بمجرد الاعلان عن تشكيلة حكومة الحبيب الصيد، استأثرت مجدولين الشارني، كاتبة الدولة المكلفة بملف شهداء وجرحى الثورة، بنصيب الأسد من الانتقادات.

أولى الاتهامات لمجدولين هو أنها “استثمرت دم شقيقها” الشهيد سقراط الشارني والذي راح ضحية عملية إرهابية في سيدي علي بن عون، وذلك من أجل الحصول على منصب وزاري.

مراسلون التقت الشارني وسألتها عن أسباب قبولها بهذا المنصب، وكيف واجهت الانتقادات الموجهة إليها وبرنامج عمل وزارتها خلال الفترة القليلة القادمة. وفي ما يلي نص الحوار:

بمجرد الاعلان عن تشكيلة حكومة الحبيب الصيد، استأثرت مجدولين الشارني، كاتبة الدولة المكلفة بملف شهداء وجرحى الثورة، بنصيب الأسد من الانتقادات.

أولى الاتهامات لمجدولين هو أنها “استثمرت دم شقيقها” الشهيد سقراط الشارني والذي راح ضحية عملية إرهابية في سيدي علي بن عون، وذلك من أجل الحصول على منصب وزاري.

مراسلون التقت الشارني وسألتها عن أسباب قبولها بهذا المنصب، وكيف واجهت الانتقادات الموجهة إليها وبرنامج عمل وزارتها خلال الفترة القليلة القادمة. وفي ما يلي نص الحوار:

مراسلون: هل فعلا سعيت لنيل منصب في حكومة الصيد؟

في الحقيقة لم أقدم ترشحي لهذا المنصب ولم أسع إليه. كنت أحلم بدخول الأكاديمية العسكرية، وسبق وأن أودعت سيرة ذاتية في وزارة الداخلية لأني كنت أرغب في خدمة تونس من أي موقع. وبحكم أني أشغل منصب معتمدة في مركز ولاية منوبة (محاذية للعاصمة تونس) اتصلوا بي واقترحوا علي  كتابة الدولة لشهداء وجرحى الثورة، فلم أتردد في قبول هذه الخطة لأني أعرف الملف جيدا ونظرا لأهميته الإنسانية والاجتماعية.

قبلت الخطة رغم يقيني أنّ الملف معقد وصعب ومع ذلك قبلت المهمة. ربما لو كان منصب آخر لما قبلته. أعرف جيدا معنى كلمة شهيد ومعني كلمة جريح ثورة، فالكثير من العائلات كانت كل أحلامها في الشخص الذي استشهد وجميعنا اشتركنا في الآلام ووحدتنا المأساة والوجع هو نفسه. لقد تعاقبت عديد الحكومات على الملف ولم ينصفوا عائلات الشهداء والجرحى وأعدهم أني سأعمل بضمير على أمل إنصاف الجميع.

لماذا أثار تعيينك في خطة كاتبة دولة عديد الانتقادات؟

لو أنّ كل مسؤول في تونس خير أن يتراجع بسبب الانتقادات ويهرب من المسؤولية فمن سيخدم البلاد؟ في الحقيقة لم يتصل بي أي شخص ليبلّغني عن احتجاجه ورفضه لتعيني بل وصلتني عدة اتصالات من عائلات الجرحى والشهداء ممن ثمنّوا تعييني ككتابة دولة لشهداء وجرحى الثورة. بل إنّ هناك مجموعة من المتطوعين كوّنوا صفحة خاصة على “الفايسبوك” باسم كتابة الدولة لشهداء وجرحى الثورة ودوّنوا ملاحظاتهم ومقترحاتهم التي سآخذها بعين الاعتبار، وهناك حتى من  أمدوني بملفات جرحى الثورة. وأنا أعتبر أنّ بعض الرافضين لاختياري حصل لديهم خلط في فهم الخطة فكتابة الدولة لن تحل محل القضاء بل ستعمل على ردّ الاعتبار لعائلات جرحى وشهداء الثورة. سمعت بعض الأشخاص يردّدون عن جهل أنّ هناك شهيد أفضل من شهيد ولأني شقيقة أمني فقد تم اختياري لهذا المنصب وكل هذا غير صحيح لأن عائلات كل الشهداء والجرحى سواسية. أمامنا خطة عمل لـ100 يوم ورغم أنّ مدة 3 أشهر قصيرة لكنّنا سنرّكز على الحالات الطارئة خاصة وأن هناك جرحى مقعدين وآخرون لا يتحركون وهناك من يحتاج إلى العلاج وبالتالي ستكون الملفات العاجلة من ضمن أولوياتنا فقد حان الوقت لردّ الاعتبار لشهداء وجرحى الثورة في تونس.

