النائب السابق عن مصراتة، ووزير الداخلية الأسبق، والسفير الحالي لليبيا لدى دولة البحرين فوزي عبد العالي، اعتبر أن تغلغل القاعدة في البلاد أصبح أمراً لا يمكن إنكاره، وأن الأدلة على وجود التنظيم أوضح من أن يتم تأويلها.

“مراسلون” التقتعبد العالي الذي اعتبر أن من يقف وراء خطف الدبلوماسيين والعمليات الإرهابية الأخرى هي تيارات إسلامية سياسية، محذرا من حجوم عسكري على ليبيا بغرض القضاء على الإرهاب.

النائب السابق عن مصراتة، ووزير الداخلية الأسبق، والسفير الحالي لليبيا لدى دولة البحرين فوزي عبد العالي، اعتبر أن تغلغل القاعدة في البلاد أصبح أمراً لا يمكن إنكاره، وأن الأدلة على وجود التنظيم أوضح من أن يتم تأويلها.

“مراسلون” التقتعبد العالي الذي اعتبر أن من يقف وراء خطف الدبلوماسيين والعمليات الإرهابية الأخرى هي تيارات إسلامية سياسية، محذرا من حجوم عسكري على ليبيا بغرض القضاء على الإرهاب.

وكان عبد العالي قد تسلم حقيبة الداخلية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرحيم الكيب الانتقالية، في الفترة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2011 و آب/أغسطس 2012، وقدم اوراق اعتماده كسفير لبلاده في البحرين في آب/أغسطس العام الماضي.

وهنا نص الحوار:

مراسلون: كنت قد صرحت عقب اختطاف السفير الأردني لدى ليبيا “فواز العيطان” بأن هناك إرهاب منظم في ليبيا. ما هو قصدك بالتحديد؟

عبد العالي: نعم هذا تصريح نُسب لي وهو صادر عني حقيقةً. أعتقد أن الأحداث التي تشهدها ليبيا في الآونة الأخيرة أصبحت تؤشر إلى وجود تيار متطرف اختار طريق العنف والخطف، و اختار نفس الطريق الذي رأيناه قد سُلك من قبل تيارات متطرفة، كالقاعدة، وتيارات حسبت على الإسلام السياسي الجهادي.

لا أعتقد أن أحداً في ليبيا بعد ما حصل يستطيع الدفاع الآن، والقول أنه ليس هناك تيار متطرف في ليبيا، كان متواجداً في عدة مناطق وخاصةً في المنطقة الشرقية، وهو الآن نراه يتسرب بقوة إلى العاصمة طرابلس.

الموضوع، أنه في عمليتي خطف الدبلوماسيين التونسيين وخطف السفير الأردني، أمنياً هناك من أصدر القرار، وتحمل مسؤولية قرار الاختطاف، وهناك من رصد تحركات هؤلاء الدبلوماسيين وذلك السفير، وهناك من قام بالتنفيذ، وهناك من قام بتأمين الأماكن التي تم إخفاء السفير الأردني والدبلوماسيين فيها، هذا كله يشير بشكل لايقبل الشك، أن هناك تنظيم خلف هذا العمل، وهذا التنظيم لا يمكن وصفه إلا بتنظيم إرهابي متطرف.

إذاً أنت تتهم الإسلاميين بإدخال البلاد في حالة فوضى..

الاتهام ليس لكل الإسلاميين، بالتأكيد التيارات الإسلامية مختلفة، وهناك عدة مسميات وعدة مناهج وعدة أساليب وعدة طرق في التيار الإسلامي السياسي على الساحة، سواء في ليبيا أو في الخارج، لكنني أتهم الأجنحة المتطرفة تحديداً في ذلك. أما عن هدفها، هذا هو أسلوبها، وحدود تفكيرها، رأيناه في العراق، و الصومال ولبنان وافغانستان والجزائر، وفي كل الدول التي شهدت توترات أمنية وسياسية.

على ماذا اعتمدت في اتهامك هذا؟

كل الأدلة تشير إلى ذلك، آخرها الفيديو الذي سرب في مواقع التواصل الاجتماعي، في موضوع اختطاف التونسيين، و كذلك مطالب خاطفي السفير الاردني بالافراج عن شخص ليبي مسجون ومحكوم في قضية أمنية ضد الإرهاب في المملكة الأردنية، كل هذه أدلة واضحة على أن من يقف خلف هؤلاء تيارات إسلامية سياسية، الأمر لم يعد بحاجة الى أدلة، الأدلة موجودة حتى لدى العامة.

تحدثت صحيفة العرب اللندنية عن نية عدد من الدول العربية والأجنبية توجيه ضربات عسكرية ضد مواقع لخلايا إرهابية في ليبيا تحت اسم عملية “إزهار الربيع”، ما معلوماتكم عن مدى صحة هذه التسريبات؟

في الحقيقة ليس هناك معلومات مؤكدة، وكل ما هو موجود في الساحة تصريحات إعلامية، وأنا لاحظت أن كثيراً من  المحللين السياسيين، يستبعدون هذا الأمر، ويعتبرونه مجرد فرقعة إعلامية، أو رسائل إعلامية لممارسة ضغط معين على جهات معينة في المنطقة.  

لكنني أخالفهم الرأي، وأعتقد أن العمل العسكري في ليبيا من دول خارجية سواءً كانت دول عربية أو غربية أصبح وشيكاً، ولا أعتقد أنه سوف يتأخر كثيراً.. للأسف.

