يؤكد الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة التي تقاتل تنظيم أنصار الشريعة وكتائب محسوبة عليه محمد الحجازي أنهم يحققون انتصارات عسكرية على هذه الجماعات، ويتحدث عن وجود متطرفين أجانب في قبضتهم.

يؤكد الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة التي تقاتل تنظيم أنصار الشريعة وكتائب محسوبة عليه محمد الحجازي أنهم يحققون انتصارات عسكرية على هذه الجماعات، ويتحدث عن وجود متطرفين أجانب في قبضتهم.

كما يزيح بعض من الغموض الذي يحيط بمصير المسؤول العام لتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا محمد الزهاوي. ويقول أن قيادات عملية الكرامة تمكنوا من التعرف على هوية أحد قتلة المحامية سلوى بوقعيقيص، وعلى الرأس المدبر لمحاولة اغتيال اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وكان الشاهد المصري الوحيد في قضية اغتيال المحامية بوقعيقيص قد لقي حتفه في ظروف وصفت بالغامضة وآثار التعذيب بادية على جسده، فيما ذكرت تقارير صحفية مختلفة أن الشاهد كان متواجدا قبل مقتله في مركز شرطة الفويهات، دون ان يجري التحقق من أي من هذه الروايات. 

وفيما يلي نص الحوار مع الحجازي:

مراسلون: أطلقتم في 16 أيار/مايو الماضي عملية الكرامة ضد جماعة أنصار الشريعة وبعض الكتائب المسلحة. ما الهدف المحدد لهذه العملية؟

الحجازي: لقد تحركنا لاستعادة سيادة الوطن المسلوبة ومحاربة التطرف والجماعات الإرهابية ومن يتحالف معها وعلى رأسها جماعة أنصار الشريعة التي اعتقدت أنها سيطرت على الوطن وقضت على أو أخضعت كل القيادات العسكرية والأمنية التي تشكل عقبة في طريق مشروعها ويمكن أن تلاحظ أن الاغتيالات طالت الكثير من ضباط سلاح الجو.

مخطط هذه الجماعات للقضاء على الجيش بدأ مع اغتيالهم لأسد الشهداء الفريق الركن عبد الفتاح يونس (رئيس أركان جيش التحرير الليبي خلال ثورة 17 شباط/ فبراير، تم اغتياله في تموز/يوليو 2011).

ذكر خلال الثورة كنا نذهب بالسلاح والعتاد للجبهات بينما كانوا هم يجمعون السلاح من الجبهات ويفرغون مخازن القذافي من مخزونها ليخزنوها في مدينة درنة والمنطقة الوسطى من ليبيا وللأسف أبلغنا حينها رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل.

كما أن هذه الجماعات تتلقى دعهما من أعضاء في المؤتمر ومن وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف الذي قام باستيراد 1000 حقيبة متفجرة ومسدسات كاتمة للصوت عن طريق وزارة الدفاع، في ظل تحالف بين حزب العدالة والبناء وكتلة الوفاء لدماء الشهداء وهو تحالف بين المصلحيين والمتطرفين.

مراسلون: ماذا حققتم من نتائج حتى الآن؟

الحجازي: عملية الكرامة تتكون من عدة معارك ونحن منتصرون بإذن الله بعد أن قطعنا أوصالهم في مدينة بنغازي التي كانوا يسعون للسيطرة على ليبيا عبرها، وما اغتيالهم للمحامية سلوى بوقعيقيص في بيتها إلا محاولة يائسة لمفلس يلفظ أنفاسه الأخيرة. أي رجولة في أن يدخل 5 رجال بيت امرأة  لقتلها؟

لقد استهدف طيراننا اليوم (26 تموز/يوليو) مخازن الذخيرة في المكان المعروف بمزرعة “أبو بكر يونس جابر” والشركة الصينية وبوابة القوارشة وحققنا إصابات كبيرة ثأراً لاستشهاد المحامية سلوى بوقعيقيص وغيرها من الشهداء. وقد أبلغنا طيارونا بأنهم كانوا يهربون أمام جنودنا حفاة تاركين أحذيتهم وسياراتهم المسلحة وقتلاهم خلفهم وكنا نستأجر سيارات نقل الموتى لنقل قتلاهم فيما كانوا ينكلون بقتلانا ويحرقون أنوفهم وأذانهم.

