تمتد مساحة سوق الجمال ببرقاش – محافظة الجيزة – إلى ما يقرب من 25 فداناً، وتعتبر هذه السوق من أكبر أسواق الجمال في العالم العربي، حيث يصل حجم التعامل فيها نحو أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف جمل سنوياً. تعاني السوق الآن – نتيجة الظروف السياسية والأمنية – من تراجع عدد الجمال الواردة للسوق من خمسة آلاف جمل أسبوعياً، إلى ألف جمل حالياً.

يبدأ العمل في السوق فجر يوم الجمعة من كل أسبوع. وفي الصباح الباكر يتوافد عليه مئات التجار من خارج القاهرة. ويقوم كل تاجر داخل الحوش (المكتب) بعرض بضاعته أمام المشترين وتستمر المفاوضات بالأخذ والرد بين التجار حتى يتم التصول إلى السعر المرضي للطرفين وتتم الصفقة.

تضم سوق برقاش حوالي ثلاثين مكتباً، وأصحاب المكاتب تجار من قنا وأسوان عادة، وهم الوكلاء في البيع عن التجار السودانين نظير هامش ربح. وعادة ما يتم التعامل المالي بدون أوراق ثبوتية، لأن الأمانة هي أساس العلاقة بين الوكيل والتاجر.

***

يرجع تجار السوق نشأتها إلى أوائل القرن العشرين مع قدوم الحاج “أبو القاسم علي أحمد” بأول قافلة جمال من السودان. واتخذ في البداية من منطقة إمبابة مقراً لتجارته، وعلى يده ازدهرت تجارة الجمال وذاع صيت إمبابة.

في عام 1995 تم نقل سوق إمبابة إلى المقر الحالي ببرقاش بمنطقة البراجيل، نظراً لكثرة الجمال، وللزحف العمراني على المنطقة.

تاريخياً كانت رحلة قوافل الجمال تستغرق شهوراً للوصول للقاهرة، عن طريق درب الأربعين – إحدى الطرق الصحراوية الواصلة بين مصر والسودان وطولها حوالي 1600 كم – حيث تسير الجمال أربعين يوماً لتصل إلى بلدة دراو بأسوان. أما الآن يتم نقل الجمال عن طريق النقل البري مما قلل مدة الرحلة من السودان.

جمال سوق برقاش تأتي عادة من السودان من منطقة “نيالا” بولاية دارفور و”الأبيض” بولاية كردفان، ثم إلى حلفا. ومن كسلا بولاية الشرق عن طريق حلايب وشلاتين. أما الجمال الصومالية فتأتي على متن السفن عن طريق البحر الأحمر لميناء السويس، ثم إلى برقاش براً.