في انتظار ما ستسفر عنه الفوضى الأمنية في بنغازي لا يملك ابراهيم عبدالله – 22 عاماً – الذي يدرس بالفصل الأخير بكلية الآداب جامعة بنغازي، سوى تمني أن تستقر الأمور لكي تعود الدراسة ويكمل الثلاثة أشهر الأخيرة من دراسته ويتخرج ليستأنف حياته مجدداً.

وذلك بعد أن أعلنت جامعة بنغازي على لسان المتحدث باسمها محمد المنفي أنها “لن تفتح أبوابها أمام الطلاب حتى يستقر الوضع الأمني في بنغازي كلياً”.

في انتظار ما ستسفر عنه الفوضى الأمنية في بنغازي لا يملك ابراهيم عبدالله – 22 عاماً – الذي يدرس بالفصل الأخير بكلية الآداب جامعة بنغازي، سوى تمني أن تستقر الأمور لكي تعود الدراسة ويكمل الثلاثة أشهر الأخيرة من دراسته ويتخرج ليستأنف حياته مجدداً.

وذلك بعد أن أعلنت جامعة بنغازي على لسان المتحدث باسمها محمد المنفي أنها “لن تفتح أبوابها أمام الطلاب حتى يستقر الوضع الأمني في بنغازي كلياً”.

المنفي عزا قرار تعليق الدراسة إلى عدم مسؤولية الجامعة عن سلامة الطلاب، وهي الواقعة وسط مناطق الاشتباكات وتتعرض لإطلاق نار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة أكثر من مرة بين طرفي النزاع في المدينة.

يقول ابراهيم الذي كان يمني نفسه وزملاؤه بالحصول على الإجازة الجامعية (الليسانس) قبل نهاية العام، إنه أوشك على إنهاء بحث التخرج والدخول إلى الحياة العملية بكثير من التطلعات، من بينها السفر إلى الخارج ومواصلة الدراسة والعمل.

ويؤكد “حياتي كلها متوقفة الآن بسبب تأجيل الدراسة، ولا أعلم كيف سأخطط لها من جديد، فأنا لا أعلم موعدا لبداية الدراسة أو نهايتها حتى أرتب باقي التزاماتي الحياتية واليومية منها أيضاً”.

المدارس أيضاً

جامعة بنغازي بهذا القرار حذت حذو المسؤولين عن قطاع التعليم في المدينة، الذين قرروا تأجيل الدراسة التي كان من المفترض أن تبدأ بحسب وزارة التربية والتعليم في 31 آب/أغسطس، بسبب الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ 16 أيار/مايو الماضي .

يقول مدير المكتبِ الإِعلامِي بِمكتبِ تَعلِيم بنغازي وسام العشيبي لـ”مراسلون” إن الْقرار اتخِذ بَعْد تَشْكِيلِ لَجنَةٍ ضمَّت عَدَدًا مِنْ مسؤُولِي قِطَاعِ التعليمِ بِالمدينةِ، وقدمت اللجنة تقريراً يثبت أن 124 مدرسة  في بنغازي وضواحيها غير جاهزة لاستقبال التلاميذ، إما لتضررها مباشرة من القصف وإما لوقوعها في مناطق الاشتباك، وإما لأستغلالها من قبل النازحين من مناطق الاشتباك.

كما جاء في تقرير اللجنة بحسب العشيبي أن 63 ألف تلميذ وتلميذة لا يمكنهم الوصول إلى مدارسهم في الوقت المحدد من قبل الوزارة للأسباب ذاتها، يضاف إليهم 8550 معلم ومعلمة عاجزون عن مباشرة أعمالهم.

قرار فردي

إلا أن مدير المكتب الإعلامي بوزارة التربية والتعليم سمير جرناز نفى في حديثه لـ”مراسلون” وجود تنسيق مع الوزارة بشأن تأجيل الدراسة في بنغازي، موضحاُ أن “المسؤولين ببنغازي كان قرارهم فردياً وهم أكثر دراية بأوضاعها”.

وبحسب قوله فإَنَّ الدِّراسَة بدأَت رَسمِيا نهاية آب/أغسطس الْماضي في ليبيا، رغم تعثرها في العاصمة طرابلس بسبب “سوء الإدارة وتعطل عملية توصيل الكتاب المدرسي إلى كل المؤسسات التعليمية فيها، بينما بلغت نسبة توصيل الكتاب المدرسي في بنغازي إلى 84%”.

لا يحبذ الكثير من أولياء الأمور أن تضيع السنة الدراسية على أبنائهم الذين تسببت الفوضى في ليبيا في اختلال حياتهم التعليمية برمتها على مدى سنوات.

ملل وخمول

يقول عبدالسلام حسن وهو أب لثلاثة أطفال يدرسون بمراحل التعليم الإبتدائي والمتوسط إن أطفاله “أصابهم الملل والخمول بسبب المكوث لساعات طويلة في الشقة، لأننا لا نستطيع الخروج في كل وقت بسبب الأوضاع الأمنية في بنغازي، ودراستهم متوقفة”.

وهو ما دفعه للسفر بعائلته خارج المدين، تحديداً إلى منطقة المرج شرقي بنغازي، حيث منزل العائلة والمرزعة التي يقضي فيها أطفاله وقتهم بعيداً عن ضجر المكوث في شقتهم الصغيرة في بنغازي خاصة مع التأجيل المتكرر للدراسة.

أصوات كثيرة تعلو في بنغازي مطالبة ببدء الدراسة في المناطق الآمنة على الأقل، إلا أن المفتشة التربوية إلهام دبوب تعارض تلك الأصوات خوفاً على سلامة التلاميذ، رغم تأكيدها على التأثيرات النفسية السلبية لتأجيل الدراسة على التلاميذ وصغار السن منهم على وجه الخصوص.

وحتى الكبار

“التأجيل له آثار نفسية سيئة حتى على كبار السن، أي الطلاب الجامعيين” يقول أستاذ علم النفس التربوي بجامعة بنغازي الدكتور عبدالكريم بوسلوم لـ”مراسلون”، “خاصة وأن بينهم من يفصله شهر أو شهرين عن التخرج” بالإضافة إلى إضراره مباشرة بسمعة الجامعات الليبية والشهادات التي تمنحها للخريجين حسب قوله.

بوسلوم شدد على ضرورة بدء الدراسة الجامعية في الموعد المحدد لها من قبل وزارة التعليم العالي أي في 13 أيلول/سبتمبر الجاري، متجاهلاً التخوف السائد من قبل الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أولياء أمور الطالبات اللاتي يواجهن مخاطر أكبر بالتوجه إلى أماكن الدراسة وسط الفوضى.

عضو المجلس البلدي بنغازي د.عوض القويري قال لـ”مراسلون” إن قرار تأجيل الدراسة من عدمه يرجع لوزارة التعليم وحدها ويراجع فيه المكاتب التي تتبعها وهو ليس من اختصاصات المجلس البلدي “لذا لم نأخذ موقفاً رسمياً”.

ولكن “على الصعيد الشخصي بالنسبة لي ولباقي أعضاء المجلس البلدي ومن خلال النقاشات المستمرة، نحن ندعم عودة الدراسة، ولا نفضل توقفها أو تأجيلها لأي سبب، لأن الأمر يضر بالطلبة” بحسب القويري.