في الجزء الثاني من حواره مع “مراسلون” يرى النائب المنتخب حديثاً في البرلمان الليبي والمسؤول السابق لملف الصحة في حكومة المكتب التنفيذي لإقليم برقة نصر الدين مهنى أن قانون العزل السياسي نتاج للمناكفة السياسية مؤكدا على ضرورة إعادة النظر فيه. كما يقول إن أغلب قرارات مفتي الديار الليبية غير صائبة ويؤكد ضرورة تبني عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر، فضلا عن مواقف أخرى يعلنها فيما يخص الفيدرالية وموقع “إقليم برقة” على الخارطة الليبية.

وفيما يلي نص الحوار:

في الجزء الثاني من حواره مع “مراسلون” يرى النائب المنتخب حديثاً في البرلمان الليبي والمسؤول السابق لملف الصحة في حكومة المكتب التنفيذي لإقليم برقة نصر الدين مهنى أن قانون العزل السياسي نتاج للمناكفة السياسية مؤكدا على ضرورة إعادة النظر فيه. كما يقول إن أغلب قرارات مفتي الديار الليبية غير صائبة ويؤكد ضرورة تبني عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر، فضلا عن مواقف أخرى يعلنها فيما يخص الفيدرالية وموقع “إقليم برقة” على الخارطة الليبية.

وفيما يلي نص الحوار:

مراسلون: تشير تقديرات إلى حصول القوى الفيدرالية في الانتخابات البرلمانية على 26 مقعدا من أصل 60 في شرق ليبيا. ما دلالة ذلك؟

القضية ليست قضية عدد فنحن هنا نتحدث عن من يتبع هوية فيدرالية ولكنني أرى أن الطرح الآن تعدى هذه المرحلة واصبح  هناك دعوة لجبهة وطنية برقاوية. هذا لم يكن موجودا في تراثنافي السابق بحكم أن مجتمعنا قبلي لكن لابد أن نفكر اليوم كشعب برقة. برقة شعب متعدد الأعراق والشعوبية فوق مستوى القبيلة.

ووفقاً للطرح البرقاوي لدينا ما بين 40 إلى 45 نائبا مؤمنا بالقضية البرقاوية أي حوالي 70 إلى 75% من النواب الفائزين عن برقة . وقد يفرض علينا الواقع أن نطلب أكثر من الفيدرالية في حال تم تفريغها من محتواها، فكما تعلم للفيدرالية أشكال عديدة.

ما هي التحالفات المتوقع أن يعقدها الفيدراليون في البرلمان، خاصة أنكم كنواب تعقدون عدة اجتماعات تنسيقية هذه الأيام؟

نحن نسعى لجمع الرأي العام البرقاوي من أجل مصلحة الإقليم وهذا تعبير عن الهوية الإقليمية ويجب أن يتفق نواب الإقليم على مبادئ هامة أساسية وميثاق شرف وبأن يتم الأخذ في الاعتبار فكرة تعددية الشعوب الليبية. من سيشاركنا هذه الفكرة داخل الوطن الواحد سنتعامل معه من خلال تبادل المصالح فالسياسة في النهاية مصالح. وإن فكرت قوى التحالف الوطني في دعم فكرة التعددية سننظر في مطالبهم  وإن كانت تصب في مصلحة الوطن سنكون بالتأكيد معهم.

ما شكل العلاقة المتوقعة مع نواب الإسلام السياسي؟  

الأمور ملتهبة واختلط الحابل بالنابل فهناك من يتهم أنصار الشريعة بالقتل ولكن هل الشرع يسمح بالقتل العشوائي؟ نعم لا نختلف معهم بأن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع لكن الاختلاف يكمن في استنباط الأحكام والقوانين التي تحكم الدولة من خلال الشرع  وهنا يأتي علماء الدين وخاصة المذهب المالكي ليحلوا هذه الأمور.

من أراد مصلحة الأمة وفق ثوابتها الإسلامية والوطنية فنحن معه بغض النظر عن المسميات ومن يُصدر الموت في برقة ومن يقتل على الهوية ليسوا منا.  

هل ستعملون على إلغاء أو تعديل بعض القوانين التي أصدرها المؤتمر الوطني كقانون العزل السياسي؟

قانون العزل السياسي جاء ضمن عملية المناكفة السياسية بين حزب العدالة والبناء وقوى التحالف الوطني وهو مثل قرار غزو بني وليد جاء لأسباب سياسية ولا يخدم مصلحة الوطن ولا يمكن تعميم أن كل من عمل سفيرا في حقبة القذافي يتم عزله سياسياً.

الليبيون كلهم عاشوا مع القذافي والتبين هنا مهم من خلال القضاء، فكل من ارتكب جرماً بحق الشعب الليبي  يحاكم ويحاسب ثم يتم عزله سياسياً ولا يمكنك أن تحاكم أمة والتعميم تم لعزل فئة معينة في إطار المناكفة السياسية لذلك يجب إعادة النظر فيه بالغاءه أو تعديله.

ماذا عن الجدل المثار حول تولي بعض الشخصيات لمناصب رسمية كمنصب مفتي الديار الليبية ورئيس الأركان؟

المفتي في أحسن الظروف هو أكثر إنسان مثير للجدل. فقد رأينا الفتاوى تخرج بالمقاس وحسب الخلفية السياسية. المفتي هو من قال إن الفيدرالية خروج عن الشرع لأنها توقع الخلاف بين المسلمين. أغلب قراراته غير صائبة وفوق صلاحياته، فقد أصبح رجل سياسة يفتي حسب الطلب. أما رئاسة الأركان فجاءت كنوع من البلورة الحاصلة للصراع لأنها تمد المليشيات المتخاصمة بالسلاح. نحن سنعيد النظر في ذلك ولن نقبل برئيس أركان يدعم القتل والإرهاب وسيكون لنا قول في اختيار رئيس الأركان ومكان إقامته حتى لا يكون قريبا من المليشيات المسلحة تهدده وتخطفه ليمدهم بالسلاح والمال، وكلنا نعلم قيام وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف بإرسال سيارات لمليشيات في درنة قائلاً إنها أرسلت بالخطأ.

هل ستدعمون تبني الدولة لعملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر في بنغازي ؟

هذا ما سنعمل على تبنيه ، ونعرف أن اللواء حفتر أعلن عن مشروعه في طرابلس ولم يلقَ أذانا صاغية فجاء لبرقة حيث كانت المبادرة كالعادة فالتحم به أهلها وجمع حوله أناس عسكريين بأرقام عسكرية . نحن سنكون حريصين على تقديم الشرعية لحراك جيش وطني يحمي البلاد.

إذا ستتبنون عملية الكرامة بقادتها؟

سنتبناها لكن لا يهمنا الأشخاص بل المبدأ فهو الباقي. يهمنا مبدأ قيام جيش وطني وشرطة وأمن.

هل بنغازي بوضعها الأمني ملائمة لاستضافة برلمان وهل من مكان بديل؟

الأقرب أن تعقد الجلسات في برقة وقد رأينا أكثر  من 270 عملية اقتحام للمؤتمر الوطني جرت لحد اليوم، ونرى الصراعات الدائرة هناك. وإذا حدث خلل أمني كبير نستطيع الانتقال للبيضاء أو طبرق أو أي مدينة برقاوية لكنني شخصيا لن أخرج خارج مدن برقة.