“أجل أنا من أدخلت الصور المسيئة للرسول الى المجلس التأسيسي. وقد تركتها في مكتب رئيس المجلس، ليس لإهانة نبيّينا الأكرم ولكن لأقول له أنظر النتيجة التي سنصل اليها اذا لم يقرّ الدستور الشريعة كمصدر أساسي للتشريع”.

كاد العلمي أن يتسبب بكارثة من خلال هذه الصور الذي يعترف بأنه أعطى نسخة منها الى القيادي في حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي. وكادت أن تعصف بالتوافق بين الاسلاميين والعلمانيين بعد المصادقة على الفصل السادس الذي ينصّ على حرّية الضمير في الدستور.

“أجل أنا من أدخلت الصور المسيئة للرسول الى المجلس التأسيسي. وقد تركتها في مكتب رئيس المجلس، ليس لإهانة نبيّينا الأكرم ولكن لأقول له أنظر النتيجة التي سنصل اليها اذا لم يقرّ الدستور الشريعة كمصدر أساسي للتشريع”.

كاد العلمي أن يتسبب بكارثة من خلال هذه الصور الذي يعترف بأنه أعطى نسخة منها الى القيادي في حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي. وكادت أن تعصف بالتوافق بين الاسلاميين والعلمانيين بعد المصادقة على الفصل السادس الذي ينصّ على حرّية الضمير في الدستور.

يصمت العلمي برهة وكأنه يستجمع أفكاره ثم يضيف “سأنزل إلى الشوارع وسأحارب أعداء الدين،  لن أرتاح ويهدأ لي بال حتى يثوب نواب التأسيسي إلى رشدهم وينصروا شرع الله وينصروا رسوله على أعداء الاسلام”.

سأحارب نواب التأسيسي

يقطب حاجبيه ويقول بكثير من الاصرار “لن أتراجع على مقارعتهم ( نواب التأسيسي) حتى ينسفوا الفصل السادس الذي يجرّم التكفير ويبيح الكفر العلني ويعتدي على مشاعر الأمة ومقدّساتها لأنه يشجّع على الإلحاد وعبادة الشيطان باسم حرية الضمير”.

بنبرة واثقة وملامح صارمة تحدّث عادل العلمي بائع الخضروات المغمور قبل الثورة والداعية الاسلامي المثير للجدل بعدها، عن “أم المعارك” كما وصفها والتي سيخوضها “متسلّحا بالايمان وبالشريعة” لـ “ينقذ” شعب تونس المسلم من الأيادي العابثة بدينه من خلال الدستور الذي قال عنه “كل من يصادق على دستور الكفر هذا سيكون كمن خان الله ورسوله”.

عادل العلمي المولود في 14 آذار/مارس 1970 ليس شيخ طريقة أو عالم في أصول الدين الإسلامي، ولم يتلّق أي تعليم ديني على يد شيوخ الاسلام المشهود لهم بالعلم والكفاءة في مشرق العالم الاسلامي أو مغربه.

ويقول عن نفسه “أنا لست جاهلا أو معتوها كما ينعتني أعداء الاسلام”. ويواصل العلمي صحيح أني لم أنه تعليمي وأكتفيت بالمرحلة الثانوية، “لكن السبب الذي يجهله الكثيرون أنّ انقطاعي عن الدراسة يعود إلى رفضي للتعليم العلماني الذي فرضه بورقيبة على الشعب وجفّف منابع التعليم الزيتوني الذي كنت أميل اليه”.

ويضيف “أنا لم أندم عن مغادرة مقاعد الدراسة حين التحقت بحلقات التعليم الزيتوني التي كانت تقام متى سمحت الظروف في جامع الزيتونة. كما وأني التقيت بعدد من شيوخ العلم في المشرق خاصّة بعد الثورة، ويمكن القول أني عصاميّ التكوين في أصول الدين”

أعشق زوجتي

العلمانيون في تونس ينعتون عادل العلمي بأنه “دجّال ومشعوذ” و نموذج لفئة من التونسيين احترفوا المتاجرة بالدين بعد الثورة، سلاحهم في ذلك قدرتهم الخطابية التي تساعدهم على استبلاه السذّج والأميين.

وتقول الحقوقية بشرى بن حميدة “عادل العلمي يمثل عينة من الانتهازيين والمتاجرين باسم الدين. هو ينظر للمرأة بدونية ولا يراها كانسان بل كجارية لا بدّ أن تلبي رغباته جسدية لا أكثر”. تهمة دحضها مؤكّدا أنه يحترم المرأة وما دعوته لتعدّد الزوجات في تونس إلّا استجابة لما أقرته الشريعة الاسلامية التي تسمح بالزواج مثنّى وثلاث ورباع”.

العلمي كان أعلن في شهر كانون أول/ديسمبر من العام الماضي عن تأسيسه حزب “تونس-الزيتونة” الذي يطالب صراحة بتعدد الزوجات، ومنع التبني وتنظيم محاكم شرعية والفصل بين الجنسين في المدارس. علماً أن قانون الاحوال الشخصية المعمول به في تونس منذ سنة 1956 لايسمح بتعدّد الزوجات ولا بالمحاكم ولا بفصل الجنسين كما أنه يبيح التبّني.

