منذ تحول مجلس النواب إلى طبرق واللغط حول شقه الإعلامي ازدادت وتيرته، فشنت بعض القنوات الفضائية والشخصيات السياسية هجوماً على طريقة تعامله مع وسائل الإعلام المحلية والدولية ووصفتها بالتعتيم والإقصاء. وكان المجلس يكتفي بنقل جلساته على قناة ليبيا أولاً أو قناة العربية، حيث يدلي ناطقه الرسمي ببعض التصريحات والإجابات المتعلقة بحدث ما.

منذ تحول مجلس النواب إلى طبرق واللغط حول شقه الإعلامي ازدادت وتيرته، فشنت بعض القنوات الفضائية والشخصيات السياسية هجوماً على طريقة تعامله مع وسائل الإعلام المحلية والدولية ووصفتها بالتعتيم والإقصاء. وكان المجلس يكتفي بنقل جلساته على قناة ليبيا أولاً أو قناة العربية، حيث يدلي ناطقه الرسمي ببعض التصريحات والإجابات المتعلقة بحدث ما.

مؤخراً برزت إدارة للإعلام على صلة وثيقة بديوان مجلس النواب، بحيث تكون مهامها توضيح الحقائق وعرضها للرأي العام وتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات ودعوتها لحضور المؤتمرات الصحافية، بالإضافة لنقل الجلسات لتسد باب الذرائع في وجه المشككين، بحسب مدير إدارة الإعلام ماهر الشاعري الذي التقاه “مراسلون” وكان معه الحوار التالي:

س- ما هي خطتكم الإعلامية للتعريف بمجلس النواب وتغطية نشاطاته في ظل الانتقادات اللاذعة التي تطاله وتصفه بالمنغلق إعلامياً؟

ج- أولاً مجلس النواب المنتخب هو الممثل الوحيد لأطياف الليبيين كافة، ودعمه إعلامياً من أهم الحقوق، أعني بذلك الدفاع عن جهة شرعية اختارها الليبيون عبر صناديق الاقتراع.

للمجلس موقع إلكتروني وصفحة على الفيسبوك ونسعى لإعادة بث قناة الوطنية، وبالتالي فهذه الوسائل كفيلة بتغطية أنشطة مجلس النواب.

هدفنا هو التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والدولية حتى يرى العالم أنشطة مجلس النواب ولا نمانع في التواصل مع أية مؤسسة إعلامية على الإطلاق.

س- يشيع بعض الناشطين أنكم تنتهجون سياسة متفقاً عليها بخصوص الوسائل الإعلامية الليبية والدولية، بمعنى أنكم تسمحون لبعضها وتمنعون بعضها الآخر من تغطية جلسات مجلس النواب وإجراء اللقاءات مع أعضائه، ما تعليقك على ذلك؟

ج- نحن لا نميز بين وسيلة إعلامية وأخرى، بل نرحب بجميع وسائل الإعلام ونذلل الصعوبات أمام كل الإعلاميين، وذلك بتسهيل إجراءات دخولهم من الناحية الأمنية، كما أننا نعترض بشدة في حالة حدوث أية إساءة يتعرض لها أي إعلامي.

أما من يقول بأنه تم منعه من تغطية أي نشاط داخل مجلس النواب فهذا الكلام عارِ عن الصحة، نحن لم نمنع أحداً على الإطلاق.

س- لاحظ المراقبون أن التغطية الإعلامية لبعض جلسات مجلس النواب مقتصرة على قناة “ليبيا أولاً” وقناة “العربية”، ما تفسيركم؟

ج- التغطية الإعلامية لم تقتصر على قناة دون غيرها، فلدينا مجموعة من القنوات تنقل أنشطة مجلس النواب غير القنوات التي ذكرتها، ومنها “سكاي نيوز عربية” وقناة “تلفزيون بنغازي” و”ليبيا الدولية” وغيرها، كما أننا على تواصل مع جميع القنوات التي تقوم بنقل المؤتمرات الصحافية  وبعض الأنشطة الأخرى.

أما بالنسبة لقناة “ليبيا أولاً” فلديها مكتب خاص بها داخل فندق “دار السلام” – الذي تعقد فيه جلسات مجلس النواب – وهي بذلك قريبة جداً من قلب الحدث، وبالتالي تحظى بتغطية الأنشطة عن كثب.

