مع بدء موسم “كسر” (جني) القصب بقنا هذا العام، وموعده من نهاية شهر ديسمبر وحتى منتصف يوليو القادم، ظهر العديد من الشكاوى من قبل المزارعين. فهم يشكون أن سعر طن القصب الذي وصل ٤٠٠ جنيه لا يعد كافيا، بسبب أسعار الأيدي العاملة فى خدمة القصب حيث زاد أجر العامل الزراعي إلى 100 جنيه بدلا من 60 جنيه فى اليوم مقارنة بالموسم الماضي، فضلا عن ارتفاع الأسعار بشكل عام.

مع بدء موسم “كسر” (جني) القصب بقنا هذا العام، وموعده من نهاية شهر ديسمبر وحتى منتصف يوليو القادم، ظهر العديد من الشكاوى من قبل المزارعين. فهم يشكون أن سعر طن القصب الذي وصل ٤٠٠ جنيه لا يعد كافيا، بسبب أسعار الأيدي العاملة فى خدمة القصب حيث زاد أجر العامل الزراعي إلى 100 جنيه بدلا من 60 جنيه فى اليوم مقارنة بالموسم الماضي، فضلا عن ارتفاع الأسعار بشكل عام.

كذلك يشكو المزارعون من عدم التزام شركات السكر بتنفيذ وعودها السنوية بمد خطوط الديكوفيل(خطوط سكة حديد لنقل قصب السكر من المزارع إلى شركات عصره وتكريره) في الأماكن البعيدة فضلًا عن تهالك الخطوط الحالية، والتي تكلف المزارعين مصاريف إضافية في نقل المحصول من الأرض إلى المصنع، وتحميل المزارع مصاريف إضافية أيضًا حال انقلاب القاطرات.

جدير بالذكر أن خطوط الديكوفيل تمتد من مصنعي سكر”دشنا ونجع حمادي” فى العديد من الاتجاهات التي تقع على الخطوط المتاخمة لزراعات القصب، وهي عبارة عن شبكة من القطبان تختص كلا منها بمجموعة من الأفدنة الزراعية، حيث تتجمع عربات نقل القصب التي تشبه قطار نقل البضائع محملةً بالقصب كلها فى عدة مراكز تسمي بـ “الشونة”  ثم تنطلق متجه إلى مصانع السكر.

زيادة غير كافية لسعر الطن

يعد محصول قصب السكر من المحاصيل الهامة في محافظة قنا، حيث يتم زراعة أكثر من ٢٢٠ ألف فدان به سنويا، ما يمثل 60% من جملة المساحة المزروعة به على مستوى جمهورية مصر العربية، وفقا لمديرية الزراعة بقنا.

لكن أسعار بيع المحصول ليست كافية بالنسبة للفلاحين. بالرغم من زيادة سعر طن قصب السكر من ٣٦٠ إلى ٤٠٠ جنيه. فقد وافق مجلس الوزراء هذا الموسم على اقتراح وزارة الاستثمار بزيادة سعر استلام طن قصب السكر من المزارعين والموردين من 360 جنيه إلى 400 جنيه للطن على أن تتحمل وزارة التموين منها 100 جنيه وهو مقدار دعم المزارع نيابة عن شركة السكر والصناعات التكاملية  عقب تهديد مزارعي القصب بقنا بالامتناع عن التوريد للشركات.

وتقوم وزارة الاستثمار بالتشاور مع وزارة الزراعة ومسئولي الجمعيات الزراعية ومنتجي القصب حول الأسعار بتحديد سعر الطن  بما يتماشي مع طبيعة السوق وأسعار المستلزمات الزراعية خلال الموسم الزراعي، وفقا للدكتورة أمل اسماعيل وكيل وزارة الزراعة بقنا.

ويقول محمد حسين خلف الله، مزارع من ناحية الحبيلات الشرقية بأبوتشت، إن أسعار الأسمدة والسولار مرتفعة على المزارعين، مطالبا بعدم رفعها لأن رفع السعر يجعل المزارع غير قادر على توفير الكمية المناسبة للمحصول مما ينتج محصول ضعيف الإنتاج لأنه لا يستطيع رى الأرض أو إعطائها الأسمدة الكافية.

