في اللغة “البيطرة”: هي فن تطبيب الحيوانات، وفي القاهرة “البيطار” هو الشخص الذي يقوم بتركيب حداوات الأحصنة. وهناك في شارع الحرية بمنطقة المطرية – شرق القاهرة – يقبع محل الحاج سيد “البيطار”، البيطار هنا ليس لقب العائلة ولكنه اسم المهنة التي ورثها سيد –مواليد 1952- عن والده والتي يصفها بقوله: “هي صنعة الصبر والتركيز والدقة في التعامل مع حافر الحصان، وتقليم الحافر يجب ان يكون بحساب سواء من الداخل أو الخارج حتي يكون سطح الحافر ملائم لتركيب الحدوة.

يحكي عم سيد أنه الوحيد دون اخوانه الستة الذي غوى صنعة والده.. “كما فعل ابني أحمد فقد أحب صنعة البيطار، وهو الأن سندي في الشغل”.

يعدد سيد الأدوات التي يستعملها في تركيب الحدوة: مطرقة، وسندان لضبط شكل الحدوة لتناسب الحافر، كماشة لنزع المسامير القديمة، مقصلة لكشط وتقليم أجزاء الحافر الزائدة، مبرد كبير لتسوية الحافر، قطع كاوتش توضع في بطن الحافر، بالإضافة لست مسامير – سويدية الصنع – لتثبيت الحدوة في الحافر.

وبالسؤال عن عمر الحدوات؟  أجاب الحاج سيد: “حسب كتر الشغل أو قلته وأيضا على الحمل الذي يجره الحصان فمثلا جر  طن غير 3 طن وهكذا. وأيضا طول المسافة التي يقطعها الحصان فمن الممكن تغير الحدوات كل أسبوع أو أسبوعين أو شهر حسب الشغل”.

وعن حال الصنعة الأن يقول: “في الستينات عندما بدأت مع الوالد  كانت الصنعة رائجة جدا، لكن مع منتصب الثمانينات بدأت في الهبوط مع كثرة عربات الربع نقل و النصف نقل. وفي منتصف التسعنيات بدأت الحكومة في التضييق على سير العربات الكارو في مناطق كثيرة ليصل الأمر الأن لمصادرة العربة الكارو و التحفظ على الحصان أو الحمار ثم إرساله لحديقة الحيوان لذبحه ليكون طعام للأسود بدون أي تعويض لصاحب عربة الكارو”.

وأضاف: “مع تكلفة غذاء الحصان يضطر العربجي إلى شراء عربية نصف نقل، وبالتالي تأثرت صنعة البيطار صنعة أجدادي، لكننا مستمرون في الصنعة مع العربات الكارو الموجودة.. والرزق عالله”.