وجود البرلمان في طبرق – شرق ليبيا – كانت السانحة العجيبة ليمارس عبرها مفتاح ياسين هواية التصوير الذاتي “سيلفي”، فالشاب ابن الرابعة والعشرين ربيعاً وجد نفسه قريباً جداً من السياسيين وصانعي القرار في ليبيا هكذا وبدون مقدمات.

وجود البرلمان في طبرق – شرق ليبيا – كانت السانحة العجيبة ليمارس عبرها مفتاح ياسين هواية التصوير الذاتي “سيلفي”، فالشاب ابن الرابعة والعشرين ربيعاً وجد نفسه قريباً جداً من السياسيين وصانعي القرار في ليبيا هكذا وبدون مقدمات.

يقول مفتاح ابن مدينة طبرق لـ “مراسلون” إن أول صورة سيلفي التقطها كانت مع العميد سليمان محمود، المنشق عن القذافي في ثورة فبراير، “التقيته قبل افتتاح البرلمان بيوم واحد وكان قد طلب مني توصيله بسيارتي، فجلس في المقعد الخلفي مباشرة، وعندما طلبت منه أن نتصور معاً لم يرفض دعوتي، وكان مبتسماً رغم الصرامة العسكرية وقلة التبسم التي عرف بها. أعتقد أنه يحب الشباب ويشجعهم، وهذا ما جعله يبتسم لنا” يقول مفتاح.

حلم التخصص

استغل مفتاح المعروف بانفتاحه وابتسامه الدائم، وجوده قريباً من والده فرج محمد ياسين عضو المجلس البلدي بطبرق، منتهزاً مراسم استقبال الشخصيات الكبيرة في المطارات أو في مقر إقامة الضيوف، ليلتقط معهم صور سيلفي على طريقته المميزة، حيث يظهر هو والضيف يبتسمان.

يقول مفتاح إن “الوقت الصعب الذي يعصف بالبلاد قد ينسينا مباهج الحياة، وأحب أن يقال عني إن شاباً ليبياً يبتسم في وقت يصعب فيه الابتسام”.

مفتاح متخصص في الموارد الطبيعية، ويحمل شهاد جامعية في هذا المجال، إلا أنه كان يحلم أن يدرس الإعلام ويتخصص في مجال التصوير الصحفي، لولا أن جامعة عمر المختار رفضت طلبه بالدراسة في هذا المجال.

وهذا ما جعل الشاب الطويل والنحيل يشعر بالإحباط، وشكّل عنده دافعاً أكبر للتميز في هذا المجال. وقد تحصل على دورة تدريبية في مجال التصوير بدبي. صحبة فريق قناة الوثائقية التي تعمل من طبرق، شكلت عنده زاوية انطلاق للتعمق أكثر في دراسة التصوير.

رسائل سياسية

صور مفتاح تضمنت بعض منها رسائل سياسية أيضاً، كما حدث في أطرف صورة سيلفي بحسب ملتقطها جمعته مع عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الشريف الوافي، الذي عُرفت عنه معارضته القوية لتيار الإسلام السياسي داخل المؤتمر الذي رفض تسليم السلطة للبرلمان المنتخب.

حيث ظهر الوافي الذي كان دائماً يوجه النقد لخصومه السياسيين عبر وسائل الإعلام المختلفة، فاغراً فاه بارزةً أسنانه في ابتسامة عريضة، معبراً فيها عن سعادته باكتمال نصاب مجلس النواب في طبرق، وكأنه يقول لمنتقديه إننا ننجح رغم محاولاتكم إفشال ما نقوم به.

وحسب قول مفتاح ياسين فإنه طلب من الوافي السماح له بعرض الصورة السيلفي على الفيسبوك، فوافق الوافي وكان ذلك عقب حفل افتتاح البرلمان الليبي في طبرق مطلع أغسطس/آب الماضي.

شخصيات كثيرة

شخصيات كثيرة ظهرت سيلفي مع مفتاح، مثل رئيس وزراء ليبيا الحالي عبدالله الثني، والرئيس الأسبق علي زيدان، والسفير البريطاني في ليبيا مايكل آرون الذي لاطف مفتاح ياسين ورد عليه في إحدى تغريداته على التويتر بالقول “مفتاح أنت ملك السيلفي”، بالإضافة إلى مبعوث المملكة المتحدة جوناثان باول، والسفير الألماني، وشخصيات ليبية شهيرة أخرى.

حتى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ظهر في سيلفي وهو يبتسم مع مفتاح، قال مفتاح إن هذه الصورة جاءت بطريقة عفوية “فبعد أن استطعت الانفراد برئيس مجلس النواب طلبت منه الوقوف إلى جواري وأدرت الهاتف في يدي لألتقط الصورة، فانطلق الرئيس يضحك بعفوية على أسلوبي وطلبي الغريب، لكنني حظيت بصورة جميلة معه”.

حظيت صور مفتاح باهتمام واسع في الأوساط الشبابية والإعلامية، وهو يشعر أنه يقوم بعمل مثمر رغم بساطته، فيطلع زوار صفحته الشخصية على أهم الشخصيات الزائرة لليبيا والبرلمان.

دعم اجتماعي

ثم إن سعادته تزداد بتشجيع عائلته له، والتي فوجئت هي أيضاً بانتشار الصور في بداية الأمر، لكنها تقبلت الفكرة لاحقاً. أما والده فكان يشجعه على التصوير، بل ويرشده في كثير من الأحيان إلى بعض الشخصيات المعروفة.

أما على صعيد الأصدقاء فبعضهم يمازحه قائلاً “لقد اصبحت مشهوراً نخشى أننا لن نتمكن بعد اليوم من الحديث إليك”، إلا أن تلك الشهرة سببت له بعض المتاعب أيضاً، وخاصة من المعارضين للشخصيات الظاهرة معه في السيلفي، فبدأت بعض الصفحات بشن حملة إعلامية ضده، بل وخصصت صفحات على الفيسبوك معنونة باللهجة المحلية للنيل من مفتاح وفكرته، ولم يقتصر التهجم عليه وحده بل طال حتى والده.

لدى صاحب السيلفي طموحات لا حدود لها، فبعد أهم الصور مع الشخصيات الليبية يوجه أنظاره إلى سيلفي “متفرد” بحسب قوله يجمعه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد.

وهكذا يستمر مفتاح في التقاط الصور على طريقة صور ألين دي جينيريس الشهيرة في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين مع أشهر نجوم هوليوود، طامحاً في أن تحقق إحدى صوره الشهرة العالمية التي يرنو إليها.