لا تزال الأخبار المتعلقة باختطاف الصحفي التونسي سفيان الشورابي والمصور المرافق له نذير القطاري في ليبيا شحيحة، إلا أن معلومات نقلها مختار الشواشي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لـ”مراسلون” تشير إلى أن الصحفيين “بخير، ولكن لا تفاصيل عن موعد إطلاق سراحهما” معتبرا أن التسريبات التي تشير إلى قرب إطلاق سراحهما لا تزال غير مؤكدة.  

وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية في تونس بعد حجز دبلوماسيين تونسيين في تموز /يوليو الماضي واللذين تم إطلاق سراحهما بصعوبة بالغة بعد عدة أشهر من المفاوضات والوساطات.

لا تزال الأخبار المتعلقة باختطاف الصحفي التونسي سفيان الشورابي والمصور المرافق له نذير القطاري في ليبيا شحيحة، إلا أن معلومات نقلها مختار الشواشي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لـ”مراسلون” تشير إلى أن الصحفيين “بخير، ولكن لا تفاصيل عن موعد إطلاق سراحهما” معتبرا أن التسريبات التي تشير إلى قرب إطلاق سراحهما لا تزال غير مؤكدة.  

وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية في تونس بعد حجز دبلوماسيين تونسيين في تموز /يوليو الماضي واللذين تم إطلاق سراحهما بصعوبة بالغة بعد عدة أشهر من المفاوضات والوساطات.

وكان الشورابي والقطاري  قد انتقلا إلى ليبيا منذ يوم 2 أيلول/سبتمبر 2014  للقيام بتغطية إعلامية لفائدة  قناة “فرست تي في” التونسية الخاصة، ولكن نظرا لعدم حصولهما على إذن رسمي للمهمة الصحفية التي ينويان القيام بها داخل التراب الليبي ولاقترابهما من منشآت نفطية  فقد تم احتجازهما في السابع من الشهر نفسه قبل أن يتم إطلاق سراحهما، وتمكنا بعد ساعات قليلة من عملية الإفراج عنهما من الاتصال بعائلتيهما لتنقطع أخبارهما مجددا صبيحة اليوم التالي.

اتصالات حكومية

وزير الشؤون الخارجية منجي الحامدي حمّل الحكومة الليبية المسؤولية الكاملة في الحفاظ على سلامة الصحفيين  المختطفين. و خلال لقاء مطوّل جمعه بنظيره الليبي محمد الدايري على هامش مشاركته في المنتدى العالمي للاستثمار المنعقد بجنيف من 13 إلى 16 تشرين الأول/أكتوبر، حث الحكومة الليبية على القيام بجميع المساعي للتعرف على مكان تواجدهما وإطلاق سراحهما وتأمين عودتهما في أقرب الآجال إلى تونس.

وقال مختار الشواشي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان الوزارة تجري اتصالات مع جهات رسمية وأخرى غير رسمية في ليبيا كما تم  تكوين لجنة خاصة لمتابعة الموضوع، موّضحا انها إلى حدّ الساعة تجهل الجهات الخاطفة.

وأضاف الشواشي: “نتفهم جيدا قلق الأهالي ولهذا جلسنا معهم في عدة مناسبات وفسرّنا لهم حساسية وصعوبة الموضوع”.

وكان وزير الداخليّة الليبي عمر السنكي قد أكد خلال لقاء مع نظيره التونسي يوم الثلاثاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2014  أنّ وزارته قامت بتحديد مكان تواجد الصحفيين التونسيين المختطفين لدى إحدى القبائل وأنهما في حالة جيدة، مضيفا إنّه سيقع إطلاق سراحيهما خلال أسبوعين على أقصى تقدير.

تحركات المجتمع المدني

بدورها كونت نقابة الصحافيين التونسيين “خليّة أزمة” لمتابعة الموضوع وللمطالبة بالإفراج عن الصحافيين  المحتجزين في ليبيا وقد توّجهت إلى الجهات الرسمية الليبية برسالة لإيجاد حلول من شأنها أن تقود الى الافراج عنهما.

وقال زياد دبّار عضو النقابة لـ”مراسلون” انّ خلية الأزمة التي شكلتها النقابة تتابع يوميا موضوع الصحفيين المحتجزين، مؤكدا انه و “لغاية اليوم لا توجد أي مستجدات في  هذا الملف ماعدا بعض الاخبار التي وصلت عن  تواجدهما في  منطقة أجدابيا الليبية وهي أخبار غير مؤكدة” .