والمعركة أصبحت شعبية. فحي بوهديمة حرر بأيدي أبنائه المدنيين الذين يقودهم ضباط الجيش مثله مثل أحياء الوحيشى والكيش وسيدي حسين، ولم يبقَ لهم إلا قصف المناطق السكنية لتأليب الرأي العام ضدنا. كما أننا نقوم بعمليات نوعية ليلية على مواقعهم في القوارشة وسيدي فرج والهواري.

مراسلون: هل هناك مفاوضات مع هذه الجماعات؟

لقد استقبلنا عدة لجان للمصالحة طلباً للهدنة وكان ردنا أننا لا نهادن من يقطع الرؤوس ويحرق وينكل بأبناء الجيش والشرطة. هؤلاء لا جلوس معهم وحديثنا معهم في الميدان.

هذا فيما يخص أنصار الشريعة والتكفيريين أما بالنسبة لأبنائنا المغرر بهم بالمال فقد دعوناهم  للرجوع إلى حاضنة الوطن ووعدنا بمساعدتهم وتوفير الوظائف لهم فنحن لا نريد عسكرة الثورة ونريدهم أن يصبحوا مهندسين وأطباء، لكنهم أغلقوا باب الحوار فمن تحالف في مقتل المحامية سلوى بوقعيقيص هم أنصار الشريعة و الدروع الذراع المسلح للإخوان المسلمين ولدينا معلومات بحسب الكاميرات الموجودة بمنزل الفقيدة صورت أحدهم ولم يكن مقنعاً وتعرفوا على شخصيته.

ونحن نقود حرب كونية بالنيابة عن العالم كله ولا نستجدي أحد في وجود إرادة رجالنا وبإمكانياتنا وسننتصر فيها.

مراسلون: تتهمون بضلوعكم في اعتقال الولايات المتحدة للقيادي في تنظيم القاعدة أحمد بوختاله. هل هذا صحيح؟

الحجازي: لا علاقة لنا باعتقاله وهذا أمر يحدث في أي دولة منتهكة السيادة ولسنا نحن من نستعين بالأجانب بل الجماعات المتطرفة هي من تفعل ذلك. لقد قبضنا على متطرفين جزائريين وتونسيين ويمنيين ومصريين وموريتانيين، وهناك متطرفون أجانب يقيمون بعائلاتهم في مدينة درنة التي يتخذونها إمارة لهم.

المتطرفون هم من أصبح بيادق بيد المخابرات القطرية والتركية، والغريب أنهم يتباكون على اختراق السيادة الليبية وهم من يخترقها.

مراسلون: هل من اعترافات معينة أدلى بها هؤلاء المعتقلون؟

الحجازي: أغلب التحقيقات مع المعتقلين في عملية الكرامة يذكر فيها وبشكل غير عادي إسم وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف والسياسي عبد الحكيم بلحاج. ونحن سنعرض اعترافاتهم عبر وسائل الإعلام بعد استكمال التحقيق معهم .

مراسلون: هل القيادي في تنظيم القاعدة الجزائري المختار بلمختار المكنى بالأعور من ضمن المعتقلين؟

الحجازي: لا ليس من ضمنهم.

مراسلون: كيف تتم معاملة هؤلاء المعتقلين؟ هناك اتهامات من قادة بعض الكتائب لكم بممارسة التعذيب والاعتقال التعسفي.

الحجازي: كلامهم مردود عليهم. هل هم من يحافظون على كرامة مواطنينا؟ أليسوا هم من يقطعون الرؤوس وينكلون ويحرقون الجثث، وبالتالي هم آخر من يتكلم عن الانتهاكات. رغم ذلك نقول لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية تعالوا لزيارة السجون بعد انتهاء التحقيقات وأنا مستعد لمرافقتهم ليروا طريقة معاملة المعتقلين. نحن مؤسسة عسكرية وأمنية تحترم حقوق الإنسان ونعمل بما يرضي الله.