كيف تقبّلت الانتقادات التي وجهت لك؟

في الحقيقة أفضل السكوت وعدم الرّد على مثل هذه الحملات، فلا يمكن لهؤلاء أن يكتووا بالنار التي اكتوينا بها. هم لا يعرفون معنى فقدان أخ في ظروف غامضة وفي كمين كالذي حصل في سيدي علي بن عون. المنتقدون يتحدثون عني بالسوء لأنهم انخرطوا في تجاذبات سياسية، وبالتالي أترّفع عن الرّد عليهم، ولا أتابع ما يقال. طبيعي أن ينتقدني البعض وأن لا يحبني البعض الآخر ويكفيني فخرا أنّ عائلات شهداء وجرحى الثورة من محافظات “قابس” و”مدنين و”سيدي بوزيد”يساندونني.

كيف ستكون طبيعة عملك؟

عملي سيكون مع العائلات، سأستمع إليهم وسأزورهم في كل مكان من تراب الجمهورية التونسية وأنا متأكدة من أن من ينتقدني اليوم سيتفهمني ذات يوم ويدرك  أنه أخطأ في حقي.

أتفهم احتجاج البعض على وضعية أولادهم الجرحى ومن حقهم بعد 4 سنوات من الثورة أن يتحصلوا على العلاج والأدوية، وهو ما يجب التركيز عليه بعيدا عن خطابات التفرقة والتهديم والتحريض.

كيف عشت لحظة المصادقة على الحكومة وهل وجدت مساندة من العائلة؟

عندما كنت في المجلس، أثناء المصادقة على الحكومة، شعرت أنّ شقيقي الشهيد سقراط ينظر إلي، وتمنيت لو كان حاضرا ليشهد تلك اللحظة، شعرت أنه يشجعني كعادته ويوصيني بالانتباه على نفسي كما تعود دائما، فنحن ثلاث بنات وهو الولد الوحيد و الأصغر في العائلة.

وأنا جد فخورة بأنّ لدي شقيق اسمه “سقراط” لقد تحوّل إلى رمز وهو مثال الأمني المنضبط المثقف فقد استبسل في مكافحة الإرهابيين إلى أن مات.

ما أسعدني أن هناك الكثير من الإجراءات التي اتخذت بعد وفاته في مجال مكافحة الإرهاب. سقراط كان شخصا طموحا لقد عمل 3 سنوات واليوم يستعملون المقترحات والأطروحات التي قدّمها ويعملون بها.

ما رأيك في ظاهرة الإرهاب والشباب الذي يقع ضحية استقطاب المجموعات التكفيرية؟

سبق وأن صرحت أننا في حرب ضد الإرهاب والمقاومة ليست فقط بالسلاح والرصاص بل تكون بتوعية الشباب وغرس الثقافة ومحاربة الجهل. بعد الثورة لم تأخذ الحكومات المتعاقبة مسألة استقطاب الشباب على عاتقها. يجب معالجة المشكلة معالجة جذرية والى الآن لازلنا ندفع الثمن ونرسل شبابنا إلى سوريا وإلى “داعش”. البعض لازال يردد أن “داعش” لم تصل إلى تونس ولكنها وصلت وموجودة  فعندما قطع رأس الأمني حسن السلطاني في الكاف، وعندما  ترصدوا”محمد علي الشرعيبي” في زغوان وحرقوا الجنود في رمضان، أليست كلّ هذه الأعمال هي ممارسات لداعش؟ متى نقرّ أن داعش بيننا للأسف؟ لازلنا نبحث عن تفسير للإرهاب وفي الحقيقة لا يوجد أقوى وأبلغ من هذا التفسير الذي أمام أعيننا.

أين وصلت قضية شقيقك سقراط الشارني الذي قتلته مجموعات إرهابية؟

حاليا القضية في الدائرة الجنائية، وقريبا سنطلب إعادة التحقيق في القضية لأن الملابسات غامضة. هناك تغافل ربما قد لا يكون مقصودا وخاصة في بعض النقاط. لا يزال ملف قضية سيدي على بن عون غامضا ولا يمكن أن نصرح حاليا بكل شيء لكن ما أقوله أنها قضية متشعبة وتتعلق  بأمن الدولة.