أمل سويد (26 سنة)، طالبة تنتمي إلى حزب حركة النهضة الإسلامي، ترّشحت للانتخابات التشريعية عن دائرة قابس ونالت ثقة أهالي الجنوب لتنجح في دخول عالم السياسة من الباب الكبير، البرلمان التونسي.

أمل سويد (26 سنة)، طالبة تنتمي إلى حزب حركة النهضة الإسلامي، ترّشحت للانتخابات التشريعية عن دائرة قابس ونالت ثقة أهالي الجنوب لتنجح في دخول عالم السياسة من الباب الكبير، البرلمان التونسي.

هي النائبة الأصغر سنا، لم تكن تتخيل أنّ أول حضور لها بمجلس النواب ستتداوله بكثافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. ظهرت أمل في الجلسة الافتتاحية يوم 2 كانون الأول/ديسمبر وهي تنادي بأسماء النواب الحاضرين في قبة البرلمان بباردو فبالغت في ارتكاب الأخطاء مما جعلها محل تندر، ولعل أكثر أخطائها تداولاً كان نطقها اسم النائب مهدي بن غربية “مهدي غريبة” و”الغريبة” في تونس هو نوع من الحلويات التقليدية.

كثرة الأخطاء جعل معظم التونسيين ممن تابعوا الجلسة الافتتاحية التي بثتها القنوات التلفزية مباشرة، يتساءلون عن تكوين هذه الفتاة الشابة وثقافتها ومدى إلمامها بالشأن السياسي. “مراسلون” التقت أمل سويد فكان الحوار التالي:

مراسلون: من هي أمل وكيف دخلت غمار الحياة السياسية؟

أمل سويد: أنا من مواليد 1988 طالبة بالمرحلة ثانية ماجستير في الرياضيات، أصيلة محافظة قبلي (500 كلم جنوب تونس) ولكني أعيش في قابس (400 كلم جنوب العاصمة) وطالما حلمت بدخول عالم السياسة. انخرطت في حزب حركة النهضة، وكنت من مؤسسي مكاتب الشباب الممثلة للحزب بالجهة، وخلال الثلاث سنوات الماضية نشطت طلابيا في جامعة قابس. وفي الحقيقة هذا العمل مهم جدا في التكوين ويعطي للشاب ما لا يمنحه أي نشاط آخر، أما النشاط الحزبي فقد ساهم في تكويني سياسيا. ورغم أني كنت في المرتبة الثانية على قائمة المترشحين عن الحزب في الجهة فقد تمكنت من الفوز والوصول إلى مجلس النواب.

كونك أصغر نائبة هل يحمّلك هذا الأمر مسؤولية؟

من أهدافي الأساسية  والأولى أن أمثّل الشباب وأبلّغ صوتهم. أريد أن أثبت لنفسي أوّلا وللمجتمع ثانيا أنّ الشباب بمقدوره المشاركة في الحياة السياسية. لديّ مشروع كبير مع مجموعة من النواب في المجلس يعتمد على تمثيل الشباب في كل اللّجان وفي مكتب مجلس الشعب وسنثبت أن الشباب جدير بالعمل السياسي وقادر على أخذ القرار.

بماذا تفسرّين عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات؟

عدد كبير من الشباب يعتقد أن الساسة لا يهتمون بهم وبمشاكلهم ولا يهتمون بالبطالة و نقص الإمكانيات، وهذا الإحساس تحول لا إراديا أو إراديا إلى عقاب.

هل تغيّرت حياتك بعد دخولك إلى مجلس نواب الشعب؟

نعم، حياتي كشابة وكطالبة تغيّرت كثيرا. سأتعرف على أناس جدد وسأكسب المزيد من الخبرة خلال هذه الفترة القصيرة. سأخطئ وسأستفيد من الخطأ، والمطلوب من كافة الهياكل المجتمعية أن تساعد الشباب حتى عندما يخطئون.

على ذكر الخطأ، أثارت زلات اللسان في نطقك لأسماء النواب وخاصة اسم أحدهم ضجة كبرى، ما تعليقك على ذلك؟

في الحقيقة تقبلت المسألة بصدر رحب وبابتسامة. وبالمناسبة أوّجه تحية إلى النائب مهدي بن غربية الذي  تقبّل أيضا الأمر بابتسامة حتى أننا تحدثنا لاحقا وخرجنا معا من القاعة. الأجواء كانت داخل القاعة جدية للغاية وكانت تلك الزلّة بمثابة المزحة التي بعثت القليل من الضحك في صفوف الحاضرين.

لكني فوجئت لاحقا بالإعلام وبمواقع التواصل الاجتماعي وقد ضخّمت الأمر كثيرا. أعتبر أن الخطأ وارد جدا وطبيعي خاصة وانّ الأوراق التي منحونا إياها تضمنت عديد الأخطاء المطبعية وحتى الحروف كانت ناقصة وقد حصل الخطأ في عديد الأسماء.

في الحقيقة أعرف النائب معز بن غربية جيدا ولدينا علاقات طيبة معه ولكني في تلك اللحظة وأمام الرهبة التي تملكتني في ذلك المنبر لم أربط بين الاسم المدون على الورقة والشخص المعروف.

ماذا عن الدراسة بعد أن أصبحت نائباً؟

أمام المسؤولية التي يفرضها موقعي الجديد كنائب سأتخلّى هذه السنة عن الدراسة وستكون سنة بيضاء، ولكني سأتمم  دراستي في السنوات القادمة لأني أؤمن أن الشاب يجب أن يكون لديه مستوى علمي مرموق. وتونس تحتاج إلى شبابها المتعلّم.

ماهي مكانة الشباب والمرأة في حركة النهضة؟

كوني نائب عن حركة النهضة ومرّشحة على رأس قائمة حزبية فهذا دليل على أنّ الحركة تعطي الشباب وخاصة المرأة مكانة ريادية وهامة فالحركة مطعّمة بعدد كبير من الشباب والنساء.

وماذا عن موقع حركة النهضة في المشهد السياسي؟

النهضة لم تهزم و حصولها على 69 مقعدا ليس بالأمر الهيّن ووجودها في المجلس سيضمن التوازن، فالمشهد السياسي  يجب أن لا يقوم على الاستقطاب الثنائي.

نحن في حركة النهضة نتبنى منطق التوافق والتشارك بين جميع الأحزاب لأننا نؤمن بثقافة التعايش. ونعتبر أنّ المرور من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الدائمة لا يكون إلا بالتوازن، لأن السياسية ليست دائما خصام وصراخ.

بما توّدين أن تختمي هذا اللّقاء؟

شبابنا كان ضحية عهود طويلة من الاستبداد، اليوم  وبعد الثورة لا نريده أن يكون في خطر. رسالتي للسياسيين هي دعوتهم أن يشرّكوا الشباب في السياسة لأن عزوفه عن  الشأن السياسي علامة خطرة، فالشباب هم المستقبل ولا بدّ من إخراجهم من العزلة والسلبية نحو العطاء.