أليس الشباب هو من يتسبب في الفوضى في وتر في ليبيا؟ أليس الشباب هو من يعرقل مرحلة بناء ليبيا؟ كذلك ألا يفترض أن يكون الشباب هو المستفيد الأول من التغيير؟

الغريب أننا كما رأينا الشباب في ليبيا هو من قدم التضحيات في الثورة، وكان له النصيب الأكبر من الشهداء، وهو من أمّن البلاد والمرافق الحيوية أثناء الثورة وبعدها، وهو من يعول عليه في بناء الوطن والسير بعجلة البناء، نجده في نفس الوقت هو من يتسبب ولو كان عن دون قصد في عرقلة مسيرة البناء.

أليس الشباب هو من يتسبب في الفوضى في وتر في ليبيا؟ أليس الشباب هو من يعرقل مرحلة بناء ليبيا؟ كذلك ألا يفترض أن يكون الشباب هو المستفيد الأول من التغيير؟

الغريب أننا كما رأينا الشباب في ليبيا هو من قدم التضحيات في الثورة، وكان له النصيب الأكبر من الشهداء، وهو من أمّن البلاد والمرافق الحيوية أثناء الثورة وبعدها، وهو من يعول عليه في بناء الوطن والسير بعجلة البناء، نجده في نفس الوقت هو من يتسبب ولو كان عن دون قصد في عرقلة مسيرة البناء.

نجده هو من يقوم بالتعدي على ممتلكات الدولة، وقطع الغابات والتعدي على المساحات الخضراء، وهو من يقوم بالاعتصامات في حقول النفط وفي مؤسسات الدولة.

لا ينكر أحد تضحيات الشباب في ليبيا، لكن في المقابل لا يمكن لأي أحد الانفراد بالمكاسب التي جعلت الثورة تتكلل بالنجاح. فلولا حراك السياسيين ورجال المعارضة الشرفاء في الداخل والخارج، والذين كان لهم باع كبير في انتزاع تأييد المجتمع الدولي والغرب بصفة خاصة والوقوف إلى جانب الشعب الليبي، لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه .

ما رأيناه ولا زلنا نلحظ بعضه من إغلاق للطرق الرئيسية والحيوية بسبب مطالب أو مظالم أو مكاسب شخصية، وما نراه من تجريف للغابات والأشجار ومن تعدٍ على أراضي الدولة وممتلكاتها، ومن انتهاكات في حقوق الإنسان مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل، لا يمكن أن تكون صادرة عن شباب ليبيا. شباب عول عليه الجميع في مرحلة حرجة لانتشال البلاد من القاع.

أيضا الاعتصامات المتكررة بين الفينة والأخرى، فاعتصامات عمال النفط والغاز وإغلاق الحقول يترتب عليه انقطاع متكرر للكهرباء، لعجز في وصول إمدادات الغاز إلى محطاتها، ما يسبب في اعتصامات مماثلة من المواطنين، وتبقى البلاد تدور في حلقة مفرغة .

ومع انتشار السلاح في ليبيا إبان الثورة وبعدها خارج مؤسسات الدولة وخصوصاَ بيد الشباب، تبقى تجارة السلاح هي الخطر الأكبر الذي يهدد الداخل والخارج. فقد أصبح المجرمون والخارجون عن القانون لا يجدون صعوبة في اقتناء السلاح، ماجعل عمليات السطو المسلح تنشط وبشكل متنامي يهدد أمن وسلامة المواطنين.

وكذلك الشباب العاطل عن العمل، والذي أصبح غالبيته تائهاً، وبعضه منجراَ لسلوكيات غير أخلاقية كالمخدرات، والشباب الذي آثر حمل السلاح على الانخراط في مجالات الانتاج والبناء.

كل ذلك يعكس واقعاً ملموساً لاهروب منه، وهو أن الشباب الليبي لا يعي أهمية دوره في بناء البلاد، وهذا ناتج ربما عن تربية النظام السابق القائمة على تعزيز مبدأ الاستفادة من الدولة بدل تنمية شعور المواطنة والانتماء، حيث كان غالبية الشباب يحصلون على رواتب دون أداء عمل يذكر ما جعل قيمة عطاء الفرد في المجتمع لا تساوي شيئاً.

أيضاً غياب الحلول الحقيقية من قبل الحكومات المتعاقبة في ليبيا لضم الشباب، ساهمت في نفوره من أي بدائل تعرض عليه، خاصة وأن الشباب المنخرطين في الميليشيات المسلحة يحصلون على رواتب جيدة مقارنة بأفراد الجيش والشرطة الذين لم تتساوى مرتباتهم مع رواتب الثوار.

الإعلام أيضاً يوضع عليه جزء من اللوم، فهو ساهم في فترة ما بتعميق فكرة الاستهانة بالجيش والشرطة وتخوينهما مقابل كتائب الثوار، ما عزز شعور النفور العام من الانخراط فيهما، وإن كانت هذه الفكرة قد بدأت تخف حدتها في ظل الاستياء العام من الميليشيات المسلحة في مختلف المدن.

ويبقى الشباب الذي يصنع المشاكل هو المتضرر الأول من سوء الأوضاع، الذي يؤدي إلى قتل فرص العمل في كافة المجالات، وبالتالي استمرار حالة التيه والبطالة، وانتصار خيار حمل السلاح للحصول على مرتب.