كيف رأيت انعكاس التجاذبات التي حدثت بين بعض الدول مثل السعودية والإمارات وقطر على الوضع الأمني في ليبيا، وأنت أسميته في تصريح لـCNN الأمريكية بالتدخل الأجنبي بأيادي عربية في ليبيا؟

تصريحي للسي إن إن حُرّف بشكل أخرجه عن محتواه، وقد وجهنا رسالة من السفارة الليبية في البحرين للشبكة وطلبنا منها تصحيح الأمر.

لكن على كل حال، بالتأكيد، كل التيارات والتجاذبات على الساحة الدولية والأقليمية، لها تأثير مباشر على الوضع في ليبيا، خاصة وان الوضع الهش فيها يعطي كثيراً من الدول حرية التحرك، وأريحية لا يمكن ان تكون لهم لو كانت الاوضاع في ليبيا مستقرة وتوجد حكومة ووضع سياسي مستقر.

بالتأكيد، ما يحصل من تجاذبات خاصةً فيما يتعلق بتيار الإسلام السياسي، وإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب في بعض الدول، وهذه الجماعة موجودة في ليبيا ومصر و كثير من الدول العريية، هذا الأمر سوف يكون له انعكاسات كبيرة جداً.

ففي داخل التيار الاسلامي توجد خلافات كبيرة جداً في المنهجية، تصل في بعض الأحيان إلى حد حمل السلاح والتكفير والقتال فيما بين هذه الجماعات، لذلك كل التجاذبات سوف يكون لها انعكاس خطير على ليبيا، خاصة إذا أخذنا في عين الاعتبار أن هذه الدول جيوشها قوية، وأجهزة استخباراتها أيضاً قوية ومتواجدة وأوضاعها مستقرة إلى حد بعيد جداً، وأضعف حلقة للأسف الشديد هي ليبيا، والحكمة هي ان نجنب بلدنا كل هذه الصراعات، وألا نتورط في هذه الصراعات بشكل مباشر، لأن نقل حرب تلك الدول الى ليبيا سوف يؤدي إلى مشاكل كبيرة جداً ويدخلنا في نفق قد لا نستطيع الخروج منه.

بصفتك وزير داخلية أسبق، هل ترى أن ليبيا تسير في اتجاه تأزم أكثر للوضع؟

للأسف الشديد، كل الواضح لحد الآن هو أزمات تدخل في أزمات تلي أزمات، وهذا الأمر في غاية السوء والخطورة. أعتقد أنه يجب أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد وأن نساعد في إخراج البلاد مما هي فيه. أعتقد أن على كل  الاطراف تقديم التنازلات المطلوبة من أجل الوطن، واعتقد أنه على المؤتمر وما تبقى من الحكومة أن تقوم بواجباتها، وأعتقد أنه على الشعب الليبي أيضاً أن يكون على مستوى الوعي والمخاطر التي تحيط بالبلد الآن، حتى نخرج جميعاً من عنق الزجاجة ونبدأ في تكوين الدولة التي نطمح اليها جميعاً بإذن الله.

ما تعليقك على قرار المؤتمر الوطني العام رقم 33 باستدعاء الثوار لحماية العاصمة طرابلس؟

أنا لديّ عدة مآخذ على هذا القرار، فقد جاء فضفاضاً وواسعاً وغير محدد، لأن تحريك القوة يجب أن يتم عن طريق الجهات المختصة بهذا الأمر، وفقاً لخطة ورؤية واختصاصات محددة، وأماكن تواجد، وحجم القوة، والتسليح، وكل ما تتطلبه القوة، والمهام المسندة لهذه القوة، حتى لا يحصل هرج ومرج، وتتضارب الاراء وندخل البلاد في مشاكل.

هذا بالتأكيد لا ينفي أن العاصمة فُقد فيها الأمن. أنا كنت في العاصمة، وسمعت كثيراً من المعلومات من الناس في طرابلس، بأن المدينة فعلاً غير آمنة لا ليلاً ولا نهاراً، لا للدبلوماسيين ولا للمواطنيين ولا لغيرهم.

ما الحل برأيك؟

أعتقد أن القوات الموكلة إليها مهمة تأمين العاصمة غير قادرة على ذلك، والخروقات تزداد يوماً عن يوم. أعتقد أنه قد آن الأوان لتشكيل قوة حقيقية من ثوار ليبيا من كافة المناطق لتأمين العاصمة، خاصةً السفارات والوزارات والبرلمان والشوارع الرئيسية.

هذا الأمر لامناص منه، ولكن وفق تراتبية معنية، وشروط وضوابط معينة، حتى يؤتي هذا العمل نتائج جيدة، ويجب أن يكون هذا العمل بعيداً عن كل التجاذبات السياسية.

بعد تحالفهم في الثورة، ساءت العلاقات بين مصراتة والزنتان لفترة من الزمن، هل صحيح أن هذا التوتر زال الآن؟

للأسف الشديد بعد التحرير مباشرةً، كانت هناك توترات مفتعلة بين مصراتة والمناطق الشرقية وفي داخل المنطقة الشرقية نفسها، وأيضاً بين مصراتة والزنتان، ومصراتة وطرابلس.

واضح جداً أن هناك من يلعب على رقعة الشطرنج، ويحاول ضرب هذه القوة للوصول إلى مكاسب معينة، إدخال البلاد في فوضى، وإفشال الدولة للوصول إلى أهداف معينة مرسومة، أعتقد أن هذا الآن واضح.

ولكن أعتقد أنهم فشلوا في ذلك، أنا واثق تماماً، وأضمن بما سمعته من ثوار الزنتان وثوار مصراتة، بأنه لن يحصل أي احتكاك مسلح بين المدينتين، وأن لا أحد سوف يستطيع الدخول بين القوتين، بالعكس، أتوقع خلال الفترة المقبلة، التحالف بين القوتين، لتساهما في بناء الدولة التي نطمح إليها.