مراسلون: ما صحة ما تردد عن مقتل المسؤول العام لتنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي؟

الحجازي: كل طلعاتنا الجوية تتم بناء على إحداثيات من مصادرنا على الأرض عبر جهاز المباحث العامة الذي يخترق هذه الجماعات وعبر تعاون المواطنين الذين فاق عملهم المجهود الأستخباراتي. وما أؤكده حول المدعو الزهاوي أننا استهدفنا المكان الذي كان متحصناً فيه وأنه أصيب إصابة بليغة جدا في رقبته وبطنه بشظية، وإذا لا أؤكد مقتله أعتبره في حكم الميت، وسبحان الله الشظية ذبحته كما يذبحون هم الأبرياء.

مراسلون: تتركز عملياتكم في شرق ليبيا. ما علاقتكم بالقبائل الموجودة فيها وبالقوى الفيدرالية؟

الحجازي: علاقتنا جيدة بكل القبائل المناضلة في ليبيا وبقوى الحراك الفيدرالي وكلها أيدت عملية الكرامة. أتتنا وفود كثيرة منهم كما أصدرت عدة قبائل من بينها قبيلة العبيدات و ورفلة بيانات تأييد لأن المعركة معركة وطن واسترجاع كرامة ولا مكان فيها للحياد.

وأنا لست سياسيا لكنني أحترم الحراك الفيدرالي وأرى رجال وطنيين داخله يريدون النهوض بالوطن.

مراسلون: لماذا لا نرى نشاطاً لعملية الكرامة في طرابلس وفزان؟

الحجازي: بعون الله سنعلن عن عمليات نوعية في مدينة طرابلس وفزان وتركيزنا منصب كما أسلفت على مدينة بنغازي لأنها قلب ليبيا النابض وكل رؤوس الإرهاب موجودة في بنغازي واستهدفنا بعضهم وقبضنا على بعضهم الأخر. وكما تعلم نقوم في مدينة درنة بضربات جوية وهناك أيضاً عمليات نوعية بدأت منذ أسبوعين خاصة في منطقة الرادار ووادي الناقة.

مراسلون: يتهمكم خصومكم بمحاولة السيطرة على الحكم والقيام بانقلاب عسكري. ما ردكم؟

الحجازي: بعد انتهاء العملية سنرجع إلى معسكراتنا وثكناتنا مثل أي جيش يحترم نفسه كحامي للدستور وحامي للعملية الديمقراطية والدليل على ذلك أننا أعلنا وقفا لإطلاق النار يوم انتخابات البرلمان، ودورنا حماية وطننا واسترجاعه.

ليس لدينا طموحات ولسنا انقلابيين بل نحن نقوم بما يقوم به أي جيش عندما يرى وطنه يتشظى وتنتهك سيادته.

لقد وصل بهم الأمر إلى انتهاك حرمات بيوتنا وقتل  نسائنا ولا يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي فقد كنا نخطط لعملية الكرامة على مدار عام كامل عبر جولات مكوكية على كل القبائل التي أبدت تأييدها لنا.

مراسلون: عقب محاولة اغتيال قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر، شاعت أنباء عن وجود تسريب للمكان تواجده  من قبل أشخاص في الدائرة المقربة لغرفة عمليات معركة الكرامة ، ما صحة ذلك؟

الحجازي: لا صحة لذلك ، كان اللواء كريماً في استقبال الكثير من الوفود التي تأتي للسلام عليه رغم اعتراضنا واعتراضي أنا شخصياً من كثرة الزوار لدواعٍ أمنية.

مكاننا كان أمناً جداً من حيث الموقع لكن تم التعرف عليه بسبب كثرة الزوار. والسيارة التي نفذت بها العملية كانت يجري تذخيرها على مدار شهر في منطقة الكسارات التي تبعد عنا 11كم لصعوبة تجهيزها وجلبها من بنغازي لوجود بوابات شديدة. وبعد يومين من العملية قبضنا على الرأس المدبر للعملية.

مراسلون: هل يحمل الشخص المدبر صفة عسكرية؟

الحجازي: لا هو شخص مدني متطرف لم نذكر إسمه حفاظا على الحساسية الاجتماعية. ولقد اعترف بكل شيء. قبل العملية كنا نشك فيه وفي اجتماعاته مع أشخاص متطرفين ونعمل على تتبع تحركاته. وللعلم المدعو ينتمي لتنظيم أنصار الشريعة وكذلك من قام بالتنفيذ.