وأشار دبار إلى ان آخر الأخبار تشير إلى ان الصحفيين المختطفين بخير مبينا ان “الأوضاع الأمنية في ليبيا معقدة جدا وان الخيوط متشابكة حيث انه لا يوجد طرف واحد يمكن التفاوض معه” .

وشدّد على ضرورة التحلّي بـ”المسؤولية” في التعاطي مع هذا الملف نظرا لدقّته وضمانا لسلامة الصحفيين، ودعا الى الحرص على استقاء المعلومات من مصادرها ومن خلية الأزمة.

ودعا مركز تونس لحرية الصحافة (منظمة غير حكومية) السلطات التونسيّة إلى التدخل العاجل من أجل إنهاء ملف إحتجاز الصحافيين سفيان الشورابي والمصور المرافق له نذير القطاري.

وكان المركز قد دعا البعثة الأممية في ليبيا إلى إيلاء هذا الموضوع أهميّة قصوى واستعمال صلاحياتها وعلاقاتها لإطلاق سراحهما.

مكونات المجتمع المدني في تونس نظمت يوم  السبت 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 وقفة  تضامنية لمساندة الصحفي سفيان الشورابي والمُصور نذير القطاري في ساحة باستور بالعاصمة تونس.

هذه الوقفة التضامنية حضرها عدد من أفراد عائلتيهما وصحافيون ومدوّنون ومحامون وممثلون عن جمعيات مدنية مثل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وفرع تونس لمنظمة مراسلون بلا حدود والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنظمة التونسية لمناهضة العنف السياسي معبرّين عن تضامنهم الكامل مع المختطفين.

في المقابل صرّحت ممثلة منظمة “مراسلون بلا حدود” فى تونس ياسمين كاشا أن الوقفة نظمت تضامنا مع الصحافيين وعائلتيهما وان المنظمة مع حق الصحافيين في الحرية والعمل فى كنف الأمان.

من جهته عبرّ فرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان بتونس العاصمة فى بيان وزّع أثناء الوقفة المنتظمة بساحة باستور عن تضامنه الكامل مع المختطفين ومع كافة الصحافيين من أجل الكلمة الحرة والصورة الصادقة.

هواجس العائلتين

تعيش عائلة نذير القطاري  بدورها على أمل الإفراج عن ابنها. ويقول والده سامي ان جميع السيناريوهات واردة في ليبيا، معبرا عن قلقه العميق على سلامة ابنه.

وقال سامي انّ  ابنه البكر نذير (25 سنة) عمل 10 أيام  فقط في القناة الخاصة “فرست تي في” قبل ان ينتقل الى ليبيا في مهمة صحفية. وبين أن الحادثة أثّرّت كثيرا على حياة الأسرة مؤكدا أن زوجته تتألم كثيرا وأن حالتها الصحية والنفسية تسوء يوما بعد يوم، مضيفا أنه بدوره يخضع حاليا للعلاج عند طبيب نفسي وأنه غير قادر على استيعاب الصدمة ولا حتى العمل.

وأضاف والد المصور المختطف ان العائلة تسعى إلى تنظيم المزيد من الوقفات التضامنية لصالح قضية المختطفين، معتبرا أن التحركات الرسمية لم ترتق إلى حجم التطلعات.

وتم تنظيم عدة وقفات احتجاجية كانت إحداها أمام مقر سفارة ليبيا بتونس والثانية امام وزارة الخارجية  التونسية. وفي ١٢ من الشهر الجاري كان هناك وقفة امام مقر ولاية قفصة بالجنوب التونسي.

القطاري عبرّ عن مخاوفه الشديدة من إمكانية احتجاز ابنه لدى مجموعات “إرهابية متشددة”، معتبرا ان هذه المجموعات لا تعرف الرحمة كما انها تفتقد إلى الجانب الإنساني أو الأخلاقي وقد تسئ معاملة المحتجزين أو تقوم بتصفيتهما جسديا.

عملية اطلاق سراح الصحفيين التونسيين المحتجزين منذ اكثر من شهرين في ليبيا تبدو معقدة في الوقت الراهن حيث لم تعرف طبيعة الجهات الخاطفة، لكن  المساعي لا تزال حثيثة والأمل لا يزال قائما.