س- وماذا عن قنوات الجزيرة والنبأ ووكالة أجواء؟

ج- لا يوجد أي مانع إطلاقاً، ولكن قناة الجزيرة تصف مجلس النواب بأنه “برلمان طبرق”، وبالتالي لا أضمن سلامة طاقمها في حالة تعرضوا لأي أذى في مدينة طبرق، ولكن داخل أروقة مجلس النواب فنحن نرحب بكل من ذكرت بدون استثناءات ونضمن حمايتهم داخل مقر المجلس.

س- ومع ذلك أقول بأن المتابع يلاحظ قصوراً في تواجد وسائل الإعلام لنقل أعمال المجلس سواءً الجلسات أو القرارات ناهيك عن الكواليس، فمن المقصر هنا؟ هل الوسائل الإعلامية أم إدارة الإعلام بالمجلس؟

ج- دعني هنا أعرّج على نقطة هامة جداً وهي تغييب القنوات المؤيدة لعمل مجلس النواب قسراً – يشير إلى قيام قوات فجر ليبيا بإغلاق قناتي العاصمة والدولية بطرابلس بعد أن سيطروا عليها وتغيير إدارة قناة ليبيا الرسمية وإغلاق الوطنية –، وانخراط قنوات أخرى واصطفافها خلف أيديولوجيات معينة وأحزاب معينة بالتهجم على مجلس النواب بالسب والقذف. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تم وصف أعضاء مجلس النواب وموظفي الديوان بأنهم خونة وعديد من الأوصاف الأخرى.

وبالتالي لا أقول بأن الإعلام المنحاز للمجلس مقصر، ولكن استهداف القنوات المؤيدة لعمل مجلس النواب عمل غير مهني وهو إسكات لصوت الشرعية، وبالتالي نحتاج إلى عودة بث بعض القنوات التي هوجمت من قبل مليشيات معينة حتى يتسنى لنا التواصل محلياً بصورة أكثر وضوحاً.

س- كيف يتم الإعداد للمؤتمرات الصحافية الخاصة بمجلس النواب؟ 

ج- بعد إبلاغنا من قبل السيد المتحدث باسم المجلس، نقوم بالتنسيق مع وسائل الإعلام بشكل مسبق، ولدينا طرق للتواصل مع الإعلاميين الذين يتواجدون بشكل دوري لنقل أنشطة مجلس النواب، سواء عن طريق بريدهم الإلكتروني أو أرقام هواتفهم.

أما في حالة وصول الوفود الخارجية بشكل مفاجئ وطلب الوفد مؤتمراً صحفياً فالأمر يزداد  صعوبة، لأن أغلب زيارات الوفود لا تستغرق سوى سويعات قليلة، فنقوم بإبلاغ الإعلاميين حتى وإن لم يتسنَ لهم الوصول لتغطية الحدث.

نحن لا نستثني أحداً من حضور المؤتمرات الصحافية، فكل وسيلة إعلامية لديها مندوب أو مراسل هي من رشحته لهذه المهمة، ونحن لا نحدد هوية من يحضر، وليس للسيد المتحدث باسم مجلس النواب أي دور في تحديد القنوات والوسائل الإعلامية المستهدفة بالحضور.

س- هل يمكن القول إن مجلس النواب نجح إعلامياً في توضيح كل ما يتعلق بأعماله ونشاطاته؟ كم في المائة؟

ج- نعم، لقد نجح مجلس النواب في الوصول لمن اقتنعوا به منذ البداية، فلم يقصر النواب في حضورهم من مدنهم إلى طبرق، وهذه تُعد تضحية من أجل ليبيا في ظل الظروف التي تمر بها حالياً، أما من غض البصر عن مجلس النواب وعن شرعيته منذ البداية، فهذا نموذج صعب لا يُجادل، ولا أستطيع أن أعطيك نسبة معينة لأن الشعب هو من يُعطي هذه النسبة ولست أنا.

س- أخيراً، ما رأيك في الإعلام الليبي بشكل عام؟

ج- المشكلة التي يعانيها الإعلام الليبي في هذه المرحلة هي مُلاك القنوات الذين لديهم مآرب في الدولة، فمنهم أصحاب أحزاب سياسية، أو تتقاطع مصالحهم مع أحزاب بعينها، كما أن هناك معضلة أخرى واجهت الإعلام الليبي وهي أنه أصبح في أيدي أشخاص بعيدين عن المهنية، بالإضافة إلى أن القنوات الحكومية التابعة للدولة كانت واقعة تحت تأثير تشكيلات مسلحة، وهذا أثر سلباً على بناء الوطن، لما للإعلام من أهمية وتأثير على الرأي العام، أتمنى أن نرى إعلاماً محايداً همهُ الأول والأخير هو الوطن.