ورغم ذلك يجد عادل العلمي من يستمع اليه ومن يدعوه الى المنابر الاعلامية والتي غالبا ما يختار الانسحاب منها عندما يجد من يقارعه بالحجة والبرهان أن ما يدعو اليه لا علاقة له بالدين الاسلامي.  ولكن العلمي يصرّ أن قانون الأحوال الشخصية الحالي يجب تنقيحه وجعله يتوافق مع روح الشرع.

ورغم دعوته لتعدّد الزوجات الاّ أنه يقول “أنا أعشق زوجتي ومنذ زواجنا ونحن نعيش قصّة حب خيالي ولا أعتقد أن هناك امرأة أخرى في هذا الكون تملأ قلبي غير زوجتي الحالية ولذلك أنا لن أتزوج عليها ثانية”.

ويبرر دعوته لتعدد الزوجات أن هناك أسباب صحية تلم بالزوجة الأولى، أو لأنها “عاقر”. لذلك يحقّ للزوج الزواج بثانية خاصّة اذا كان لا يريد أن يطلّق هذه الزوجات ويسقط في أبغض الحلال عند الله وهو الطلاق، على حد قوله.

ويضيف “أنا أستغرب لماذا يصمت المجتمع عن وجود العشيقات والخليلات والعلاقات المحرّمة والأطفال مجهولي النسب وتفشّي ظاهرة الدعارة والبغاء السرّي ويثور على تعدّد الزوجات الشرعي”.

ويدعي العلمي أن حوالي 114 ألف امراة في تونس أمضت على عريضة تطالب بالسماح بتعدّد الزوجات. ويمكن أن يكون ذلك، حسب رأيه، “بالاتفاق مع الزوجة الأولى أو ابرام عقد زواج لمدّة محدّدة 6 أشهر مثلا واذا عجز الزوج عن العدل بين زوجتيه في الفراش واللباس والمأكل يمكنه التخلّي عن واحدة”.

لكن عادل العلمي في المقابل لا يقبل أن تكون ابنته زوجة ثانية: “متى أنجبت ابنة سأربيها بحيث يجد فيها زوجها كل الصفات التي تمنعه من التفكير في زوجة ثانية”. ولا ينفكّ يهاجم القوانين المنظمة للبغاء العلني في تونس ويرى أنها “امتهان لكرامة المرأة حيث يجعلها مجرّد وعاء لافراغ شهوات عابري السبيل. لذلك لا بدّ من غلق دور الدعارة المنظمة ايجاد آليات لحماية المومسسات بتزويجهن ولى الدولة أن تتكفّل بذلك”.

ومع ذلك فانه يدحض دعوته للتونسيات باستعمال حزام العفة لحفظ فروجهن من الزنى والعهر “أنا لا أعرف هذا الاختراع الذي يسمّى حزام العفة، لكن أعتقد أن حزام العفة الحقيقي للتونسيات اللواتي يعانين من ارتفاع معدّل العنوسة هو اقرار تعدّد الزوجات للقضاء على العنوسة”.

وهو يتمسّك كذلك بضرورة الفصل بين الجنسين ويقول “مدارسنا تحوّلت الى مكان لممارسة الرذيلة. ويجب حماية المراهقين من الاختلاط لأنه في ذلك السنّ تكون الشهوة في أوجها وبالتالي يمكن حدوث المحظور في أي لحظة. انظروا الى عدد الأطفال المولودين خارج اطار الزواج.. إنه عدد مهول ..يجب انقاذ أبناءنا من أنفسهم”

النهضة خائنة والمرزوقي محترم

منذ نيسان/أفريل 2001 وعادل العلمي يثير جدلا بموافقه بين مؤيّد لما يقول وبين رافض لأفكاره التي يعتبرها مجرّد هراء يجب تجاهله وعم الردّ عليه.

علاقة العلمي بالسلطة وتحديدا بحركة النهضة ذات التوجهات الاسلامية تتراوح بين المدّ والجزر، حيث سمحت له في البداية بتأسيس جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كانت سببا في شهرته.

وتحت ضغط بعض الأحزاب والمنطمات اضطرّ لتغيير اسم جمعيته إلى “الجمعية الوسطية للتوعية والاصلاح”. وتمكّن من خلالها من النفاذ الى داخل السجون لالقاء محاضرات مع المساجين، خاصّة عندما كان القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري وزيرا للعدل. ورغم نقد الحقوقيين لهذه الزيارة واعتبارها “دمغجة” دينية للسجناء الاّ أنها تواصلت ردحا من الزمن.

لكن اليوم بعد تأسيسه حزبه أصبحت علاقة العلمي بحركة النهضة فاترة، وهو يقول عنها “أنها حركة خانت التيار الاسلامي في تونس وباعت ذمّتها للأجنبي، وأنا أنصحها بحلّ نفسها وهي تدفع ضريبة تنازلاتها من خلال الانسحابات والانشقاقات التي تعيشها في صمت”.

ولا يخفي العلمي استعداد حزبه الجديد لاستقبال المنشقين عن حركة النهضة، ورغم اختلافه مع حركة النهضة الاّ أنه يصف علاقته برئيس المنصف المرزوقي بأنها علاقة جيّدة: “أنا كنت مخطئا في الحكم على المرزوقي لكن اليوم أنا أكنّ له كل الاحترام”.