ببلادي، تونس بدأت تستعيد عافيتها اقتصاديا لكن الإرهاب يحاول أن يعيدها إلى نقطة الصفر”.