أسبوع على الطريق

مشكلة نقل المحصول هي واحدة من أهم المشكلات التي يواجهها المزارعون. إذ تتراوح رحلة القصب من المزارع إلى المصانع ما بين 3 و7 أيام على خطوط الديكوفيل، وهو ما يضعف إنتاجية المحصول من السكر، ويكبد المزارع خسائر إضافية. لذا يطالب حشمت وزيري، مزارع وعضو الجمعية الزراعية بقنا بزيادة الإجراءات الأمنية  لحماية المحصول من السرقة أثناء عملية نقله من الحقول إلى المصانع ،حيث يوجد فاقد كبير نتيجة عدم وجود حراسة أمنية عليه لطول المسافة بين المصنع والزراعات، مؤكدا أن رغم ذلك يقوم مجلس المحاصيل السكرية بخصم 5جنيه على كل طن تحت بند الحراسة الأمنية لنقل المحصول للشركات.

وأكد أحمد محمد ابو الوفا، رئيس نقابة الفلاحين بمحافظة قنا، وجود مشكلات فى النقل حيث يتم نقل المحصول سواء عن طريق الديكوفيل أو النقل ب”السيارات المقطورة ” حيث أن الشركة تخصص 4جنيه للنقل فى حين أن النقل يكلف المزارع أكثر من 60 جنيه خاصة فى الأراضي التي لن يصلها خط الديكوفيل  فضلا عن استغلال سائقي سيارات النقل للمزارعين حيث يأخذ السائق 300 جنيه مقابل نقل المحصول كنوع من الرشوة فى حين أنها المفروض تتم بدون مقابل.

يؤكد جمال على حمزة “مزارع” تهالك خطوط حديد قطارات «الديكوفيل»مما يحدث العديد من الحوادث التى تؤدى الى تدمير المحصول بسبب خروج العربات عن القضبان، وفى حالة اللجوء الى الجرارات الزراعية  واللوارى والشاحنات  لنقل المحصول ترفض إدارة مصنع السكر سداد قيمة تكاليف النقل ويتحملها المزارع.

السلالة أصبحت ضعيفة

من ضمن المشاكل الأخرى التي تعانيها زراعة قصب السكر جودة السلالة. فقد أوضح المهندس مدني حمادي، نقيب الزراعيين بقنا، أن من أكثر المشكلات التي يعاني منها الفلاحين أن سلالة القصب منذ ما يقرب من 40 سنة وهي “ســ9 ” لم تغيرها الزراعة  والأجهزة البحثية لم تنتج أصناف جديدة مناسبة لطبيعة التربة وعالية الإنتاج، مما نتج عن ذلك ألفة السوسة والآفات على هذا الصنف مما يتسبب فى خسائر كبيرة بالمحصول كل عام.

ومن جانبه قارن اللواء مختار فكار، نقيب مزارعي القصب بقنا، مصر بدولة البرازيل قائلا إن البرازيل لديها أكثر من 100 سلالة للقصب في حين أن مصر تعتمد على صنف واحد رغم أن المحاصيل السكرية تُحصّل 1،5 جنيه على كل طن تحت بند التطوير الزراعي وينتج الفدان 38 طن كل عام، بمعنى أنه يتم تحصيل أكثر من 9 مليون جنيه العام الماضي للتطوير الزراعي دون عائد على المزارع، حسب كلام فكار.

وأوضح ” فكار ”  أن 95% من الأراضي الزراعية بمحافظة قنا تزرع بمحصول القصب وان أولى المشاكل التى تواجه زراعة القصب بالمحافظة هو ارتفاع سعر السماد الكيماوي بالإضافة إلى نقص الكميات لافتًا إلى أن شيكارة السماد كانت تطرح بسعر 75 جنيهًا ووصل سعرها إلى 100 جنيه وفى السوق السوداء إلى 160 جنيهًا ما يمثل عبئًا كبيرًا على المزارع.

من جانبه قال المهندس أشرف عبد الرزق، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بزراعة قنا، إن المديرية تعمل الآن على اختبار أربعة أصناف جديدة من سلالة قصب السكر لمعرفة الأنسب للتربة بمحافظة قنا حتي تكون بديلا لسلالة ” س9″ وذلك بالتعاون مع مراكز البحوث فى شركات القصب بهدف تحسين المعاملات الزراعية ومقاومة التفحم من خلال تحليل التربة وعمل تحسين لها.