طبرق- خالد محمود

طبرق- خالد محمود

مشكلة حقيقية واجهها المؤلف المسرحي قويدر امراجع  أثناء عمله على مسلسل فكاهي يتم تقديمه على مائدة شهر رمضان في “راديو فبراير” بمدينة طبرق تتلخص في عدم وجود ممثلين محترفين بسبب انعدام الدعم المادي.
ما يقدمه امراجع جزء من باقة برامجية يتم إدراجها ضمن روزنامة رمضان التي تحتوي غالبا على برامج منوعة وفقرات دينية كما أن هناك نوعية أخرى من الفقرات التي تتسم بطابع المعرفة والمعلوماتية والمسابقات، والتي ترصد لها جوائز تشجيعية من بعض المحلات والأسواق والشركات الصغيرة. بيد أن انتاج البرامج الرمضانية يرتبط أساسا بإمكانات بشرية مسؤولة عن الإعداد والتمويل والتنفيذ، وهو ما تفتقر إليه صناعة الإعلام الليبي على حد قول “امراجع”، في حين يقف السوق الليبي “عاجزاً أو غير مهتم” في رعاية وتمويل البرامج الإذاعية.
عوائد محدودة
يقول أنور الشريف مدير راديو طبرق إن مرحلة الإعداد لشهر رمضان مسألة لا تخلو من مشاكل، كعدم قدرة العاملين على ترجمة الافكار الى الواقع، وغياب معدين جيدين، بالإضافة الى ضعف الحوافز المادية التي يكافأ بها كل من ينتج برنامجا متكاملا يتكون عادة من 30 حلقة.
الشريف يؤكد على أن راديو طبرق  ليس لديه عوائد مادية يمكن من خلالها تمويل البرامج. وعن كيفية تسيير العمل بدون جهة راعية يقول “إننا نعتمد على بعض الإعلانات التي لا تفي بالغرض ولحل هذه الإشكالية نلجأ عادة إلى تكليف المذيعين الرسميين الذين يتقاضون رواتبهم من الراديو بإنجاز برامج رمضانية مسجلة ومباشرة”.
عطاء رغم الصعوبات
بالرغم من نقص الإمكانات والتمويل إلا أن راديو “فبراير” عود مستمعيه على مسلسلات رمضانية تتسم بروح خفيفة وفكاهة مقبولة. واستطاع الفنان المسرحي محمد المسماري تقديم أكثر من عمل فكاهي طوال المواسم الماضية وآخرها المشاركة في التمثيل ضمن المسلسل الجديد الذي يؤلفه قويدر امراجع تحت عنوان “هانو بلا سيات”.
وعن هذه التجربة يقول مدير البرامج براديو “فبراير” صالح مسعود وافي إن أما الاذاعات المحلية تنتج في العادة مسلسلا واحدا في رمضان بإمكانيات متواضعة نظرا لعدم وجود تمويل مباشر، “لكنها مهمة للمستمع الذي يحرص على طلب الاعمال الفكاهية والدرامية كلما اقترب شهر رمضان”. وقد حاولت إذاعته استقطاب كوادر موهوبة لتجاوز هذا التحدي السنوي كما يصفه.
راديو بتبرعات
عند الحديث عن أساليب مواجهة عقبة التمويل تتجه الأنظار إلى راديو “مسلاته” والذي يصل بثه من القره بوللي غربا الى مصراتة شرقا. فقد تم انشاء هذا الراديو بتبرعات أهالي مدينة مسلاته، ومن ثم آلت تبعيته إداريا وماليا الى مجلس مسلاتة المحلي بعد تحرير ليبيا.
مدير الراديو المبروك عبدالسلام يقول حول عمل الراديو خلال شهر رمضان: “للأسف إن أغلب العاملين تركوا العمل ولكل منهم أسبابه، وهذا يلقي بالمسؤولية على عواتقنا نحن القلة الباقية المشغلة لراديو مسلاتة، ولذلك اعتمدنا على البرامج الجاهزة التي نختارها من أرشيفنا، أو جاءت عن طريق تبادلنا للبرامج مع راديوهات أخرى بالإضافة الى ما ننتجه نحن من اعمال متواضعة، لكننا سنركز على البرامج الدينية وتراتيل القرآن الكريم”.
راديو بدون برامج
وفي الضواحي الشرقية لمدينة طرابلس وتحديدا بمنطقة “البي في” يدخل معترك الإعلام بالمدينة راديو “المستقبل” وهو راديو خاص أسس من حوالي أربعة أشهر وسط منافسة قوية بين أكثر من 30 إذاعة مسموعة.

مدير البرامج أحمد ارحيم، ولدى سؤالنا له عن برمجتهم لشهر رمضان قال إنه لا شيء يتم بثه سوى الأغاني الوطنية “إذ لم نتمكن من توظيف مذيعين ومعدين لعدم توفر الداعمين والرعاة”.
وفي حين تبدو أزمة الإعلام الإذاعي في ليبية تمويلية بالدرجة الاولى بحسب مدراء برامج ومحررين التقاهم “مراسلون” إلا أن ارحيم يؤكد على أن “العملة السيئة تطرد الجيدة من السوق”، وتكرار الأخطاء من قبل مذيعي ومفدمي برامج ساهم في تنفير القلة القليلة الباقية من ذوي الخبرة، من الاستمرار في العمل.

الحكومة غائبة

بالرغم من أن المؤتمر الوطني العام أصدر قرارا يقضي بتبعية الإذاعات المحلية الحكومية للمجالس المحلية فإن مازن محمد عبدالرحمن مسؤول الإعلام في المجلس المحلي في طبرق يؤكد لـ”مراسلون” أن الإذاعات المحلية لاتتبع فعلياً للمجالس المحلية، وأن مهمة المجالس “إشرافية فقط” تقتصر على مد يد العون لإدارة بعض الإذاعات، “من منطلق دعمنا للمواهب والكوادر الوطنية ولأنها تقدم خدمة إعلامية للبلدية التي نحن في نطاقها”.

أما بخصوص الدعم المالي أو الإعلاني أو التدريبي للإذاعات، فعلى كل إذاعة أن تتدبر أمرها بنفسها، على ما يبدو من كلام المسؤول.