أثار إعلان الحكومة الفرنسية قرار دفن الضحايا الأربع للعملية الإرهابية التي استهدفت متجر “الكوشير” بباريس في 9 كانون الثاني/يناير 2015 جدلا كبيرا في الشارع التونسي وحتى على شبكات التواصل الاجتماعي.

يوهاف حطاب (21عاما) أحد ضحايا هذه العملية لا يحمل إلا الجنسية التونسية وهو إبن حاخام كنيس حلق الواد ومدير مدرسة يهودية في تونس، انتقل إلى فرنسا لدارسة التجارة الدولية.

أثار إعلان الحكومة الفرنسية قرار دفن الضحايا الأربع للعملية الإرهابية التي استهدفت متجر “الكوشير” بباريس في 9 كانون الثاني/يناير 2015 جدلا كبيرا في الشارع التونسي وحتى على شبكات التواصل الاجتماعي.

يوهاف حطاب (21عاما) أحد ضحايا هذه العملية لا يحمل إلا الجنسية التونسية وهو إبن حاخام كنيس حلق الواد ومدير مدرسة يهودية في تونس، انتقل إلى فرنسا لدارسة التجارة الدولية.

لكن الشاب  التونسي اليهودي، الذي كان يدرس في باريس منذ سنتين، دفن في مقبرة في القدس، مثله مثل الضحايا الثلاثة الآخرين رغم أن والده “باتو حطاب” أعلن في تصريح على قناة فرنسا 2 عقب مقتل ابنه أنه سيدفنه في تونس وأن يهود تونس يعيشون بسلام ولم يتعرضوا إلى أي مضايقة حتى بعد ثورة 14 جانفي/ يناير 2011 معتبرا تونس أرض التسامح بين الأديان.

بعض الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي رأوا في قرار الدفن توظيفا سياسيا لمقتل “يوهاف” خصوصاً وأن الضحية كان يعتز بجذوره التونسية. وقد تداولت شبكات التواصل صورته ملتحفا بالعلم التونسي إثر الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة في أحد مكاتب الاقتراع بالعاصمة الفرنسية.

واعتبر “سيون كوهين” أحد أفراد الجالية اليهودية في تونس وصديق الضحية الذي التقته “مراسلون” أمام الكنيس اليهودي بالعاصمة خلال وقفة للترحم على روح الضحية أن تونس أرض تسامح وتعايش بين الأديان وأنه لم يشعر في يوم من الأيام أنه يختلف عن بقية التونسيين مشيرا إلى أن صديقه يوهاف كان ناشطا في المجتمع المدني وأنه كان ينوي العودة إلى تونس بعد إنهاء دراسته.

وعلق سيون على قرار دفن صديقه في إسرائيل بأن هذا القرار “ديني بحت ولا علاقة له بالسياسة” وأن “القدس عاصمة كل الأديان” وأن “مقبرة جبل الزيتون التي دفن فيها ضحايا العملية الإرهابية بباريس لها بعد ديني كبير وهي بمثابة الأرض المقدسة  وهذا ما يعد تكريما للضحايا” حسب تعبيره .

وقال يعقوب لولوش رئيس الجمعية الثقافية اليهودية بتونس الذي كان يحمل العلم التونسي خلال وقفة الترحم على روح يوهاف حطاب أن تونس دفعت ثمنا باهظا جدا في الاعتداءات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.

واعتبر لولوش أن مقتل حطاب خسارة كبيرة لتونس لأنه كان شابا ورحل إلى فرنسا للدراسة عازما بشدة على العودة يوما، مشيرا إلى أن الضحية ككل اليهود التونسيين يعتز بانتمائه لتونس وولائه لها وأن دفنه في إسرائيل “إجراء ذو طابع ديني بحت وتكريم لضحايا هذه العملية لرمزية وقدسية مقبرة جبل الزيتون التي تعتبر مرقدا للأنبياء”.

في المقابل قالت رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات في تونس يمينة ثابت، “كنت أتمنى أن يدفن يوآف حطاب في تونس، ولكن الاختيار مشيئة أسرته، ويجب علينا احترامها، إنه تصرف ديني، بعيدا عن السياسة والصراعات”. “ولو دفن الشاب يوهاف  حطاب في تونس، لكان ذلك دليلا على التسامح الديني في تونس، وتكريسا للتنوع والتعايش اللذين يميزان الشعب التونسي”، تتابع رئيسة الجمعية.

في المقابل عبرت السيدة ثابت عن قلقها من صمت الحكومة التونسية إزاء الحادثة الإرهابية التي ذهب ضحيتها حطاب في باريس معتبرة أن يوهاف مواطن تونسي وكان على الحكومة أن تصدر بيانا أو أي موقف رسمي للتنديد بهذا الفعل الإجرامي.

من جانبها قالت مصادر إعلامية بوزارة الخارجية لـ”مراسلون” أن وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي اتصل هاتفيا بباتو حطاب والد الشاب  يواف حطاب وقدّم تعازيه لأسرة الضحية معبرا عن تضامن التونسيين مع مصاب العائلة بفقدانها لأبنها الذي كان يتابع دراسته الجامعية بفرنسا.

وشددت وزارة الخارجية  على أن “تونس لا تفرق بين أبنائها وأن التونسيين تعايشوا طيلة تاريخهم الطويل مسلمين ويهودا ومسيحيين دون أي تفرقة وأنها ستضل وطنا للتسامح والسلام” معتبرة أن قرار دفن الضحية في إسرائيل “عائلي” ولا دخل لوزارة الخارجية فيه.